آخر أخبار الرياضة، العمق الرياضي، الكرة المغربية

الشركي يعلق على لقاء جامعة الكرة وتخفيض راتب حاليلوزيتش و”ميركاتو” الصيف (حوار)

في خضم الوضع الجديد الذي فرضته جائحة كرونا على الرياضة العالمية بشكل عام والمغربية بشكل خاص، يستضيف موقع “العمق الرياضي” الإعلامي والمحلل الرياضي محسن الشركي عضو المكتب الوطني لاتحاد الصحفيين الرياضيين المغاربة سابقا والمدير الإعلامي السابق لنادي المغرب التطواني، والمعروف لدى الجمهور الرياضي بعموده حروف صغيرة الخاص بالرأي والتحليل الرياضيين على امتداد سنوات.

حوار “العمق” مع مقدم برنامج السؤال الرياضي الذي يواكب قضايا الكرة الوطنية ومنافساتها بشكل عام ومستجدات فريق المغرب التطواني خاصة، بإضاءته الرصينة والهادفة سيقودنا إلى تحليل مجموعة من التساؤلات التي يطرحها الرأي العام الرياضي ومتابعي جريدتنا العمق الرياضي ، بخصوص مستقبل كرتنا الوطنية ومستجداتها، في سياق الأوضاع الاستثنائية التي تفرضها جائحة كورونا على بلدنا العزيز وعلى عشاق الرياضة الخاضعين لحجر صحي نتمنى أن يرفع برحيل الجائحة إلى غير رجعة.

ما هي تداعيات فيروس كورونا على البطولة الوطنية؟

يمكن القول أن الرياضة بشكل عام في المغرب لم تكن أبدا قطاعا استراتيجيا وقاطرة للتنمية بقدر ما تشكّل عبئا اقتصاديا للإنفاق العمومي، وقد كشفت جائحة كورونا للرأي العام بالملموس تواري المشهد الرياضي تماما إلى خلف الاهتمامات الحقيقية والجيو استراتيجية للدولة، وغابت وسائل الإعلام بما فيها المتخصصة عن النقاش العميق في انعكاسات الجائحة على الرياضة التي هي فياختياراتنا الاستراتيجية حق الجميع ومجرد نشاط ترفيهي لم يعانق بعد عوالم الاقتصاد والمال ومنطق تجارة السوق وإن كانت تستقطب الجماهير.

هذا لا يعني أنه ليس للجائحة في ظل حالة الطوارئ والتباعد الاجتماعي وتعطيل النشاط الرياضي وتوقيف البطولة الوطنية انعكاسات متعددة الأبعاد على البطولة ومصيرها وعلى المؤسسات المتدخلة بما فيها الجامعة الملكية لكرة القدم والأندية الوطنية وعلى كافة العاملين والمتدخلين والداعمين في مجال الكرة الوطنية، وهي تداعيات اقتصادية ومالية ورياضية وتقنية وغن كانت على حجم حيوية القطاع والأموال المرتبطة به.

أولا: ماليا ينبغي القيام بتشخيص دقيق لما يمكن أن تفقده بسبب الجائحة كل المؤسسات المذكورة من موارد مالية سواء أكانت عمومية أو مستمدة من مداخيل الإشهار والدعم، أومن المداخيل القارة أو التي كانت تتوقعها المؤسسات الرياضية وتراهن عليها كل من جامعة وعصبة وأنديتنا في البطولة.

ثانيا: وبناء على هذا التشخيص يمكن التوصل إلى كيفية اشتغال هذه المؤسسات والأندية، وإرساء آليات لمراجعة ميزانياتها وكلفة نفقاتها، ومراجعة أيضا كلفة الأجور خلال مدة توقف النشاط الرياضي مع ضمان حقوق العاملين في قطاع يزاوج بين الاحتراف وبين معالم القطاع غير المهيكل حيث العديد من الممارسين خارج كل أشكال التغطية والضمان الاجتماعي والدعم.

وفي هذا السياق لا يمكن أن تخرج بطولتنا الوطنية عن السيناريوهات المطروحة في البطولات الاحترافية العالمية، ولا يمكنها أن تفرض استثناءها على القرارات التي يصدرها الاتحاد الدولي فيفا أو تلك التي ستعمل بها الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم.

فالبطولة وهي رهينة بقرارات مغربية سيادية بخصوص رفع حالة الطوارئ والتباعد الاجتماعي وهي مسألة بيد وزارتي الداخلية والصحة يحتمل:

– أن تستأنف بعد رفع حالة الطوارئ بأشكال حذرة تضمن شروط الصحة والسلامة.

– أن تحدد الفائز طبق للترتيب آخر دورة أو اعتماد على معيار نسبة معينة كما نهجت البطولة الفرنسية. وهو في الحالة المغربية اختيار صعب باعتبار المياريات المؤجلة للأندية ( الرجاء مثلا لم يلعب 5 مباريات).

– أن تكون سنة البطولة بيضاء لا صعود ولا نزول وبالتالي تتكلف الجامعة باختيار الفرق التي ستمثل المغرب في البطولات القارية وهو الحل الأبعد.

كيف ترى خطوة تخفيض الجامعة لراتب حاليلوفتش؟

خطوة لها سندها في قرارات الاتحاد الدولي فيفا الذي فتح المجال أمام الجامعات والأندية للتفاوض والاتفاق مع الأطر التقنية و واللاعبين والعاملين المتعاقد معهم بخصوص تخفيض نسبة ممكنة من أجورهم تتراوح ما بين 20 و 50 في المئة، وبالتالي هي خطوة منطقية بالنظر أولا إلى دخول اتحادات الكرة في أزمة مالية ولتضرر مواردها وتوقعاتها المالية، ثم اعتبارا أيضا إلى توقف التداريب وتعثر البرامج التأطيرية والمنافسات، ويبقى تخفيض نسبة من قيمة راتب الناخب الوطني حلا معقولا، بل وفي بعد أخلاقي وإنساني وعلى غرار كثير من المدربين المحترمين في العالم كان ينبغي على حاليلوزيتش طوعا أن يساهم في الصندوق المحدث لمواجهة تأثيرات الجائحة – ولست أدري إن فعل ذلك- علما أن بناء على ما ذكرته سابقا فإن الأندية قد تلجأ إلى هذه الحلول سواء مع الأطر التقنية واللاعبين وبعض العاملين وإن تم ذلك بنسب متفاوتة تراعي قيمة الأجر.

كيف تقيم اللقاء الأخير للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم؟

في نظري المتواضع جاء اجتماع المكتب المديريمتأخرا. وأكد حقيقة أن الكرة في المغرب ليست قطاعا على تشابك بالاقتصاد والمال والإشهار والاقتصاديات الجديدة والإشهار وبمؤسسات الضمان الاجتماعي والتأمين، وإن كان يشغل آلاف العاملين بشكل مباشر أو غير مباشر في نطاق تعاقد أو بشكل غير مهيكل. ما يحسب للجامعة أنها فعلا كانت سباقة لإجراء مباريات بدون جمهور وإلى الإعلان عن توقيف المنافسات.

عموما أكد اجتماع المكتب المديري، أن الجامعة كانت تتابع القرارات السيادية الكبرى الخاصة بحالة الطوارئ والحجر الصحي، وهو ما يبرر هذا التأخر، وغلب على الاجتماع الطابع الإخباري بقرارات فيفا، فيما يخص مراجعة كلفة العقود والأجور، وما يتعلق بتمديد فترة الانتقالات الصيفية 12 أسبوعا ما بعد شهر يوليوز كنهاية اعتيادية.

وفي نظري ستجد اللجنة المحدثة بشأن التفكير في مصير البطولة المغربية نفسها، رهينة بالسناريوهات الثلاثة التي ذكرت أعلاه. وهي أمثلة لما اختارته البطولات العالمية وليس هناك أي سيناريو آخر، علما بأن هذه السيناريوهات خاضعة للقرارات السيادية المغربية المتعلقة برفع حالة الطوارئ وإنهاء حالة التباعد الاجتماعي، واستشراف زمن ما بعد كورنا أمنيا وصحيا.

إجمالا، غاب تحديد حجم الأضرار المالية للجامعة بمعطيات رقمية، كما غابت مؤشرات أو توقعات أولية عن خسائر الأندية التي يعيش بعضها حالة ارتباكوانعكاسات صعبةعلى كافة المشتغلين معها والمرتبطين بالقطاع، طبعا يبقى هذا الأمر متداركا في اجتماعات لاحقة وإن كان أساسيا وحتميا لأية انطلاقة عقلانية.

ما توقعك لفترة الانتقالات الصيفية؟

لن تعرف مجازفة الأندية خاصة في غياب تنافسية اللاعبين، بسبب توقف البطولات وإن قرّر الاتحاد الدولي تمديدها، وستكون سوق الانتقالات شحيحة في رأيي، حتى على المستوى العالمي نظرا للأزمات المالية التي ستعاني منها الأندية، وستنخفض القيمة المالية للاعبين حيث الترف يفترض أن يغيب مؤقتا عن عالم الكرة.

وعليه من المنتظر أن تعرف الأندية استقرارا على مستوى تركيبتها البشرية وسيصعب على اللاعبين الجيدين إيجاد فرق تمنحهم أجورا عالية، وسيضطرون في الغالب إلى تجديد أو تمديد عقودهم مع الفرق التي يلعبون بها.

البطولات الأوروبية تعود للدوران الأسبوع المقبل ما تأثيرها على المحترفين المغاربة؟

هو دوران جزئي لا يشمل كل البطولات التي يلعب بها المحترفون المغاربة، وبشكل تدريجي بدء من التداريبالفردية، أو بنظام مجموعات مصغرة. وبشكل عام وليس علمي، ستضمن الدوريات المستأنفة عودة بعض المحترفين المغاربة للتداريب والمنافسة، وسيكون لهؤلاء فرصة اكتساب تجاوز العزلة على المستوى النفسي التي فرضها الحجر الصحي، والتكيف مع فترة إعداد بدني، يفترض أن يدوم على الأقل أسبوعين قبل انطلاق المباريات وكأننا أمام فترة إعداد ما قبل انطلاق البطولات. علما أن الجاهزية والإيقاع لا يكتسبان إلا بالتدرج مع خوض المباريات الرسمية والمشاركة فيها. ويبقى احتمال الإصابات مرتفعا كما لو أننا إزاء بداية موسم رياضي جديد. وعليه قد نشاهد مستقبلا في حالة توديعنا للجائحة اللعينة منتخبا مغربيا بملامح جديدة وبمشاركة بعض ممن لم يتعود عليهم الجمهور المغربي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *