سياسة

اسليمي: هجوم الجزائر على المغرب موجه للداخل لضعف شرعية تبون

اعتبر المحلل السياسي والأستاذ الجامعي في القانون الدستوري والعلوم السياسية عبد الرحيم منار اسليمي، أن ربط الرئيس الجزائري للوضعية الاقتصادية ومديونية بلاده والقرار السيادي بوجود البوليساريو، اعتراف واضح بأن “البوليساريو أصبح شأنا داخليا ولا يمكن للجزائر أن تقول بعد اليوم أنها طرف محايد أو طرف غير معني”.

وأشار اسليمي إلى أن الجزائر طرف مباشر في نزاع الصحراء، وحضور المغرب والصحراء المغربية في الحملة الانتخابية لتبون والبيانات الجزائرية التي خرجت تزامنا مع فتح قنصليات مغربية لدول إفريقية مؤخرا، تؤكد ذلك و”المجتمع الدولي أيقن أن النزاع مباشر بين المغرب والجزائر”.

وأوضح رئيس المركز المغربي للدراسات الإستراتيجية والتحليل الأمني في تصريح لقناة “ميدي 1 تي في”، أن الرأي العام الجزائري بات يفهم جيدا ،ومنذ مرحلة بومدين إلى مرحلة تبون، أن الجيش في الجزائر يستعمل قضية الصحراء والعداء للمغرب داخليا و يعتبرها “ورقة لاستمراريته”، مشيرا إلى أن “الهجوم على المغرب وعلى سيادته الترابية موجه للداخل الجزائري، على اعتبار أن شرعية تبون ضعيفة (حصل على 10 في المائة من نسبة الأصوات) إلى جانب الحراك الجزائري وتفشي كورونا في أرجاء البلاد”.

وأكد المتحدث ذاته أن المناورات العسكرية في الحدود المغربية الجزائرية محاولة من مسؤولين جزائريين لتشتيت الرأي العام الجزائري نحو قضايا خارجية في دول الجوار لاستمرار الجيش في إقامة دولة عسكرية ورفض الانتقال إلى حكم مدني.

وكان الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، قد أقحم نزاع الصحراء ضمن الأراضي التي تعيش تحت “الاحتلال”، كما هو الحال بالنسبة لفلسطين، خلال القمة الافتراضية لمجموعة الاتصال لحركة دول عدم الانحياز وهو ما اعتبره مسؤولون مغاربة “أمرا مرفوضا”.

وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، خلال القمة نفسها إن “دولة مجاورة تواصل تغذية الانفصال بالرغم من الظروف االاستثنائية الحالية، وتحويل موارد ساكنتها لفائدة مبادرات تروم زعزعة الاستقرار الإقليمي”.

وأعرب بوريطة، في كلمة ألقاها عبر تقنية الاتصال المرئي، باسم المملكة أمام قمة مجموعة الاتصال لحركة دول عدم الانحياز، عن أسفه لاستمرار دولة مجاورة، “على الرغم من الظروف الاستثنائية الحالية، في تغذية الانفصال وذلك في خرق للمبادئ المؤسسة لحركة عدم الانحياز”.

وأضاف في إشارة لإثارة الجزائر لقضية الصحراء المغربية خلال هذا الاجتماع، أن هذه الدولة، و”عوض أن تستعمل مواردها لتحسين الوضعية الهشة لساكنتها في سياق جائحة كوفيد-19، تعمل على تحويل هذه الموارد بهدف زعزعة الاستقرار الإقليمي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *