سياسة

بايتاس يكتب: جائحة كورونا بينت الحاجة إلى تعليم الثقافة واقتصاد المعرفة

مصطفى بايتاس

كعادته دائما يبدع التجمع الوطني للأحرار في اقتراح الأفكار الجديدة ووضع التصورات الكفيلة بتغير واقع المجتمع ففي الوقت الذي توقف فيه الجميع عن التفكير والتأمل في الحلول الناجعة لمرحلة ما بعد أزمة جائحة كورونا وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية واقتصر النقاش على تعداد المصابين والمتعافين يصر التجمع على أن يكسر حاجز الصمت ورتابة الأحداث ليضع هذه النافذة https://www.maba3d-corona.com أمام كل المغاربة من مختلف المشارب والفئات لاستفزاز تفكيرنا وذكائنا الجماعي في وضع تصور لمرحلة ما بعد كورونا اقتصادًا واجتماعًا.

فإذا كانت كل الدراسات تؤكد تأثر الاقتصادات بجائحة كورونا فإن الحاجة ملحة للإسراع بوضع تصورات لامتصاص الأزمة وضمان تدفق طبيعي وسريع للحياة في شرايين الاقتصاد والمجتمع.

وإن كانت الدولة من أعلى هرمها قد عجلت باتخاذ حزمة من التدابير والإجراءات الاحترازية والاستباقية شكلت موضوع الافتتاحيات الصحفية ومحط إشادة دولية والتي ستخفف لا شك من واقع الصدمة على المواطن والمقاولة على حد سواء، فان الأمر كما سبق لي أن أشرت إليه لا يعفينا من واجب الاقتراح والإدلاء بالرأي والمساهمة الإيجابية في النقاش.

ان محاولة معالجة الأزمة بمنطق المسكنات والمحفزات قد يمنح اقتصادنا بعض الصمود لكنه لن يمكنه من التعافي الكامل من تداعيات الأزمة وتأثيراتها لذا وجب استعمال العلاج المكثف الطويل الأمد والمر أحيانا والذي لا محالة سيكون الحل الانجع لضمان التطور الطبيعي والسريع للاقتصاد.

إن التعليم كأحد الملفات الثقيلة التي وجدنا صعوبة كبيرة كمغاربة وبتعاقب الحكومات في حلها لاعتبارات كثيرة يتداخل فيها التقني بالسياسي والاقتصادي والثقافي، إلا أن أكبر معيقات تقدم المنظومة التعليمية يكمن حسب تقديري بالأساس في غياب لحظة التوافق الوطني الجامع والانخراط الشامل لكل الحساسيات سياسية كانت أو اجتماعية التي للأسف لم تتوحد حول مشروع شامل يهدف بالأساس إلى ضمان تطور المجتمع ككل اقتصاديا علميا اجتماعيًا وإنسانيًا.

قد تبدو مسألة تلخيص كل مشكلات الفيروس كوفيد 19 في التعليم لوحده نوع من السذاجة الفكرية والطوباوية السياسية لكن الحقائق التي كشفتها الجائحة اليوم بينت أن نوعين فقط من الاقتصادات هي التي استطاعت الصمود في زمن انهيار الاقتصاد الرأسمالي فقط اقتصاد المعرفة واقتصاد الحياة من تمكنت من البقاء بل كل الشعوب والأمم التي راهنت على هذا النوع من الاقتصاد هي التي استطاعت على الأقل التحكم في الأزمة والتكهن بنتائجها.

وإذا كانت كل التجارب قد فشلت لانتفاء لحظة الإجماع الوطني كما سبق أن أسلفت فإن الظرفية اليوم التي تعكس حجم الإنخراط الوطني للجميع كفيلة بتشكيل النواة الأولى لإنطلاق إصلاح تعليمي شامل وعاجل يضع في صلب اهتمامه إنتاج اقتصاد المعرفة والحياة ويوفر للمغاربة مدرسة عمومية تشكل مصعدًا اجتماعيًا بامتياز.

* عضو المكتب السياسي للتجمع الوطني للأحرار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *