مجتمع، مغاربة العالم

للمرة الثانية.. المغاربة العالقون يتظاهرون أمام قنصليات المملكة ويصرخون: وطننا تخلى عنا (فيديو وصور)

تظاهرة مجموعة من المغاربة العالقين بالخارج، اليوم الأربعاء، أمام عدد من قنصليات المملكة في وقفات متزامنة، للتنديد بما يعتبرونه “استمرار الحكومة المغربية في تجاهل أوضاعهم” وللمطالبة بإيجاد حل مستعجل يضمن عودتهم لوطنهم إسوة بعدد من دول العالم، وذلك في ثاني احتجاج موحد بعدما سبق أن تظاهروا يوم 11 ماي الجاري.

ووفق المعطيات التي توصلت بها جريدة “العمق”، فقد نظم مغاربة عالقون بالخارج وقفات أمام قنصليات المملكة بالجزيرة الخضراء بإسبانيا، وباسطنبول بتركيا، وبقنصليات في فرنسا، إلى جانب قنصلية “بلاس بالماس” بجزر الكناري، معتبرين أن “الوطن تخلى عنهم وأصبحوا رهائن لارتجالية المسؤولين المغاربة”، وفق وصفهم.

ورفع المحتجون أعلام المملكة مع لافتات كتبت عليها شعارات تستنكر طريقة تعامل الحكومة مع ملفهم، مشيرين إلى أنهم يعيشون وضعية نفسية صعبة بعد مرور أزيد من شهرين على إغلاق المغرب حدوده الجوية والبرية والبحرية بسبب جائحة “كورونا”.

ومن الشعارات التي رفعها المتظاهرون: “الرجوع للوطن حق دستوري لا علاقة له بتراجع الوباء”، “لماذا يا دكتور العثماني لستم مستعدين بعد لعودة العالقين؟”، “من بيده قرار عودة العالقين؟ الداخلية أو الخارجية أو الصحة؟”…

المتظاهرون أوضحوا في كلمات لهم، أن هذه الوقفات المتزامنة هي شكل احتجاجي إنذاري “بعد تأزم وضعيتنا المادية والمعنوية إثر تقطع السبل بنا في بلدان العالم، وبعد صبر طال لشهرين دون أن تحدد الحكومة المغربية أي تاريخ للشروع في الترحيل”.

واعتبرو أن خروجهم للمرة الثانية جاء “بعد فقدان الأمل في قيام الحكومة بترحيل مواطنيها إلى وطنهم كما فعلت كل دول العالم”، محملين حكومة العثماني مسؤولية “الوضع اللاإنساني الذي يوجد به العالقون وما قد ينجم عنه من تداعيات مأساوية على حياتهم ونفسيتهم ووضعهم المهني والاجتماعي”.

وناشدوا الملك محمد السادس “بالتدخل لفك حصارهم وإعادتهم إلى حضن وطنهم”، مطالبين مختلف “القوى الحية من جمعيات حقوقية وأحزاب سياسية إلى شجب هذا الموقف الاستثنائي الذي اتخذته الحكومة إزاء مواطنيها دون أسباب واضحة ومقنعة ومعقولة”.

سفيان، أحد العالقين الذين تظاهروا أمام قنصلية المغرب بمدينة الجزيرة الخضراء بإسبانيا، قال لجريدة “العمق”: “لقد ضقنا ذرعا من الوعود الكاذبة، وندعو الحكومة للتعامل بجدية مع قضيتنا وتحمل مسؤوليتها من خلال اتخاذ الإجراءات الازمة لحمايتنا كمواطنين مغاربة مقيمين وعالقين بالخارج”.

وأضاف بالقول: “نحن أصبحنا رهائن لارتجالية المسؤولين في اتخاذ القرار بعد مرور أكثر من شهرين، أصبحنا نعاني من أزمات نفسية شديدة سيكون لها أثر سلبي على علاقتنا بالوطن الذي تخلى عنا في هذه المحنة برفضه، نطالب باتخاذ قرار مسؤول فيما يخص قضيتنا نحن المغاربة العالقون بالخارج منذ قرار إغلاق الحدود”.

واعتبر أن العالقين تفاءلوا خيرا بعدما شرعت السلطات المغربية في إجلاء المواطنين العالقين بمليلية، حيث تم إعادة 200 شخص، مردفا: “قبل أن نتفاجأ فيما بعد بتوقف إجراءات الإجلاء دون أن تقوم الحكومة بالإفصاح عن الأسباب الحقيقية. ونحن اليوم نطالب من جديد بتنظيم سريع لعمليات الترحيل لأرض الوطن دون الإختباء وراء مبررات واهية”.

وتابع قوله: “الشرطة الإسبانية لم تتعاون معنا ورفضت السماح لنا بتنظيم هذه الوقفة عكس الأسبوع الفارط، وما نطالب به اليوم من خلال هذه الوقفة السلمية هو الإعلان عن تاريخ محدد لتنظيم رحلات العودة، خصوصا أنها لن تتطلب إمكانيات مادية كبيرة بالنسبة للعالقين هنا بالجزيرة الخضراء وعددهم حوالي 700 مواطن”.

وتصاعدت خلال الأيام الأخيرة، مناشدات السياسيين والحقوقيين إلى السلطات المغربية من أجل التدخل لإجلاء المغاربة العالقين بالخارج، ومن ضمنهم العالقين بمدينتي سبتة ومليلية، مشيرين إلى أنه بالإمكان اتخاذ تداببير وإجراءات صحية صارمة من أجل عدم تفشي فيروس “كورونا” في حال فتح الحدود استثنائيا في وجه العالقين.

وكان المغرب قد قرر السماح لمواطنيه العالقين بمدينة مليلية المحتلة بدخول البلاد يوم الجمعة المنصرم، وذلك على مرحلتين، حيث قام بإخضاع المجموعة الأولى التي ضمت زهاء 200 شخص للحجر الصحي في فندق بمدينة السعيدية، فيما ينتظر أن يتم إدخال الباقين لاحقا.

وفي سبتة المحتلة، لا يزال المغاربة العالقون هناك يترقبون بشوق قرار “الإفراج” عن ملفهم من أجل عودتهم إلى وطنهم المغرب، إسوة بنظرائهم الذين تم إجلاؤهم من مدينة مليلية، حيث يعتبرون أن مصيرهم يبقى “غامضا” في ظل استمرار الصمت الرسمي من طرف السلطات المغربية، والتوضيحات المقتضبة التي تقدمها الحكومة المحلية بسبتة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *