أدب وفنون

الأديب جمال بوطيب: أنصح الأطفال بهذه القصص في زمن كورونا

حاورته: حنان النبلي

يعمل حاليا أستاذا جامعيا بجامعة سيدي محمد بن عبد الله فاس، إلى جانب رئاسته لمؤسسة مقاربات للصناعات الثقافية واستراتيجيات التواصل والنشر، وهو المدير المسؤول عن مجلة “اقرأ” الموجهة للأطفال والناشئة الصادرة عن وزارة الثقافة والاتصال.

أديب وأكاديمي مغربي ولد سنة 1968 بوجدة، في رصيده العديد من الإنتاجات والمؤلفات، إلى جانب مشاركته في دراسات وأبحاث علمية في مجلات ومؤتمرات وطنية وعربية ودولية بالإضافة إلى المشاركات الإبداعية والفنية في المهرجانات والمعارض الفنية الوطنية والدولية.

كتب جمال بوطيب للكبار والصغار دون أن يضيّع خيط التشويق ولا منهج الرصانة العلمية، وقد حاز على العديد من الجوائز، وضمنها جائزة المغرب للكتاب في فرع أدب الأطفال (2018)، الجائزة الأولى في المهرجان الدولي لموسيقى وأغنية الطفل (2001) جائزة القصيدة بالمغرب (2013)، جائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي 2013.

جئت من العمل الأكاديمي والإبداعي الموجه للكبار إلى أدب الطفل، كيف حصلت هذه النقلة، وما هي رهاناتك الفكرية والإبداعية في هذا؟

لا يمكن الحديث عن نقلة بمعناها الدقيق، بقدر ما هنالك مزاوجة بين المجالين منذ فترة، وأعتقد أن الكتابة للطفل هي مجال خصب وواعد، وبحاجة إلى اقتحامه من كل راغب فيه، فمازلنا في حاجة لأن تتضاعف جهود وأعداد الكتاب الذين يكتبون للطفل، بالإضافة إلى حاجتنا إلى إصدار مغربي مفيد للناشئة، ولعل في تجربة وزارة الثقافة والاتصال – قطاع الثقافة في تخصيص مجلة “اقرأ” للأطفال واليافعين، ما يسد هذا النقص من خلال تشجيعهم على القراءة وتحفيزهم على اكتساب المعرفة والاكتشاف.

في الكتابة للأطفال، هل كل المواضيع صالحة لهذا الغرض؟

كل المواضيع صالحة للكتابة للأطفال، لكن الفرق في الطريقة المعتمدة، يمكن أن نغرس القيم الوطنية والدينية والثقافية والأخلاقية في أذهان الأطفال بطرق مبسطة وواضحة، لكن قد نمرر أفكاراً سلبية أحيانا دون توفر القصدية، فمثلا قد نكتب قصة طفل طموح اختار أن يشتغل وهو في عمر الزهور، لكي لا يمدّ اليد أو يتسول، الفكرة الرئيسية واضحة، لكنها تشجع بشكل من الأشكال على ظاهرة “عمالة الأطفال”.

ثم إن كل الذين يكتبون للأطفال يعتقدون أن اعتماد منهج التبسيط هو الحل والمدخل، لكن الواقع أن الأفكار السليمة الموجهة للأطفال ينبغي أن تمرر بحذر وانتباه شديدين، وبمرجعية ثقافية ونفسية وفكرية رصينة حتى لا تزيغ الرسالة الموجهة للأطفال عن طريقها.

ماهي الكتب التي تنصح بها الأطفال خاصة في زمن كورونا والحجر الصحي؟

الكتب التي ينبغي أن يطالعها الأطفال في زمن كورونا هي التي تساير اهتمامهم وتجيب عن أسئلتهم وتلبي فضولهم المعرفي، ويمكن للآباء والأمهات توجيههم ومساعدتهم إلى مطالعة كتب تعليمية تنسجم مع مستواهم حول مستجدات الحياة الاجتماعية والوضع الحالي الذي يعيشونه مثل كتب عن عالم الفيروسات ومصدرها وتناميها ولقاحاتها وآثارها وأشهر الأوبئة…إلخ. كل ذلك بما لا يثقل عليهم معرفيا ولا نفسيا. أما على المستوى النفسي فإن “الكتاب اللعبة” لا مناص عنه شرط أن يكون هذا منسجما مع الفئة العمرية التي يستهدفها وخدمة القيم التي نرومها.

صدر لك مؤخرا قصتين موجهتين للأطفال هما” رسمي في سلة المهملات” و”وضّاءة”، تحدث لنا عنهما؟

“رسمي في سلة المهملات” هي قصة تحكي عن اللامبالاة التي قد يقع فيها المعلم أثناء تقويم أعمال المتعلمين بعدم تشجيع بعض المتعثرين دراسيا، وذلك من خلال محاولة في الرسم تقدمها تلميذة ولا يتم الاهتمام بها، بل ورميها في سلة المهملات، وتركز القصة على نفسية التلميذة وكيف استطاعت تجاوز هذه الوضعية بمساعدة أصدقاء لها. أما “وضاءة” فتحكي قصة فتاة متشردة استطاعت بفضل نباهة فتاة ثانية أن تخرج من عالم التشرد إلى مقاعد الدراسة، وتصبح فاعلة في المجتمع من خلال نجاحها وإصرارها على عدم السماح مستقبلا لأي طفلة أن تعيش وضعا مماثلا.

ماهو تقييمك للإنتاج المغربي في مجال أدب الطفل؟

الإنتاج المغربي في أدب الطفل بخير، ولا يمكن تصور مستقبله إلا زاهرا، هناك الكثير من الأسماء التي تكتب في أدب الطفل، وهناك جائزة تم إحداثها منذ سنتين في هذا المجال، إلى جانب مجلة تتبناها مؤسسة حكومية، وهناك مجلات خاصة متنوعة، ولا أدل على ذلك الحضور الذي نشهده للكتب الموجهة للأطفال في المعرض الدولي للنشر والكتاب الذي تحتضنه مدينة الدار البيضاء.

ما هي نصيحتك للأجيال الناشئة؟

النصيحة ينبغي أن توجه إلى أولياء الأمور من أجل مصاحبة أبنائهم وتوجيههم لاقتناء الأصلح والأنسب وما يفيدهم على مستوى القراءة والتلقي، فواهمٌ من يعتقد أنه خارج القراءة وبعيدا عن الكتاب قد يجد منفذا لمستقبله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *