أدب وفنون

بوحسين لـ”العمق”: الفنان يعاني ولا كلمة له.. والجمهور يتحمل مسؤولية “رداءة” بعض الأعمال الفنية

قال مسعود بوحسين رئيس النقابة المغربية لمهن الفنون الدرامية، إن الأزمة المالية التي يعيشها العديد من الفنانين اليوم نتيجة توقف أعمالهم بسبب حالة الحجر الصحي المنزلي الذي فرضه فيروس كورونا ليست مسألة جديدة، لأن مجموعة منهم كانوا يعانون منها في صمت خلال الأيام العادية، لذلك كنا نجد بين الفينة والأخرى فنانا يخرج ويشتكي لوسائل الإعلام عن وضعيه الهشة، لافتا إلى أن هذه الوضعية تعود بالأساس لطبيعة العمل الفني “الغير أمن” من الناحية الاقتصادية والاجتماعية، لأنه لا يخضع لنفس معايير الأعمال الأخرى.

وأضاف بوحسين في تصريح لجريدة “العمق”، أنهم كنقابة طالبوا بإستفادة الفنانين الذين يعانون من وجعيات هشة تصل أحيانا لعدم قدرة البعض على توفير قوت يوم له ولأسرته من دعم صندوق تدبير جائحة كورونا، على غرار ما حصل مع جميع المواطنين، موضحا أن الفنان يؤدي الضريبة للدولة، وأن للجائحة تكلفة كبيرة على جميع المغاربة ويجب تقاسمها.

وأشار المتحدث إلى أنهم كنقابة تواصلوا مع المسؤولين لكنهم لا يعلمون إلى الآن ما هي خطط الوزارة تجاه هؤلاء الفنانين وهل قررت مساعدتهم، مبينا أنها بدأت تتواصل مع بعضهم وتسألهم عن أوضاعهم فقط.

وتابع، أنه من الصعب تحديد أعداد الفنانين المتضررين من أزمة كورونا، لأن المجال متشعب وفيه العديد من الفئات، خاصة وأن الكثير لا يملكون بطاقة الفنان، ومؤكدا على ضرورة أن يعي المغاربة أن هناك فنانين يعانون من أوضاع كارثية، وليس جميعهم أغنياء كما يعتقدون.

وعن الانتقادات التي تُحمل الفنانين مسؤولية رداءة المنتوجات الفنية، قال بوحسين إن الفنان يتحمل أحكاما ليست له يد فيها لأنه في الواجهة، مشيرا إلى أنه على المغاربة أن يفهموا أن السياسة الثقافية تحددها شركات الإنتاج والقنوات التي تقبل بتلك الأعمال التي توصف بالرذيئة، وأن الفنان لا يملك أي كلمة أو سلطة فيما، كما أن العديد منهم لا يقتنعون بالسيناريوهات المطروحة عليهم لكنهم يقبول بها هربا من شبح البطالة.

كما اعتبر بوحسين أن الأعمال “التافهة” أخذت مشروعية وجودها وتأثيرها من خلال عدد المشاهدات الكثيرة لها، متسائلا عن من يدعمها ويشجعها، ومعتبرا أن الفئة التي تتبنى اليوم الخطاب الطهراني هي نفسها التي تُقبل بنهم على تشجيع الأعمال الفاسدة.

ودعا بوحسين المطالبين بتحسين الجودة الفنية إلى تشجيع الفن الذي يحبونه، فإذا كانت الأعمال المعروضة عليهم لا ترقى لهم، لماذا لا يشرون التذاكر ويذهبون إلى المسارح ويدعمون رجال الفن المفيد للقضاء على الرداءة.

وتعليقا على تقديمه لشكاية لدى النيابة العامة مؤخرا ضد أحد الأشخاص الذين هاجموا الفنانين، قال بوحسين أنهم يؤمنون بحرية التعبير ويقبلون بالنقد البناء، ويدركون مسألة أنه لا يمكن أن يكون هناك إجماع عام حول شيء معين، لكنهم لن يقبلوا بالأصوات التي بدأت تتعالى مؤخرا وتستخدم أسلوب السب والقذف والتحريض على الكراهية والتكفير أحيانا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • ذلك الجمهور الكاوي والكواي
    منذ 4 سنوات

    إذا كان الجمهور هو سبب الرداءة، لما لم تمتهنوا شيئا آخر لتنفذوا بجلدكم من الرداءة ولا تكونوا مجبرين على الهبوط الى مستوى أدنى مما كان عليه ؟ غريب أمر الفنان الذي يتنصل من الرداءة التي هو مجسدها بتعليقها على الجمهور، وهل الجمهور وضع مسدسا على رأسهم ؟ لو كان الجمهور فعلا يقدر على شيء، لاستطاع تغيير ما تمرره القنوات الرسمية ومن مال تقتطعه منهم، ولا يتفرجون فيها حتى، الا إذا كانوا مجبرين، تحياتي للفنانين الذين يشتغلون في صمت ومن قناعاتهم، "صحيحة" كانت أم "خاطئة"، دون اللجوء الى لعب دور الضحية، وذلك موضوع آخر