مجتمع، مغاربة العالم

بعد وفاة والدها بسبب “كورونا” .. مغربية تتهم إسبانيا بـ”الميز العنصري” (صورة)

لم يكن يتوقع العالم أن تكشف جائحة فيروس كورونا التي انطلقت في منتصف شهر دحنبر من العام 2019 عن عدد من الممارسات والتصريحات العنصرية التي سجلت بالعديد من الدول التي كانت إلى وقت قريب تنادي بالمساواة ونبذ الخلاف والقضاء على التمييز العنصري، إذ وصل الحد ببعض الدول لإعطاء الأولوية لمواطنيها قبل المهاجرين في الاستفادة من خدماتها الصحية.

في هذا السياق، قالت ناجية الزياني إن والدها محمد الزياني الذي حل بالديار الإسبانية سنة 1991، قضى نحبه بالديار الإسبانية بسبب التعامل العنصري لسلطاتها الصحية التي لم تقدم له المساعدة في الوقت المناسب لتشخيص حالته وبالتالي تفادي مضاعفات فيروس كورونا.

وقالت المتحدثة في تصريحات لجريدة “العمق” إن إسبانيا تنكرت لوالدها بعد 3 عقود من العمل في قطاع الفلاحة “بتالايولا” بمنطقة “كاسيريس”، بسبب أصوله المغربية التي أقصته من تلقي خدمات صحية كباقي المواطنين الإسبان.

وعن بداية القصة، قالت ناجية إن والدها كان يعمل بشكل طبيعي في الحقول الإسبانية، قبل أن يخبرهم أنه لم يعد كما كان وأنه بدأ يشعر بتعب شديد وكان ذلك في 21 مارس 2020، حيث قاموا بالاتصال بسيارة الإسعاف التي لم تلب نداء العائلة، مما جعله ينتقل بمفرده إلى أقرب مركز صحي.

وأوضحت أن الطاقم الطبي بالمركز الصحي “تالايولا” لم يقدم له أي شيء باستثناء عقار “الباراسيتامول” ودعوته إلى المكوث بمنزله، في حين أن الإجراء الذي كان من المفروض القيام به هو توجيهه إلى مستشفى” Campor Arañuelo” الذي لم يكن يبعد عن مقر تواجد والدها إلا بـ 15 كيلومترا، لتشخيص حالته بشكل جيد ليكتشفوا سبب معاناته، خصوصا أن أعراض “فيروس كورونا” كانت قد ظهرت عليه، وفق تعبيرها.

وزادت أن والدها لم يتمكن من الدخول إلى مستشفى ” Campor Arañuelo” إلا بعد أداء مبالغ مالية داخل مصحة خاصة التي قررت، بعد تدهور الحالة الصحية للراحل محمد الزياني، توجيهه لهذا المستشفى.

وأوضحت ناجية التي كانت تتابع الوضع عن بعد بسبب متابعتها الدراسة بالديار الألمانية، أن عائلتها استغربت عدم توجيه المريض منذ الوهلة الأولى خصوصا ان المستشفى لم يكن مكتظا بالمرضى وكانت هناك العديد من سيارات الإسعاف مركونة بالمستشفى، مما يؤكد فرضية “الإقصاء الممنهج” الذي تعرض له والدها من طرف مسؤولي المركز الصحي.

وأردفت المتحدثة أن والدها تم تحويله مرة أخرى إلى المستشفى الجامعي بكاسيريس حيث تم إدخاله إلى غرفة الإنعاش، مضيفة أن مسؤولي المشفى الجامعي كانوا يخبرونهم في كل مرة بتحسن حالة “محمد الزياني”، قبل أن يفاجؤوا يوم 14 أبريل 2020 بخبر وفاته، مؤكدة أن العائلة تتفهم الوضع العام الذي تمر منه إسبانيا إلا انه لا يمكن ان نتفهم لماذا لم يوجهه المركز الصحي في البداية إلى “Campor Arañuelo” عندما كانت أعراضه متوافقة مع فيروس “كوفيد 19″، وفق تعبيرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *