أدب وفنون، العمق TV

بعد غياب لسنتين.. فرقة “ابن عربي” تكشف إنتاجاتها الجديدة لإشعاع التراث المغربي عالميا (فيديو)

عادت فرقة “ابن عربي” المغربية للموسيقى والسماع الصوفي التي تعتبر من أقدم فرق الموسيقى الروحية في العالم العربي، إلى الواجهة مؤخرا عبر كليب جديد أنتجته تحت ظروف الحجر الصحي خلال رمضان المنصرم بتعاون مع قناة “أواصر” التابعة لمجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، وذلك بعد غياب عن الإنتاج دام سنتين.

فرقة “ابن عربي” التي تأسست عام 1988 بطنجة على يدي أحمد الخليع، تخصصت بالموسيقى الصوفية الآلية والسماع الصوفي، حيث تحاول إعادة إحياء الألحان الموسيقية التاريخية للقصائد الصوفية الشهيرة، وتمت تسميتها بفرقة “ابن عربي” تيمنًا بالشيخ ابن عربي الملقب بالشيخ الأكبر الذي يعتبر من كبار المتصوفة، وهو الذي تنسب إليه الطريقة الأكبرية الصوفية.

عبد الله المنصور، عازف الدف ومنشد فرقة ابن عربي، أوضح في حوار مصور مع جريدة “العمق”، أن فرقته تحاول الجمع بين المقام الروحي العرفاني والمقام النغمي الموسيقي المتمثل في الألحان القديمة لزاويا شمال المغرب خصوصا، والألحان التراثية الصوفية على وجه العموم.

وأشار المنصور إلى أن الفرقة تعتمد على أشعار “كبار أهل الله أمثال الشيخ الأكبر محيي الدين ابن عربي الذي تأخذ الفرقة اسمه، والإمام أبي الحسن السوشتري، والإمام محمد الحراق، والسيدة رابعة العدوية، والإمام أبو مدين الغوث، الإمام عمر ابن الأنصاري المصري”.

وذكر المنشد ذاته أن أول الإنتاجات العالمية للفرقة كان عبارة عن ألبوم بعنوان “الموسيقى في قصر الجعفرية” الذي أنتج نهاية التسيعينيات، واعتمد خصيصا على أشعار الشاعر الأندلسي ابن باجة.

ولفت إلى أن الألبوم الثاني الذي ذاع صيته في كل بقاع العالم كان هو “الموسيقى العربية الأندلسية”، موضحا أن هذا الألبوم حمل أكثر قصائد عُرفت بها الفرقة، كرائعة رابعة العدوية “أحبك حبين”، وأبي الحسن السوشتري “سلبت ليلى”، ورائعة عمر ابن الأنصاري المصري “هو الحب”، حيث قامت شركة فرنسية تهتم بالموسيقى العالمية العريقة بإنتاجه وتكلفت شركة فرنسية أخرى بتوزيعه.

بعد ذلك، يقول المتتحدث، أنتجت الفرقة قصائد منفردة لم تكون ضمن ألبومات موحدة، كرائعة أحمد الرفاعي “قالوا أتنسى الذي تهوى” وغيرها ممن ذاع صيتها في العالمين العربي والإسلامي وحتى الغربي، وفق تعبيره.

وقبل سنتين أنتجت الفرقة ألبوم “العاشق والمعشوق” الذي صدر منه كليب “ساكن وسط قلبي” بتصوير مشترك بين المغرب ومصر، وهو الكليب التي لقي نجاحا في العالمين العربي والغربي من خلال الترجمة، قبل أن تتوقف الفرقة عن الإنتاجات طيلة سنتين حتى تنال كل قطعة من هذا الألبوم الوقت الكافي ليستوعبها الجمهور، يضيف المنصور.

وأوضح أن الغياب عن كان عبارة عن فترة توقف عن الإنتاج وليس غيابا فعليا عن الساحة الفنية، مشيرا إلى أن الفرقة كانت تشارك في حفلات موسيقية وبرامج تلفزيونية على قنوات دولية من قبيل bbc وmbc وقنوات مصرية، كما شاركت في مهرجانات بدار “الأوبيرا” المصرية ومهرجانات بسلطة عمان والكويت وتونس وفلندا مؤخرا.

عودة مع “أواصر”

بغد الغياب، عادت الفرقة إلى الإنتاج بالتعاون من قناة “أواصر” التابعة لمجلس الجالية، حيث تم إنتاج عملين جديدين في ظل حالة الطوارئ، يتعلق الأول بكليب حول قصيدة “بح بالغرام” لأحمد الحراق دفين مدينة تطوان، صور بطريقة الحجر الصحي من خلال قيام كل عازف بالاشتغال من منزله.

وتابع قوله: “هذا الكليب كان فيه اختلاف نوعي، حيث ولأول مرة نستعمل فيه آلة الطار من خلال الفنان العالمي ساجاد الذي أطربنا بطريقة عزفه على هذه الآلة”، على حد قوله.

أما الكليب الثاني وكان أيضا ظل الحجر الصحي، يقول المنصور، “فقد صورت مشاهده من منزل مؤسس ورئيس الفرقة أحمد الخليع بطنجة، مع اتخاذ كل الإجراءات الوقائية، إلى جانب مشاهد جوية لطنجة التي أضفت على الكليب طابعا روحيا يتمثل في الاعتماد على التراث الإسلامي المغربي عبر التصوير الجوي للزوايا والمساجد التي يثبت فيها العمران المغربي الأصيل”.

وأشار إلى أن هذا الكليب الذي يحمل عنوان “جمع الله شتاتي” أبرز جمالية طنجة والتراث المعماري المغربي، كما أبرز التسامح الديني الذي تتميز بها طنجة عبر تصوير يظهر التناغم والانسجام بين الكنيسة والمسجد، ومن خلال الشعر الصوفي الذي كله معاني وتسامح وإخاء.

وأردف قائلا: “فخورون جدا بالتعامل مع قناة أصوار، المجلة الرقمية التابعة لمجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، لأن الفرقة لها صيت في العالم العربي والغربي وكانت لنا حفلات ناجحة بفنلدا وغيرها، لذلك كان لما هذا التعاون مع مجلس الجالية من خلال عملين جديدين”.

وكشف المتحدث أن الفرقة تعاملت لأول مرة مع عازفين من اليونان لإضفاء العالمية على التراث المغربي اللحني والشعري، كما تم إبراز الزي المغربي التراثي الأصيل الذي يعطي نكهة غير متداولة لباقي الفرق الأجنبية، خاتما حواره بالقول: “هذا تعامل مثمر وناجح مع “أواصر” وهناك ردرو أفعال جد إيجابية، وستسنمر في التعاونعبر عدة برامج أخرى”.

يُشار إلى أن الفرقة أسسها ويرأسها أحمد الخليع، وهو مايسترو الفرقة وحاصل على دكتوراه في التصوف والموسيقى الروحية من جامعة السوربون الفرنسية، ويوجد في عضويتها كل من عبد الله المنصور عازف الدفّ ومنشد الفرقة، وهارون تبول عازف العود، وعبد الواحد الصنهاجي عازف الناي، وكيفان شميراني، عازف بالفرقة، إلى جانب أسامة الخليع عازف الألطو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *