مجتمع

“خروقات” تدفع تقنيي مستشفى بمراكش للاعتصام.. والممرض الرئيس في قفص الاتهام

دخل تقنيو الأشعة بمستشفى ابن زهر بمراكش في اعتصام مفتوح منذ بداية الأسبوع الجاري، احتجاجا على ما اعتبروه “خروقات” في تدبير المصلحة من طرف الممرض الرئيس، وبسبب “الاشتغال في ظروف خطيرة” على صحة الطاقم الصحي والمرضى على حد سواء.

وطالب الممرضون المحتجون بـ”رحيل الممرض الرئيس” رافعين شعار “نطالب بتغييره أو تغييرنا”، كما أعلنوا عزمهم الاستمرار في الاعتصام إلى حل المشكل مع ضمان استمرارية المرفق الذي يشتغلون فيه.

ووفق المعطيات التي حصلت عليها جريدة “العمق”، يشتكي تقنيو الأشعة من عدم إمدادهم بمستلزمات الوقاية الكافية، والاشتغال في ظروف “غير صحية”، كما أبرزوا أنه تم إجبارهم على التعامل مع مرضى “كوفيد19″ في شروط لا تضمن سلامة هؤلاء المرضى وحتى المرضى الآخرين غير المصابين بـ”كورونا”.

وأفاد أحد تقنيي الأشعة بالمستشفى الذي أقيل مديره قبل مدة قصيرة، أن “الممرض الرئيس حاول إجبارهم على إجراء فحوصات الأشعة لمرضى كورونا داخل الغرف التي يتلقون فيها العلاج، وليس في مصلحة الفحص بالأشعة”، موضحا “أن أي فحص بالأشعة خارج المصلحة المخصص لذلك يشكل خطرا كبيرا على المرضى حتى في الغرف الأخرى، لأن المصلحة تكون معزولة ولا تسمح بمرور الأشعة عكس الغرف غير المخصص لذلك”.

وتابع في حديث لجريدة “العمق”، أن تقنيي الأشعة “كانوا يتوصلون بكمامة واحدة فقط في الأسبوع، رغم أنها لا تصلح للاستعمال سوى لمدة 8 ساعات على أقصى تقدير”، وأن التقنيين “كانوا يضطرون لتصبين الكمامات لإعادة استعمالها”، وأن “المعاناة كانت تتضاعف عند التعامل مع مرضى كورونا، وهو ما يشكل خطرا على الأطر الصحية وعلى باقي المرضى الذين يحتاجون للفحص بالأشعة”.

وتابع التقني الذي فضل عدم ذكر اسمه، “عند الاحتجاج والتواصل مع الإدارة تواجهنا بأن أكبر قسط من مستلزمات الوقاية في مستشفى ابن زهر يوجه إلى مصلحتنا، في حين أننا لا نتوصل بما يكفينا ويواجهنا الممرض الرئيس بأن المستشفى يعاني الخصاص”، وأضاف “بعد الاحتجاج السابق في أوج انتشار الوباء، صدمنا بظهور كم كبير من مستلزمات الوقاية بشكل فجائي”.

وفي السياق ذاته، قال تقنيو الأشعة في مراسلة إلى والي جهة مراكش آسفي، تحمل تاريخ أمس الأربعاء، إن “المصلحة تعرف عدة خروقات تدبيرية للممرض الرئيس في عز أزمة “كورونا”، وأن التقنيين المرابطين في الصفوف الأمامية لمحاربة “كوفيد19” يطالهم “الحيف”.

ووجهت المراسلة التي حصلت جريدة “العمق” على نسخة مؤشر عليها من طرف الولاية، أصابع الاتهام إلى الممرض الرئيس، واعتبرت أنه قام بالزج بالتقنيين في معركة مواجهة “كورونا” بدون مستلزمات الوقاية والحماية، وذلك “على الرغم من توفرها، وهو ما تأكد لنا بعد مراسلتنا لإدارة المستشفى، الأمر الذي يثير الاستغراب حول هدفه من حرماننا من تلك المستلزمات ويجعلنا نتساءل حول مصيرها”، على حد تعبير الوثيقة.

وتابعت المراسلة أنه تم إجبار تقنيي الأشعة على “إنجاز فحوصات الأشعة للمرضى بكورونا داخل مصالح كوفيد-19 في خرق سافر لقواعد الحماية من خطر الأشعة وهو الأمر الذي يشكل تهديدا لسلامة المرضى والعاملين والمتواجدين بمحيط هذه المصالح”، وأضافت “وقد قمنا بمراسلة الإدارة وإخلاء مسؤوليتنا من هذه التجاوزات المهنية الخطيرة”.

وطالبت المراسلة والي جهة مراكش آسفي بالتدخل العاجل بناء على اختصاصاته وعلى تعليمات الملك محمد السادس بإيلاء العناية بمنهيي الصحة عامة في هذه الظرفية.

ومما جاء في الوثيقة المذكورة “وإذ نؤكد لكم السيد الوالي المحترم عن حسن نيتنا المعبر عنها بانخراطنا التلقائي والفعلي والمهني في مواجهة جائحة كورونا، رغم تجاوزات الممرض الرئيس وتأزيمه لأوضاع المصلحة وتسببه في التذمر والاستياء وسط العاملين فيها، نخبر سيادتكم بمراسلاتنا للإدارة الصحية محليا وجهويا، لإنصافنا بتغيير الممرض الرئيس للمصلحة، الذي أصبح تواجده بها يشكل ضغطا نفسيا إضافيا على تقنيو الأشعة”.

وتابعت “وأمام عدم تلقينا لأي إشارة ايجابية من لدن المسؤولين في تجاهل مقصود لهذا المشكل، فقد قررنا الدخول في صيغ نضالية رمزية متلائمة مع ظروف الحجر الصحي مع مواصلة العمل، وذلك لإثارة الانتباه لهذا الملف، ومراسلتكم آملين أن حل هذا المشكل على أيديكم، لإنصافنا وإنهاء التوتر الذي تعرفه مصلحة الأشعة بمستشفى ابن زهر بمراكش”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *