من العمق

قناة مستعمرة اسمها “دوزيم”

كما أن الحاجة ماسة لدى عموم المغربة إلى استرجاع سبتة وامليلية والجزر الجعفرية واستكمال الوحدة الوطنية بتحقيق الاستقلال الكامل الذي لا يقتصر على ما هو جغرافي وانسحاب عسكري فقط، فهم في حاجة أيضا إلى استرجاع قناة تسمى زورا وبهتانا عمومية هي القناة الثانية “دوزيم” ، هذه القناة المستعمرة من طرف مجموعة من المستعمرين فكريا وثقافيا وهذا أخطر أنواع الاستعمار، بحيث تؤكد كل هذه السنوات الأخيرة من تدبير هذه القناة معاكستها لإرادة المغاربة التي عبروا ويعبرون عنها خلال كل الاستحقاقات الانتخابية أو السياسية أو الدستورية أو الاحتجاجية فعلى الرغم من أن المغاربة حسموا خيارهم مع هذه القناة في كل الخرجات الاحتجاجية وطالبوا الفاسد من القائمين عليها بالرحيل ثم على مستوى الدستوري في ثوابته الواضحة وكذلك على مستوى توجه الشارع المغربي في الانتخابات الأخيرة والاختيارات التي عبر عنها غير أن هذه القناة لا تخرج عن دائرة الدولة العميقة التي لا تتغير مهما تغيرت الحكومات والمؤسسات في تحدى استبدادي لإرادة الشعب التي ستنتصر في النهاية لا محالة وواهم كل الوهم من يعتقد أنه سيخادع الربيع الديمقراطي وقد يفعل ذلك ساعة لكن قطعا ليس كل ساعة فالشعب المغربي شانه شأن كل الشعوب يمكن أن ينام أو يغفوا لكن لا يمكن أن يموت.

سيلاحظ المتتبع أن هذه القناة المستعمرة لا تتردد في معاكسة كل تطلعات المغاربة في الحرية والديمقراطية وتعزيز مقومات الهوية المغربية بكل مكواناتها. فهي اليوم لا تحترم نسب الإنتاج الداخلي التي حددها لها دفتر التحملات القديم تحولت إلى قناة تعاني من خلل وظيفي على مستوى الإعلام كما حددها النظر الإعلامي لاسويل بحيث أصبحت تنتج قيما سلبية وتخلق مواطن سلبي انهزامي. من خلال السخافة والتفهات والعبث الذي تنتجه من مسلسلات التي لا يوجد ولا واحد منها مغربي والحمد لله، وطبعا بزااااف على السيطايل والشيخ يجيبوا مسلسل مثل “واد الذئاب” أو مسرحية “الخليوي” فبالأحرى فيلم من قبيل “صرخة نملة” أو “خي فوضى” أو حتى مسرحية “الزعيم” لعادل إمام.

من النقاط الصارخة في ما تتناوله هذه القناة التي ترقص على جراح هذه الأمة ما تناولته مؤخرا من سهرة ماجنة بمناسبة تمريغ القفطان المغربي 2013 في التراب بتمزيقه وتشويهه حيث يتاكد يوما بعد يوم أن القناة تخدم أجندة صهيونية مدمرة وأنها الماجنة واستعمارية، إن المسماة قيد حياتها “دوزيم” حموضتها تعفنت “وخماجها فاح ويتصرف المسؤولون عنها وكأنها فيرمة ديال جد بوهم” ..كل من شاهد السهرة الفضيحة والنساء الشيه عاريات والمجردات من اللباس والحياء والأخلاق والكرامة رفقة المجرد المسمى زورا سعد يتأكد أكثر أن “دوزيم” تحولت إلى علبة ليلية للموميسات والسكايرية، فضلا عن تغطيتها في ثلاث نشرات إخبارية رئيسية بخصوص موضوع الداعية الفاضل عبد الله النهاري بتناول سياسي ومنحاز وغير موضوعي وبطريقة سيئة ومسيئة للمهنة وللصحفي الذي ينعت النهاري بالمتطرف دون إحالة ويتحدث عن رئيس تحرير جريدة تقتات من الجنس في أقبح صور المدرسة الكولومبية ودون أن تكلف القناة نفسها عناء الاتصال بالنهاري أو حتى إدراج شريطه كاملا ولا ادري إن كان سيتابعها قضائيا لما ألحقته بشخصه من تشهير وقذف بالتطرف أو على الأقل حق الرد بنفس ما منح لمجادليه.

نحن إزاء استمرار في منطق الاستئصال الذي تنخرط فيه “دوزيم” وبغض النظر عن تفاصيل القضية فإني أتساءل معكم كم حجم التغطية التي خصصت لاعتقال صحفي اسمه رشيد اجمع العالم على أن قضيته فضيحة ووصمة عار على جبين سلطات وشخصيات مختلفة يدها ملطخة بهذا العار ولا أحد يستطيع أن يمحيه عنها، وكم هو حجم التغطية الذي منح لصحفيين كثر شجت رؤوسهم وهو يزولون أعمالهم في بقاع مختلفة من الوطن وأخرها أثناء تغطية تظاهرات 20 فبراير، إلى جانب من اعتقل منهم واللائحة طويلة فكيف يفسر هذا الانحياز المفضوح لرئيسة تحرير معروفة بعدائها للإسلاميين وللكثير من الديمقراطيين إلى جانب صحفي دون آخر، إوا الله يعطينا وجهك.

يحضر إلى جانب الموضوع المنحى التطبيعي الخطير الذي أصبحت القناة الثانية حاملا له بالمغرب اليوم في وظيفة عنوانها العمالة والخيانة للوطن وللمغاربة الذين اجمعوا على رفض الاحتلال الصهيوني ووقوفهم إلى جانب الشعب الفلسطيني فضلا عن إجماعهم بنسبة 99.99 على رفضهم للتطبيع مع الكيان الصهيوني وما المساحة التي أتيحت للفيلم الوثائقي “تنغيروجوزاليم” إلا أحد الأدلة على التوجه التطبيعي والخطير لهذه القناة التي وياااا اااللحسرة تمول من جيوب دافعي الضرائب.

إن ما تقدم عليه القناة الثانية اليوم هو أخطر من الاستعمار المباشر لأن برامجها تستهدف القيم والثقافة وهذا أخطر من أنواع الاستعمار، هكذا أصبحت مسلسلات الإلهاء والتكليخ تتنوع من تركي إلى مكسيكي وآخر فرنسي إلى درجة أصبح التساؤل معها مشروعا حول هذا اللوبي المجنس الذي يقف وراء هذا العبث على مستوى القناة الثانية دون حسيب ولا رقيب على الرقم من حجم الاختلالات التدبيرية والمادية الذي تشهد عليه اليوم مؤسسة رسمية اسمها المحاكم المالية وتقارير اخرى لمفتشية وزارة الاتصال. فمتى يسترجع المغاربة قناة مستعمرة ثقافيا ومغتربة فكريا اسمهما دوزيم؟.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *