مجتمع، منوعات

أمينة.. سفيرة مغربية فوق العادة لـ”الأزرار الحريرية” (فيديو وصور)

تدخل أمينة في صمت عميق، وهي تداعب خيطا وإبرة لصنع حلية نسائية جديد داخل ورشتها بمدينة صفرو بجبال الأطلس.

ما أن ترفع هذه الصانعة التقليدية نظرها قليلا لتتأمل من حولها، حتى تعود لتنهمك في وضع لمساتها الأخيرة على خلخال أبدعته أناملها بغير مشقة واضحة.

تقول أمينة يابس رئيسة تعاونية نسائية لجريدة “العمق” وهي تنهي عملها بحركة بسيطة “من يحب الجمال يُؤتَه، ومن يخلص في عمل يُكافأ بالتوفيق من الله عز وجل”.

أول

تعتبر أمينة أول صانعة تقليدية مغربية تقتحم سوق الولايات المتحدة الأمريكية في مجال “الحلي النسائية المصنوعة بالحرير بطريقة يدوية.

 تترأس هذه السيدة المكافحة تعاونية تضم نساء من مدينة صفرو، توافقن على تسمية مشروعهن الفريد بــ: “حب الملوك الأزرار الحريرية”.

تدرجت التعاونية من صنع العقد الحريرية المعروفة في المدينة بداية، لتدخل عالم الحلي النسائية من الباب الواسع، وتبدع في أنواع أخرى، كان عدد النسوة لا يتعدى عشْرًا، قبل أن يصبح الآن أكثر من أربعين.

حكاية

في ورشتها، ترتب أمينة خلخالها على عنق مجسم بلمسة فنية، تحرص أن يكون كل شيء مرتبا، كما يرتب كل مبدع أفكاره، يمنحها ذلك الشعور بالاطمئنان على أن كل شيء على ما يرام.

 وتحكي أمينة أن تأسيس التعاونية من قبل النساء كان قبل عشرين سنة حين لمسن الحاجة إلى ذلك، كان همهن الأول أن تصبح “المرأة” سيدة في عملها وتستطيع أن تبيع منتجاتها على طريقتها الخاصة.

وتضيف ” هذه الصنعة الأصيلة معروفة بمدينة صفرو، وكان بداية نضال نساء الجمعية هو التعريف أكثر بها في مدن أخرى وبعدما في العالم أجمع”.

وسام

لم يمر وقت طويل على التعاونية، حتى بدأ إشعاع عملهن يصل إلى أماكن بعيدة، لم تتوقع أمينة أن يسير أمر التعاونية بهذه السرعة، فبعد سنة من التأسيس بفضل اجتهاد نسائها، حازت التعاونية على وسام ملكي نتيجة عملها المميز.

وبعد نجاحها الأول، لم تركن أمينة وصويحباتها إلى الشعور بالأمان المهني، المنافسة القوية التي عرفتها الحرفة في ذلك الوقت من قبل أصحاب الشكارة، دفعتهن إلى توسيع نشاطهن.

تشرح أمينة ” قررنا العمل على إضافة شيء جديد حتى نكسب مكاننا في السوق، فلجأنا إلى صنع إكسسوارات بالعقد الحريرية، تشمل دمالج، وحلقات الأذن، وسلاسل العنق، وغير ذلك مما تستعمله النساء في زينتهن”.

سفيرة

تنظر أمينة إلى خلخالها الجميل، والذي أصبح الآن قطعة من طاقم قد يصل إلى بلد آخر وتتزين به إحدى سيدات العالم، كما وقع لما سافرت بمنتجاتها سواء إلى أوربا أو إلى أمريكا.

تقول أمينة ” مباشرة بعد رفع التحدي الجديد، شاركنا منذ سنة 2006 في معارض دولية في أوروبا، ولقيت منتجاتنا إقبالا منقطع النظير لما تتميز به من أصالة وأيضا من جمال وإتقان”.

وتضيف “وبصفتي رئيسة التعاونية، وثلاث سنوات بعد ذلك،كنت أول مغربية تشارك في مهرجان دولي بمدينة سانتافي بولاية “نيو- ميكسيكو” الأمريكية، بمنتج بسيط وغير معروف كثيرا، لازمني الشعور بالفخر والاعتزاز ببلدي طيلة رحلتي وأنا أرى الإقبال الكبير على منتج يدوي مغربي خالص”.

مسار

لم تتوقف رحلة أمينة عند هذا الحد، إصرارها على بناء علاقات إنسانية وأخرى مهنية، جعلت منها أيقونة مغربية خالصة في المهرجان الأمريكي.

كما أن إصرار التعاونية على تقديم أفضل ما لديها في موسم  من المهرجانات، منح أمينة فرصة أخرى  بعد أن تم استدعاؤها من قبل منظمات عالمية تعتني بالصانعات المبدعات ممن لهن مشاريع ملهمة.

تقول أمينة “لم أصدق نفسي حين توصلت برسالة من التحالف الدولي للفنون الشعبية IFAA والمتحف الدولي للفن الشعبي MOIFA لتأسيس شبكة دولية للصانعات البارعات العالميات ذات أبعاد فنية واجتماعية واقتصادية، والتي مقرها متحف نفس المدينة الأمريكية”.

حلم

يستمر حلم أمينة وزميلاتها في تطوير حرفتهن وولوج أسواق جديدة، في كل مرة يتم استدعاؤها لتقديم خبرتها في دورات تكوينية تنظمها هيئات مهنية أو مؤسسات جامعية تلتقي خلالها بنظرائها من دول متعددة.

تحظى بكل الاحترام في كل نشاط شاركت فيه داخل المغرب أو خارجه، حيث استقبلت من قبل مسؤولين في السفارة الأمريكية، وأيضا من مسؤولين مغاربة.

تقول بكثير من الفخر إنه عملها متواصل، وغايتها أن يعود المغرب، ومعه مدينتها الجميلة صفرو معروفين في كل بقاع العالم وأيضا قبلة لمحبي صناعة الحلي التقليدية. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *