مجتمع

مهندس بتطوان يصنع أقنعة بتقنية “3D” ويوزعها مجانا على المستشفيات (صور)

داخل منزله بمدينة تطوان، اختار المهندس الشاب هشام لوقش أن يساهم في التصدي لفيروس “كورونا” المستجد بطريقته الخاصة، حيث قرر استثمار موهبته في الطباعة ثلاثية الأبعاد من أجل صناعة أقنعة وكمامات طبية واقية من الفيروس عبر وسائل بسيطة، وتوزيعها مجانا على المستشفيات والمصحات الطبية بمدينة الحمامة البيضاء.

يقوم لوقش بتصميم نماذج لأقنعة وكمامات طبية على حاسوبه، وطباعتها بتقنية “3D” بعد شراء مخزون كافٍ من المواد الأولية، حيث يعتمد في الطباعة ثلاثية الأبعاد على خيوط البلاستيك، كما يستعمل الأغلفة البلاستيكية الشفافة التي توضع في واجهة البحوث والكتب الجامعية، والتي يمكن إعادة تركيبها من أجل تعقيمها أو استبادلها.

لوقش كشف في تصريح لجريدة “العمق”، أنه يقوم بصناعة هذه الأقنعة في منزله نظرا لامتلاكه طابعة ثلاثية الأبعاد، مشيرا إلى أن هذه الواقيات يتم صناعتها واستعمالها في العالم كله، نظرا لكونها بسيطة لكن دورها كبير في حماية الأطباء والممرضين، وهي أفضل من الكمامات العادية، كما يمكن استعمالهما معا في الآن نفسه، حسب قوله.

وأشار إلى أن ميزة هذه الأقنعة هي إمكانية استعمالها عدة مرات بشرط تعقيمها بعد كل استعمال، كما يمكن استبدال واجهة القناع بأخرى بطريقة بسيطة، لافتا إلى أنه وزع كمية منها مجانا على المستشفى الإقليمي “سانية الرمل” بتطوان بناءً على الخصاص الموجود هناك، ويقوم حاليا بتوزيعها على المصحات الخاصة بالمدينة.

يقول لوقش لـ”العمق”: “أطباء وممرضون بتطوان طلبوها مني نظرا لوجود خصاص كبير في الكمامات والأقنعة، ونحن نعلم أن الأطقم الصحية يشكلون خط الدفاع الأول في مواجهة كورونا، لذلك وجب علينا دعمهم بكل السُبل، ومبادرتي تطوعية إنسانية، وأنا على تواصل مع الأطباء، وقد زودت مستشفى سانية الرمل بالكمية التي يحتاجونها”.

ورغم أن تخصص لوقش هو الهندسة الصناعية وهو ممثل شركة إسبانية بالمغرب، إلا أن ذلك لم يمنعه من تطوير مهاراته في مجال التصميم والطباعة ثلاثية الأبعاد، حيث يقوم بالموازاة مع صناعة الأقنعة والكمامات الطبية مجانا للأطباء والممرضين بتطوان، بالتواصل والتنسيق مع أصدقاء له بمدن أخرى بالمملكة من أجل مدهم بالتصاميم اللازمة لصناعة تلك الأقنعة.

وتابع قوله: “أحاول تغطية حاجيات تطوان من هذه الأقنعة، بالموازاة مع التنسيق مع بعض الأصدقاء في القنيطرة والرباط ومراكش ومدن أخرى لمدهم بطريقة إعداد هذه الأقنعة، هدفي هو إنتاج كمية كبيرة رغم أن الطباعة ثلاثية الأبعاء تكون ثقيلة، لذلك أقوم بشراء مخزون مهم من المواد الأولوية، وهناك محسنون أبدوا استعدادهم لدعمي في شراء هذه المواد”.

الأقنعة الطبية الوقائية من “كورونا”، ليست المشروع التطوعي الوحيد الذي يشتغل عليه لوقش، فقد أوضح لـ”العمق” أنه يقوم في الوقت الراهن بالتنسيق مع دكتور بمستشفى “سانية الرمل” بتطوان من أجل بحث إمكانية طباعة أنابيب وأقنعة متعددة لنفس جهاز التنفس، بحيث يصبح عدد المستفيدين من جهاز تنفس واحد أكثر من شخص.

وأشار إلى أن فكرته هاته تأتي من أجل “تفادي الخصاص في أجهزة التنفس في حالة ارتفاع عدد المصابين لا قدر الله، فأنا اقترحت على الأطباء هذا الحل بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، بحيث إذا كانت هناك 10 أجهزة للتنفس بمدينة تطوان مثلا، يمكن أن يستفيد منها 40 إلى 50 شخصا بدل 10 مرضى فقط”، وفق تعبيره.

وأضاف لوقش أن “أجهزة التنفس قد تصل أسعارها إلى 150 ألف درهم للجهاز، لذلك أريد إنتاج أجهزة بثمن زهيد، وهذا ليس من اختراعي بل يوجد في العالم كله، فنحن نشتغل على نماذج معينة بتقنية 3D، بحيث يصبح عدد المرضى المستفيدين من جهاز تنفس واحد ما بين 3 إلى 5 أشخاص بدل شخص واحد”.

وفي هذا الصدد، وجه لوقش رسالة إلى الآباء المغاربة، معتبرا أن التصميم والطباعة ثلاثية الأبعاد تنمي ذكاء وخيال الأطفال والشباب، داعيا أولياء أمور التلاميذ إلى تعليمهم هذا المجال لأنه ميدان يعتمد على ما هو تطبيقي وليس نظري فقط، ويساهم في تحويل أفكار ومخيلات الأبناء إلى واقع ملموس، على حد قوله.

وختم قوله: “الطباعة ثلاثية الأبعاد يدرسونها للتلاميذ في أوروبا من أجل جعلها متاحة بالمنازل لتحويل كل متخيل إلى واقع، ونحن في المغرب لدينا أطفال وشباب مبدعين وأذكياء ووجب منحهم الفرصة لتنزيل أفكارهم، علما أن الطابعة ثلاثية الأبعاد ليس باهضة الثمن، فأنا اشتريت واحدة بمبلغ 2000 درهم، وأغلاها اشتريته بـ3500 درهم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *