مجتمع

حسن أوسموح.. شاب يتجرع ألم الإعاقة داخل قرية معزولة بجبال الأطلس (فيديو)

في بيت يفتقد لمقومات العيش الكريم، وسط قرية تزݣات أيت الربع التابعة إداريا لجماعة بوتفردة إقليم بني ملال، يقطن حسن أوسموح شاب في مقتبل العمر مع عائلته الفقيرة المكونة من أب وأم وأخوين، بعدما كتب له الله أن يعيش حياته فوق كرسي متهالك لا يتحرك إلا بمساعدة الآخرين.

حكاية هذا الشاب البالغ من العمر عشرين عاما لا تختلف عن باقي القصص التي تنطق بلسان حال فئة ذوي الاحتياجات الخاصة في العالم القروي. الإعاقة من جهة، والحرمان من أبسط حقوق العيش من جهة أخرى، فرضا على حسن أن يعيش محنة حقيقية في انتظار الأحسن الذي قد يأتي أو لا يأتي.

فصول يومية من المعاناة رسمها آثار عجلات كرسي يقاوم تضاريس أزقة البلدة الوعرة، من أجل مساعدة الشاب المكفوف لاستنشاق الهواء خارج بيت كادت تنعدم فيه شروط الحياة وتغيب عنه مقومات المنزل، حيث جدرانه من طين ومسقوف بخشب صار لونه أسودا بدخان المدفأة الخشبية، التي تعد السلاح الوحيد لمحاربة البرد الذي يزيد في تعميق معاناة المواطن “التزݣاتي” طيلة السنة، كل المظاهر هنا توحي بالفقر المدقع والمعاناة الشديدة.

يقضي حسن أوسموح شبابه العاثر في هذه القرية القابعة وسط جبال الأطلس التي تبعد عن بني ملال بحوالي مئة وثلاثون كيلومترا، وحالته البدنية قبل النفسية تؤكد بالملموس أن الجهات المعنية بذوي الاحتياجات الخاصة ببلدنا عاجزة على إنقاذ هذه الفئة من جحيم الإقصاء بمختلف أشكاله، بل وتساهم في أحايين كثيرة في تعميق آلام هذه الفئة بلا مبالاتها لهذه الشريحة المجتمعية.

“قضيت على هذا الكرسي المشؤوم أزيد من ثمان سنوات، بعد أن استبدلته بواحد صغير سنة 2012، فهو الآن متهالك غير قادر على الحركة إلا بمساعدة أهلي أو أحد أبناء البلدة الذين أشكرهم على تحمل أعبائي منذ ولادتي” يقول حسن، مردفا “لا تقلقني الإعاقة فهي مكتوبة علي من عند الله، ما يقلقني هو أنني لا أحظى بأي اهتمام من طرف السلطات ولم أستفد من أي دعم من طرف الدولة، إلى درجة أن الدعم الذي خصصته الدولة للأسر المتضررة من جائحة كورونا لم يستفيد منه أبي بعد، وها نحن ننتظر بفارغ الصبر قادم الأيام”.

قصة هذا الشاب لا تقف عند هذا الحد، بل تعدته إلى حرمانه من التعليم كحق بين الحقوق الأساسية لكل فرد داخل المجتمع، متأسفا من كونه لم يسبق له أن دخل المدرسة ولا يعرف الكتابة ولا القراءة، قائلاً: “لم يسبق لي أن دخلت المدرسة، وحتى الهاتف الذي قام أبناء الدوار بشرائه لي مشكورين صعب علي تشغيله في الأيام الأولى، لكن بفضل الاصدقاء أصبحت أجيد التعامل معه قليلا”.

حسن أوسموح لا يطلب شيئاً خارجا عن الإستطاعة، ولا يرغب في مناصب ولا أموال كثيرة أو أي شيء من هذا القبيل، فقط يرغب في قليل من الاهتمام بغية رفع التهميش الذي طاله والاستفادة من كرسي متحرك كهربائي يخفف من معاناة تحركه، وكذا لباسا يحميه من قساوة الجو صيفا وشتاء.

للتفاعل مع هذه الحالة الإنسانية، يمكن الاتصال برقم هاتفه 0654203562، أو رقم أحد أقاربه 0615285632.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *