سياسة

مطالبة المغاربة العالقين بالخارج بالصبر تجر على الوافي انتقادات برلمانيين

أثارت مطالبة الوزيرة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج، نزهة الوافي، لآلاف المغاربة العالقين بالخارج بسبب إجراء غلق الحدود الذي اتخذه المغرب منذ شهر، بالصبر والتضحية في سبيل الوطن، غضب عدد من البرلمانيين أغلبية ومعارضة بلجنة الخارجية، والذين اعتبروا بأن جوابها هذا سيولد لدى هؤلاء إحساسا بأن المغرب تخلى عنهم.

وفي هذا الإطار، قال النائب البرلماني عن فريق التجمع الدستوري، عبد الودود خربوش، إن على الحكومة أن تحدد المدة التي يمكن فيها إعادة المغاربة العالقين بالخارج، مشيرا بقوله: “نريد جوابا كم سيصبر هؤلاء للعودة للوطن؟ أيام معدودة تفصلنا عن شهر رمضان، أعطوهم وقتا محددا هل أسبوع أم أسبوعين؟”.

وأضاف خربوش في تعقيبه على جواب الوافي، بأن عددا من العالقين بإمكانهم دفع ثمن التذاكر للعودة، والبعض الأخر ممن لا يمكنه ذلك، يمكن لصندوق كورونا أن يتحمل مصاريف تذاكرهم، مضيفا أنه بالنسبة للكلفة الصحية هناك حلول وتدابير احترازية سيقوم بها المتخصصين في ذلك دون المس بالأمن الصحي للمغاربة.

ومن جهته، قال البرلماني عن حزب الاستقلال، علال العمراوي، إن الإجراءات التي اتخذتها الوزارة “غير كافية بحكم عدم تمكن عدد من المغاربة العالقين من التواصل مع السفارات والقنصليات”، مستغربا من تضارب أرقام الحكومة بخصوص العالقين، إذ في الوقت الذي قال فيه رئيس الحكومة إن عددهم 7500 شخص، تقول الوزيرة إن عددهم بلغ 18 ألف.

وخاطب العمراوي، الوزير الوافي، قائلا: “كنا نتمنى أن تعطنا تصورا واضحا لعملية إرجاع المواطنين المغاربة العالقين بالخارج، طبعا بمنهجية مضبوطة ومدروسة وبالشكل المناسب”، مشيرا إلى أن هؤلاء “عبروا عن استعدادهم للخضوع للحجر الصحي فور وصولهم للمغرب”.

ومن جانبه، قال النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، خالد البوقرعي، ردا على عرض الوزيرة، “أعتقد أنه مازال عندنا المجال لكي نفتح الأمل ونحيدو صبروا ونقول لهم سنفكر في الحلول الممكنة”.

وزاد البوقرعي، أن إعادتهم لن يكلف كثيرا، ما بين 2 مليار سنيتم إلى 3 ملايير، على اعتبار أن هناك 80 بالمائة عبروا عن استعدادهم لدفع ثمن التذكرة للعودة، مضيفا أنه يمكن اخضاعهم للحجر الصحي بالأحياء الجامعية، ودور الطالب، والداخليات، والمؤسسات التابعة لوزارة الشباب.

وقالت البرلمانية سعاد الزيدي عن المجموعة النيابية للتقدم والاشتراكية، إن العرض الذي قدمته الوزيرة، سيجعل من المغاربة العالقين يحسون بـ”الإحباط”، إذ لم تمنحهم الحكومة ولو بصيص أمل، مضيفة أن هؤلاء سيشعرون باليأس وبالإحساس بأن المغرب تخلى عنهم.

وأضافت الزيدي، أن هؤلاء المواطنين المغاربة “شهر وهم عالقين بالخارج، شهر وهم صابرين ووضعيتهم المالية مزرية”، مضيفة أنه كان الإمكان ترحيلهم بشكل تدريجي منذ مدة، لكانت أعداد العالقين الآن أقل من 18 ألف، مضيقة أنه يمكن تدارك الموقف بتسخير أسطول شركة “لارام” من أجل إرجاعهم في وقت قريب.

وبدورها، خاطبت البرلمانية عن حزب الأصالة والمعاصرة، ابتسام عزاوي، الوزيرة الوافي بقولها إن “جواب رئيس الحكومة غير مرضي بخصوص المغاربة العالقين بالخارج، كما هو جوابكم اليوم”، مضيفة “كنا ننتظر نقطة ضوء، هذه مرحلة الصراحة والوضوح ويجب أن نخبرهم متى ستتم إعادتهم”.

واعتبرت عزاوي، أن الإشكال الذي من أجله تم الدعوة لانعقاد هذا الاجتماع “لم يتم الجواب عليه”، مشددة على أن المغاربة العالقين بالخارج يريدون جوابا صريحا كيف ومتى سيعودون إلى أرض الوطن.

رئيس فريق الاتحاد الاشتراكي بمجلس النواب، شقران أمام، انتقد هو الآخر جواب الوزير الوافي، مشددا على أنه كان بالإمكان التفكير في صيغ أخرى لإعادة المغاربة العالقين ومنحهم نقطة ضوء وبصيص أمل، خاصة هؤلاء العالقين في مليلة وسبتة المحتلتين.

وطالب أمام، بإجراء استثنائي لإعادة المغاربة العالقين بسبتة ومليلية لأن وضعهم كارثي، وبينهم مرضى ومسنين ونساء وضعن للتو مواليهن، داعيا إلى حصر عدد هؤلاء وإرجاعهم للوطن وإخضاعهم للحجر الصحي كما قامت به السلطات مع الطلبة الذي عادوا من ووهان.

وأكد البرلماني عن حزب الحركة الشعبية، لحسن السكوري، أن نجاح المبادرة التي قام بها المغرب داخليا يجب أن تكون في مستوى النجاعة التي يتعامل بها مع مشاكل التي يعيشها المغاربة بالخارج، مضيفا أن العديد من هؤلاء بلا مأوى ويعانون من مشاكل معيشية.

وأوضح السكوري، أن الإمكانيات المادية المتاحة للسفراء والقناصلة من أجل تحمل مصاريف المغاربة العالقين بالخارج غير كافية، وعلى الوزارة أن تتدخل لمراعاة الدعم المالي الموجه لهم.

وبالمقابل، شدد النائب البرلماني عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، عمر بلافريج، على أنه من المستحيل إعادة جميع المغاربة العالقين بالخارج قبل شهر رمضان، مؤكدا على ضرورة أن يفهموا بأن المشكل ليس مشكلا ماديا بل هو مشكل صحي.

بلافريج الذي أثارت مداخلته، غضب بعض البرلمانين حيث اعتبروها “تعقيبا على مداخلاتهم”، أوضح أن هناك 3 ملايين مغربي يريدون الدخول إلى المغرب، إذا ما تم فتح الباب لعودة العالقين بالخارج.

وتعقيبا على مداخلات البرلمانيين، قالت الوزيرة نزهة الوافي، إن القرار يتقضيه حفظ الأمن الصحي للمغاربة، وللمواطنين العالقين بالخارج أيضا، مضيفة أن السلطات الحكومة تشتغل على كل السيناريوهات الممكنة من أجل ترحيلهم في ظروف جيدة لا تمس بالهدف المقرر، ولا تخاطر به.

وشددت الوزيرة، على أن “الفرج قريب، ولا يمكن أن نستمع لنداءاتهم ولا نتألم”، مخاطبة البرلمانيين بقوله: “تأكدوا أن السلطات الحكومية تشتغل على كل السيناريوهات بما فيها التي طرحت من أجل أن نجد حلا للعالقين بالخارج والمهاجرين المغاربة العالقين بالمغرب”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • الصبر !، وماذا بعد ؟
    منذ 4 سنوات

    الأفضل، احصاءهم مع تحديد وجهتهم النهائية في المغرب على أن ينزلوهم مباشرة إلى أقرب مطار لوجهتهم، يمكن بعدها وضعهم تحت الحجر الصحي سواء في فنادق مخصصة لذلك أو انشاء "قرية" عبارة عن غرف بمواد بناء خفيفة يبقوا فيها مدة الحجر فعلا 18000 وزيادة، صعب تدبر أمرها في الحين، فاليبدؤوا على الأقل بالحالات الإنسانية (حذار من الزبونية)، عبر وضع صفحة في الأنترنيت، يوضع فيها الطلب محددا "الحالة الإنسانية"، تدرس وبعدها تتم أجرءة الإرجاعوفق البرنامج في كل الحالات الصبر مطلوب، لكن تتم حلحلة الوضع على الأقل، وخصوصا للحالات الإنسانية، أفضل يكونوا في الحجر من الآن، حتى ينتهوا منه بسرعة

  • badry
    منذ 4 سنوات

    سبحان الله ، برلمانيون مغاربة استرجعوا داكرتهم ، تدكروا أن هناك مغاربة عالقين خارج ارض الوطن ويجب ارجاعهم للمغرب ، أضع سؤال لهائلاء بلهجتي الدارجية لأني أعاني من مرض الصرع واش حتى انتومى جاكم فقان الداكرة مثلي جراء حالة صرع جماعي كما يقال ملي كتطيح البقرة كيقواو اجناوا

  • طلحة عبد الغاني
    منذ 4 سنوات

    والله لحولة ولقوة الابالله هاد الوزيرة التي تقول لنا اصبرو وسيكتبو التاريخ تضحيتكم لمادا لتضحي هي التي بإمكانها ان تضحي والله عندما سمعت تصريحهاوتصريح العثماني عني العالقين اصبتو بالاحباط اما عن تضارب ارقام العالقين والله اكثر بكثر مما صرح به هأولا مثلا انا عالق في الجزائر والله في الجزائر وحدها يوجد فيها اكثر من 10ألف عالق وجلهم على حافة التشرد والله اني اناشدكم ان توصل معانتنا الى الجهة الوصية والى وزارة الخارجية ؟ اما عن التواصل مع القنصليات هنا والسفارة والله مكان والو انا اتصل بالقنصلية في الجزائر العاصمة والله الهاتف يرن بصح لحياة لمن تنادي(من فضلكم رجونا لبلادنا رحنا كنعانو بزاف ب....ز....ا...ف)ونحن مستعدونا للحجر الصحي حتى مدة شهر لأننا نعاني عافاكم وصلو رساتي هاته (ولينا انسمع من خاوتنا الجزائرين سمحة فيكم دولتكم)