خارج الحدود

أغرب عادات العالم (7): “طي القدم” رحلة عذاب الصينيات لتقوية حظوظ الزواج (صور)

تختلف العادات والتقاليد بين الشعوب والأمم، فمنها ماهو مرتبط بالحياة اليومية، والبعض الآخر مرتبط بالهيئة الجسدية، فإذا كان لبعض الشعوب الإفريقية، عادة مد عنق الفتيات، وتطويل اللسان بأمريكا، ففي الصين، الوضع يختلف تماما.

“العمق” في سلسلة، أغرب عادات العالم، تحط الرحال في أقصى القارة الأسيوية، وتنقل لكم تقليدا عريقا، توقف العمل به لخطورته على الإناث:

“طي القدم” .. بين الآمال والآلام

هذه العادة، يعود تاريخها في الصين إلى القرن العاشر، وكانت تعتبر زينة للمرأة وشرطا أساسيا لزواجها، وتبدأ الأمهات بربط أقدام بناتهن بضمادات منذ بلوغهن سن الرابعة أو الخامسة.

وللحصول على “قدم ذهبية”، كما يحلو للصينيين تسميتها، فالفتيات تجبرن على تحمل الآلام خلال عدة سنوات، ليحصلن على قدم لا يزيد طولها عن عشر سنتيمترات ،ويصبحن بالتالي محببات من قبل الرجال وجاهزات للزواج، كما أن وضع ارجلهن يمنعهن من العمل في الحقول والضيعات.

الإقناع قبل الطي

يرافق تطبيق العادة طقوس وعادات، وترتيبات أهمها، أن الأسر الصينية تبدأ بتشجيع الطفلة والفتاة، بالإستعداد النفسي لتحمل الآلام، وأن طي القدم سيجعلها أكثر جمالا وسيفتح أمامها أبواب الزواج.

وبعدها تبدأ عملية الطي بعد غسل القدمين، وقص الأظافر، وطي الأصابع ما عدا الإصبع الكبير، ومن ثم تضميد الأصابع ثم الكعب، ومحاولة تقريبهما مع بعض قدر الإمكان، وبعدها تضميد القدم كاملة على هذه الوضعية، ثم إدخالها في حذاء ضيق جداً.

رائحة نتنة في الصيف وانتفاخ للأرداف

تعمل الأسر الصينية وبشكل يومي، على تغيير الضمادات، لضغط القدم بشدة أقوى في كل مرة، ويسبب ذلك آلاما كبيرة للأطفال، حتى أنها تعيق حركتهم لمدة أيام وشهور، ويرافق ذلك رائحة القدمين خلال الصيف، تكون فظيعة بسبب الدم والقيح، وتتجمد الأقدام في فصل الشتاء بسبب نقص تدفق الأوكسيجين في الدم.

كما أن العملية، تؤدي إلى تغيير معالم الجسم، وتضع الضغط كله على الفخذين والأرداف، وتؤدي إلى انتفاخهما، وتسبب اعوجاجا في الساقين، ومعاناة جسدية تدوم مدى الحياة.

فقدان للمشي إلى الأبد:

تتنافس الأسر الصينية في الحصول على أقدام قصيرة، إلى حد يساهم بشكل كبير في العجز النهائي عن المشي، فبعض الفتيات، وخاصة اللواتي يرغبن خفض الحد الأقصى لحجم أقدامهن، يفقدن القدرة على المشي والوقوف بشكل طبيعي.

ومن بين الأمور المرتبطة بالعادة، أن الرجال يمنعون من رؤية أقدام زوجاتهم حافية، وعليهم الإكتفاء برؤية شكلها فقط وهي داخل الحذاء الضيق، والرجل الذي يخترق هذه القاعدة يكون رجلا منبوذا.

أسطورة وراء العادة المجهولة

حسب المؤرخين الصينيين، فعادة طي القدم ليس لها تأصيل محدد، و اشتهرت  في العصور الوسطى، وأصلها غير معروف، ولكن وفقاً للأساطير كانت هناك سيدة بالغة الجمال تدعى (يو) كانت راقصة مشهورة. في أحدى الأيام قدمت رقصة وهي تنعل حذاءً صغير الحجم على شكل زهرة اللوتس الذهبية.

ولتدخل قدمها في الحذاء الصغير عملت يو على ضم قدميها بضمادات من الحرير، وكانت لخطواتها الصغيرة أثناء الرقص أثر كبير في نفوس الرجال، فتحول إلى تقليد ورمز للجمال.

عادة الأثرياء

ذهب أثرياء الصين بعيدا في العادة، فعمدت زوجاتهم وبناتهم تشويه سيقانهن، لدرجة أنهن لا يستطعن المشي بشكل مستقل، وكن يحملن على عربات، أو يوظفن شخصا قوي البنية لحملهن على كتفيه.

هذه العادة قيدت حرية النساء، فجعلتهن يعتمدن بشكل كامل على أزواجهن، وعلى الخدم لعدم قدرتهن على الحركة بشكل عادي، وأصبح دورهن يقتصر على أعمال البيت، وكن ينجبن أطفالا ضعفاء بسبب ضعف جسدهن ومرضهن المستمر.

الدولة تتدخل

ألغت الحكومة الجديدة لجمهورية الصين تقليد طي الأقدام، وبالضبط سنة 1912، بعد أن تعالت أصوات دعت إلى توقيفها، لما فيه من تشويه وضرر بجسد المرأة. 

وبالرغم من هذا القرار، فقد تجاهلت بعض العائلات المتشددة في الصين هذا الحظر، وفي عام 1949 نجحوا في فرض حظر صارم على جميع المحافظات، بما فيها المناطق المعزولة في الأرياف ولا يزال الحظر ساريا إلى يومنا هذا.

وفي يومنا هذا، مازالت بعض الجدات، وعددهن قليل جدا، يحملن آثار عادة مجهولة، على أجسادهن، وكن محط اهتمام باحثين وإعلاميين عبر العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *