اقتصاد

بلاجي: صندوق الزكاة مفيد لعدة أسباب.. والمغرب بحاجة إليه في الشدة والرخاء

اعتبر عبد السلام بلاجي رئيس الجمعية للاقتصاد الإسلامي، أن الحاجة لمؤسسة أو هيئة مختصة بالزكاة سيكون مفيدا لعدة أسباب، مشيرا إلى أن المغاربة يؤدون الزكاة بجميع أنواعها، من زكاة الأموال وزكاة التجارة وزكاة الانتاج الفلاحي، وزكاة الفطر عند نهاية رمضان، وهذا الأداء يسد كثيرا من حاجة الفقراء والمحتاجين من الفئات الهشة ولكنه لا يؤديها بفعالية مطلوبة، لأنها تؤدى بشكل فردي وبمبالغ صغيرة”.

وأبرز بلاجي، في تصريح لجريدة “العمق”، أن الحاجة لمؤسسة مختصة بالزكاة سيكون مفيدا لعدة أساب، سواء من حيث تعبئة هذه الاموال الزكاوية في مختلف المجالات الاقتصادية، أو من حيث إعداد قاعدة بيانات للفقراء والمحتاجين على مختلف مستوياتهم، مبنية على أسس علمية صحيحة”.

ومن بين الأسباب أيضا، يضيف المتحدث، أن تفعيل هذه المؤسسة، سيمكن “من توزيع وتقسيم أداء الأموال الزكاوية تقسيما عقلانيا كما جاءت به الشريعة، وهي أولا توجه لفئة من المحتاجين الذين يستهلكون فقط، ولفئة من المستحقين الذين لهم مؤهلات علمية ووتوفر فيهم الشروط، كالطلبة والباحثين المستحقين لها، ثم توزع لفئة المستحقين الذين خرجوا من الدورة الاقتصادية أو هم مهددون بالخروج منها وهم المدينون أو المستثمرون الصغار او المتوسطون الذين إما أفلسوا أو هم مهددون بالإفلاس”.

وتابع بلاجي، أننا “سنكون أمام فئات متنوعة وأمام مؤسسة مؤهلة لتستجيب لحاجيات هذه الفئة، الأخيرة التي نتصور أنها ستكون خاضعة لوصاية وزارة الأوقاف لأنها هي التي تنوب عن الملك بصفته أميرا للمؤمنين، وأنه ستكون لها هيئة إدارية أو مجلس إداري مكون من القطاعات التي يمكن أن تكون مفيدة، مثل المالية والشؤون الاجتماعية والعلماء والخبراء المؤهلين لمثل هذا العمل، كما لا بد أن تكون ذات مصداقية وشفافية لأنها مؤسسة تعبدية أولا ومؤسسة مالية”.

وحول حاجة المغرب لتفعيل الصندوق اليوم، أكد بلاجي، أن المملكة في حاجة إليه “سواء في حالة الشدة أو الرخاء”، مضيفا أنه “في حال الشدة نكون أكثر حاجة، وهناك دراسات قامت بها مؤسسات محترمة منها البنك الاسلامي للتنمية، وبعض هذه الدراسات قالت إنه اذا طبقت الزكاة بشكل علمي يمكنها أن تعطينا ما بين 3 إلى 6 في المائة من مجموع الانتاج الداخلي الاجمالي، وهذا مبلغ مهم جدا ويمكن القول إنه على الأقل ينبغي العمل على استقطاع نسبة 1 في المائة من الناتج الوطني الاجمالي، حتى لا يكون إعطاء الزكاة لمؤسسة صندوق الزكاة إجبارية 100 في المائة، ونترك للمكلفين نوعا من الاختيار بعطاء نسبة معينة للصندوق ونسبة أخرى يتشرفون بتوزيعها بأنفسهم” وفق قوله.

واسترسل، “يمكن أن نشجع الناس على إعطاء الزكاة خاصة الشركات بنوع من الاعفاءات الجبائية، التي تراعي إعطاءهم للزكاة مادامت تقوم بدور اجتماعي، وهذا كذلك يخفف من الضغط الجبائي الذي تتخوف منه الإدارات الجبائية، حيث تقول إن تأسيس صندوق الزكاة، من شأنه أن يزيد من الضغط الجبائي، فإذا عملنا على هذه التقنية فسنتوصل إلى ضغط جبائي متوازن وتكون فيه فائدة للبلد ولا يؤدي لزيادة الضغط الجبائي”.

وعن الأسباب وراء عدم تفعيل صندوق الزكاة إلى غاية اليوم، قال بلاجي، إن “عدة محاولات كانت لتأسيس حساب خصوصي للزكاة” مبرزا أن، “المحاولة الاولى كانت ما بين سنتي 1979 و1980، في عهد الراحل الملك الحسن الثاني، وتوجت بإدراج حساب خصوصي للزكاة في ميزانية الدولة، والذي لا يزال موجودا لكنه يدرج في المبزانبة للتذكير، بمعنى أنه ليس له مداخيل أو مصالح”.

أما المحاولة الثانية، يضيف بلاجي، فكانت سنة 1998، وذهبت إلى المدى البعيد حيث أنجز دليل لجباية الزكاة بتعاون بين وزارة الأوقاف والمالية، وبتكليف من الراحل الملك الحسن الثاني، وتم إنجاز مشروع ظهير شريف للتوقيع عليه ولكن في سنة 1999 كانت وفاة الملك، دون التوقيع عليه.

ثم المحاولة الثالثة،  سنة سنة 2004، والتي كانت “أكثر نضجا لكنها لم تخرج إلى حيز الوجود لتزامنها مع إنشاء المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وربما كان هناك تخوف من تعارض بين المؤسستين” يقول المتحدث.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • صندوق للكرامة والانسانية
    منذ 4 سنوات

    يلزم التفكير في صندوق أو آلية ذات طابع اجتماعي، للتكفل "بالعجزة" المعوزين،لما لا مؤسسة تلعب دور مؤسسات الرعاية الصحية للمسنين، لكن بدل تجميعهم في مرفق للدولة، يبقون في ديارهم مع تأهيل بناياته وتمكينهم من التموين الاسبوعي او الشهري من بضاعة وادوية وتشجيع تكوين جمعيات محلية في القبيلة مثلا تسهر على مواكبتهم بالتواصل معهم مرة في الاسبوع على الاقل، وتمكين كل من شاء التواصل والمساعدة للحالات الخاصة جدا في الصحة وغيره، من المساعدة، مع التركيز على بعث روح التضامن "العائلي"، والانساني عامة، تبقى هذه الوسيلة احسن من قفاه الاحسان والتي لامجال لتبخير دورها، لكن يجب ان تؤسس الاعمال الاجتماعية، بهياكل يمكن معها ان تستمر، وتقوم بدورها بغض النظر على المتغيرات السياسية، وبعيدة عن المزايدات الانتهازية، ويتم من خلالها على الاقل امتصاص مظاهر البؤس "النقع" ورد الاعتبار للمسنين، وتمكينهم من عيش يحفظ كرامتهم، حتى التمويل يمكن ان تساهم فيه مداخيل الاحباس لما لا ؟