سياسة

بمشاركة 200 شخص .. الأحرار ينقل قافلة “100 يوم 100 مدينة” إلى الفضاء الالكتروني

لم تمنع جائحة “كورونا” وما أتبعها من إجراءات الحجر الصحي وحالة الطوارئ، حزب التجمع الوطني للأحرار من استئناف قافلته التواصلية “100 يوم 100 مدينة”، التي أطلقها في بداية نونبر من السنة الماضية، وتوقفت في بداية مارس الماضي، بعد تفشي وباء “كورونا”، حيث نقل الحزب نشاطه من الفضاء الواقعي إلى الفضاء الافتراضي، وذلك بعدما أطلق، زوال اليوم السبت، آلية تجريبية تفاعلية، ضمت 20 ورشة للإشتغال وعرف مشاركة أزيد من 200 مشاركة ومشارك، وبتأطير من مجموعة من أعضاء المكتب السياسي للحزب.

وفي هذا السياق، أكد محمد بوسعيد، المنسق العام لمبادرة “100 يوم 100 مدينة” في كلمة تفاعلية ألقاها بالمناسبة، أن حزب “التجمع الوطني للأحرار” استمر رغم جائحة “كورونا” التي تضرب المغرب والعالم في الوفاء بتعهداته، بداية بإطلاقه قبل أسابيع لمنصة “ما بعد كورونا” التي أدلى فيها أزيد من 1400 شخص بتصوراتهم لمغرب ما بعد كورونا، وصولا إلى وفاء الحزب بتعهداته التي أطلقها في وقت سابق للاستماع لمشاكل ساكنة 100 مدينة مغربية، و هو البرنامج التي توقف بداية مارس الماضي، بعد تفشي جائحة “كورونا” قبل أن يتم استكماله حاليا عبر تجربة تفاعلية عبر الانترنيت انطلقت من مدينة مراكش، في انتظار تجويد وتحسين هذه الالية لاستكمال باقي المدن المتبقية في إطار البرنامج و التي يبلغ عددها 40 مدينة متبقية.

وأكد ذات المتحدث أن جائحة كورونا ألقت بظلالها على النقاش الدائر في أشغال الورشات العشرين، و استدرك: “… رغم قساوة الجائحة استطاع المغاربة مقاومتها بذكائهم وثباتهم وتآزرهم”، مؤكدا كذلك أن “الجائحة ستؤثر حتما علينا جميعا وستترك جروحا عميقة و ستكرس الفواق الاجتماعية”.

وبخصوص مراكش محور اللقاء التفاعلي، قال بوسعيد: “… سمعت في النقاش الدائر في أشغال الورشات أن مدينة مراكش فيها طبقتين اجتماعيتين فقط، طبقة غنية و طبقة فقيرة، وجائحة كورونا كشفت ذلك مع الأسف، بحكم أن هناك الكثيرون ممن يعيشون في الهوامش، غير أن هناك تعليمات من طرف الملك محمد السادس للحفاظ على التماسك الاجتماعي مستقبلا، حتى يكون هذا التماسك حاضرا في أولوياتنا”.

وتابع ذات المتحدث: “… التعليم والصحة والتشغيل من الآليات الضرورية لتكريس العدالة الاجتماعية ومحاربة الفوارق الطبقية، فالفرد عندما نوفر له التعليم والصحة والتشغيل سيصبح مواطنا كامل المواطنة”.

وختم محمد بوسعيد كلامه بالقول: “قطاع السياحة سيكون أكثر تضررا، ومدينة مراكش تعتمد على هذا القطاع الاقتصادي بشكل أكبر، ومن المؤكد أننا سنحتاج إلى مدة غير قصيرة للعودة إلى حركية ونشاط هذا القطاع، مما يستلزم أن تكون هناك خطة استباقية للمواكبة”، رغم ذلك -يضيف بوسعيد- فنحن متفائلين فهذه الجائحة أبانت عن المعدن الأصيل للمغاربة، علما أننا مررنا من مراحل صعبة مماثلة، وقال: “… دوزنا الطاعون ودوزنا عام البون ومرحلة المقاومة ثم الاستقلال فالمسيرة الخضراء، غير أننا كنا دائما ما نلتف حول جلالة الملك في وقت الشدة”.

من جانبه، لم يفوّت رشيد الطالبي العلمي، عضو المكتب السياسي في الحزب فرصة مشاركته في أشغال الورشات، للحديث عن النقاش الدائر مؤخرا حول المس بالحريات، بعد تسريب جزء من مشروع قانون 22.20، مؤكدا أن “هناك سوء نية بالنسبة لمن قام بتسريب جزء من مشروع القانون المذكور”، مشيرا أن “من يقف وراء التسريب فعل ذلك بعدما رأى كيف أن القطاع الخاص ساهم في صندوق تدبير جائحة كورونا، وبعدما رأى كذلك كيف أن الأسواق تم تمويلها بشكل جيد رغم الظروف الصعبة، و لاحظ أن الكمامات أصبح يتم إنتاجها في المغرب بالملايين يوميا، وكيف أن المغرب أصبح محط إشادة من طرف السياسيين و الصحافة العالمي”.

و استرسل: “… قاموا بهذا التسريب بعدما لم يجدوا أنفسهم في أي مكان، علما أن مجموعة من الشخصيات من الحزب -يقول الطالبي العلمي- ساهمت بملايير الدراهم بينما من يقف وراء هذا التسريب لم يساهموا ولم يحضروا في التدبير، و لذلك شرعوا في التشويش و اتهام القطاع الخاص”.

اللقاء التفاعلي عرف أيضا إلقاء مداخلة لرئيس الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية لحسن السعدي، الذي أكد أن حزب “الأحرار” صنع التاريخ ودائما ما يأتي بمبادرات غير مسبوقة، واستمر في إنجاح مبادرة “100 يوم 100 مدينة” بشكل تفاعلي ولم يقف في طريقه لا الخصوم ولا الحجر الصحي، حيث انعقد لقاء مدينة مراكش في احترام لذكاء المواطنين وفي احترام لاجراءات السلامة الصحية، يقول السعدي.

وفي كلمة أخرى، أشاد محمد القباج، عضو المكتب السياسي والمنسق الجهوي للحزب، بالنجاح المبهر الذي خلفته هذه التجربة التفاعلية، التي يتم اعتمادها لأول مرة في المشهد السياسي المغربي، مشيدا بالمجهودات التي قام بها شباب الحزب وبكفائتهم العالية، وهي من قامت بإنجاح هذه التجربة، على حد تعبيره.

وعرف اللقاء التفاعلي كذلك حضور فؤاد الورزازي، المنسق الاقليمي للحزب بمدينة مراكش، الذي أشاد بدوره في كلمته الافتتاحية بهذه التجربة المتميزة وغير المسبوقة، مؤكدا أن مدينة مراكش التي يعتمد اقتصادها بالدرجة الأولى على قطاع السياحة، وهو القطاع الأكثر تضررا في ظل هذه الجائحة، ستواجه عددا من التحديات، مقترحا مجموعة من الحلول العملية على غرار إحداث صندوق للتكافل بين مختلف مقاطعات مدينة مراكش، إضافة إلى مواكبة الاستثمار العمومي وفتح باب التمويلات أمام المبادرات الجادة.

وختم ذات المتحدث مداخلته بالقول: “… أتمنى أن يكون حزب التجمع الوطني للأحرار سباقا في تدبير المرحلة وأن يكون سباقا كذلك في الاقتراح والانجاز وتقديم الأطر التي يمكنها أن تنجح المرحلة”.

هذا وسجل المشاركون في أشغال الورشات، التي بلغت 20 ورشة تفاعلية، مجموعة من التوصيات، سيتم رفعها للمكتب السياسي للحزب، حتى يستغلها في بلورة تصوره ومشروعه السياسي بخصوص مدينة مراكش، همت هذه التوصيات على الخصوص مجالات الصحة والتشغيل والتعليمة وسبل مواجهة جائحة كورونا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *