منتدى العمق

المغرب ورهاناته في زمن كورونا

إن إبطاء معدل انتشار الوباء، من خلال تسطيح المنحنى أو تبطيئه يمكن تحقيقه اسرع بالحظر الكامل، لكن تكلفة هذا الحظر التام باهظة جدا. لذا كان الخيار البديل هو الحظر الجزئي، الذي يتيح معادلة استمرار العمل والإنتاج مع إبطاء تقدم الوباء.هذه المهمة كانت تحتاج انصياعا شعبيا تاما لتعليمات الحظر والسلامة، لكن الانصياع هنا غائب، مما يعني أن هناك سيناريو اسوأ يمكن ان يحدث معنا، فهو ليس مستبعد الحدوث بل وارد جدا ؛ أي أن يخترق الفيروس اجساد الآلاف من أبناء الوطن، وفي ظل غياب الوعي سيتحول من الآلاف إلى الملايين، وقتها كل جهود الدولة ستصبح سرابا، وسيضرب الذعر والهلع البلاد. لذلك إذا لم نتكاثف مع الدولة ونكون جميعا في جسد الوطنية واعلائها على كل رغباتنا ونزواتنا الشخصية سنغرق سويا.

فهدف الحجر الصحي هو ؛ تطويل المعركة بأكبر قدر ممكن وتقليل من الحالات الحرجة لأقصى حد ممكن، مع العمل على اكتساب المناعة على فترة طويلة ،ثم زيادة كفاءة المؤسسات الطبية في نفس الوقت.

على هذا الأساس، يجب أن نشتغل حسب الإمكانيات التي نتوفر عليها التي تتجلى في شركات الملابس والنسيج، التي سوف تعمل على صناعة كمامات تكفي المغرب لسنوات، ومصانع مغلقة يمكن تشغيلها بمتطوعين، ومصانع الخمور يمكن أن تنتج كحولا وتبيعه بسعر التكلفة للتعقيم، ومصانع تنتج سرير مجهز بأجهزة التنفس من أجل العناية الطبية حتى و لو بمستوى متواضع، وتوفير أموال السلع غير الأساسية وأموال العمرة والحج وتوجيهها إلى المستشفيات الحكومية والمراكز الصحية في القرى ومواد التعقيم والوقاية، وتحويل دخل الاعلانات في أجهزة الإعلام لمدة شهر إلى جهات مكافحة الوباء، وأيضا الاستعانة بطلبة كليات الطب وشباب المتطوعين.

زيادة على ذلك، فرض ضرائب على الأغنياء من أجل تمويل خزينة الدول، خاصة أن عدد كبير من هؤلاء كانت ثرواتهم من خلال إعفاءات ضريبية والحصول على أراضي الدولة بأسعار منخفضة، ولابد أن يتحمل الأغنياء المسؤولية الأكبر في مواجهة أثار الإقتصادي للوباء، وتحقيق ذلك منوط بدور الدولة الحاسم وقيمتها ووزنها وجوهر وجودها الوظيفي في مثل هذه الظروف.

كما أن ( كوفيد-19 )، هو حرب حقيقية علينا خوضها متكثفين ومتسلحين بالوعي والوطنية والثقة في ذاتنا وقدراتنا وقيادتنا – وعلى كلا منا القيام بدوره وبمهامه الموكولة اليه ،وفي هذه المرحلة من حربنا مطلوب منا ( الطاعة ) لكل قرارات الدولة وتنفيذها لكي لا نربك خطوطنا وخطط الدولة. كلنا ملزمون بالإلتزام في منازلنا واتباع اقصى سبل الوقاية والابلاغ الفوري عن كل من يستغل انشغالنا بنشره للشائعات أو العصيان لقرارات الدولة. فحمايتك لنفسك واسرتك هو حماية لمجتمعك بالكامل وحمايتك لمجتمعك هو حماية لوطنك ودورك في منزلك لا يقل أهمية بأي حال من الاحوال عن دور المقاتل العسكري على جبهات القتال، فهو يقاتل من أجل حماية جبهتنا الخارجية، وأنت تقاتل من اجل حماية جبهتنا الداخلية، وأي ثغرة في كلاهما أو تهاون سيخترق الوطن ونهلك جميعا .

وبالتالي فإن هذا الوباء يتلخص في القدرة على احتواء الانتشار ، بمعنى أن عدد الحالات التي تحتاج لعناية مركزة تبقى على قدرة النظام الصحي في التعامل معها لحد ما.

ونعلم أن هناك بعض الأشخاص قد تعودوا في كل أزمات ،أن يكتفوا بدور المشاهد وتسيطر عليهم السلبية أو الاستخفاف بكل قرارات الدولة وكأن الامر لا يعنيهم ولكن اليوم غير البارحة – والدولة تسعى جاهدة لاحتوائكم والاهتمام بكم وبحياتكم ( الحاله المعيشيه – الصحه – التعليم ) ،لأن في جميع الدول العالم كيف ما كان نظامها الاجتماعي يكون الإنسان أثمن رأس مال ،لأنه الاساس الذي يستند عليه سلم صعودها.

خاصة أن دائما يكون على الشعوب وطلائعها،( حين وصولها لدرجة ما من الوعي والنضوج والتنظم) ووقوفها خلف رايات قيم التقدم والإخاء الإنساني.

صفوة الكلام الوطن جسدنا، ولا ننفصل عنه حتى بعد موتنا، نرقد بين أحضانه وما يؤلمه يؤلمنا وما يسعدنا يسعده لهذا ، نهيب بابناء المجتمع المغربي أن يقوموا بدورهم فى توعية اهلهم لأن الوعي أمانة ولا خير في علم وفهم لم يستفد منه الناس – انشروا الوعي في البيوت وحذروهم من التجمع في الاسواق وعليكم بالبسطاء من اهلنا، الذين يحتاجون لخطاب خاص بهم ليستوعبوا ما نقوله وانتم منهم وخير من يتواصل معهم بقدر عقولهم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *