وجهة نظر

النظام العالمي الجديد

منذ ظهور وباء – كورونا – عرفت بعض كبريات المدن الاروبية مظاهرات بسبب السياسات التي تنهجها كثير من الدول في خضم انتشار جائحة كورونا والتي يلح النشطاء المعارضون والفئة المتعاطفة معهم من المواطنين خاصة في بعض الدول الاروبية وفي الولايات المتحدة الامريكية على السياسات المتبعة والتي يمكن تلخيصها في الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي حيث يقرون بأن هذه السياسة تمس بحرية الانسان أولا , وتهيئ الارضية الملاءمة لاستدراج الشعوب الى قبول اللقاح والذي هو موضوع هذا المقال المتواضع .

ما هي التخوفات التي تدفع المناهضين لسياسة الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي ؟

هناك فرضيات تتبناها قلة قليلة من المواطنين , مفاذها أن اللقاح الذي تتسابق الشركات العالمية المختصة في الابحاث البيولوجية قصد الوصول الى ايجاد اللقاح أولا , ثم الى استغلال الفرصة ببيعه الى جميع المواطنين بكل أريحية .

كيفية تلقيح المواطنين ؟

هذا التلقيح سوف يكون عبارة عن زرع شفرة صغيرة بحجم ذرة ملح في جسم جميع المواطنين الذين يعيشون فوق الكرة الارضية ,وذالك قصد مراقبة تحركاتهم أينما كانوا واينما حلوا وارتحلوا .

والخطير في الامر حسب ما يتبنى النشطاء في هذه الجبهة , أن اللقاح المنتظر عو عبارة عن تعديل للجينات الوراثية البشرية عن بعد ,وله تأثير على الفكر والمزاج الانساني بشكل عام . بمعنى آخر سوف يصبح التحكم في حياة الناس وتفكيرهم ونمط حياتهم عن بعد ممكن .

بينة الاستماع أو ما يسمى بالدليل في هذه النازلة هو الاعلام البديل , أي شبكات التواصل الاجتماعي والتي تنشر بين الحين والحين فيديوات تشرح هذا المنحى الخطير على البشرية جمعاء ,وربما هذا هو بداية النظام العالمي الجديد .

اسباب البحث عن نظام عالمي بديل تتلخص في نقطتين كبيرتين لم يجد لهما الخبراء حلول ناجعة .

هجرة راس المال من الغرب الى الجنوب والشرق بحثا عن اليد العاملة الرخيصة مع الامتيازات العقارية والضريبية ,وهجرة ثانية من الجنوب والشرق بسبب الفقر والحروب والنزاعات الى دول الشمال .

هاتان الهجرتان أدخلتا الدول المتقدمة في مشاكل كبيرة يمكن تلخيصها في النقط التالية .

فقدان الغرب للسلطة الاقتصادية نتيجة العولمة .

فقدان التفوق العرقي والديني للرجل الغربي الابيض بسبب زيادة الهجرة .
شرح هذه النقط باسهاب عريض يحتاج الى مجلدات من الشروحات نظرا لتداخل الامور الاقتصادية والسياسية و الجيو سياسية من جهة ودورالمنظمات التي تفرضها العولمة بقوة كمنظمة التجارة العالمية وبنك النقد الدولي ومنظمة الامم المتحدة وجميع الهيئات التي تدور في فلكها .

المعادلة الصعبة في هذه النازلة هو الديموقراطية التي لم يعد يستفيذ منها الذين يحرصون على تطبيقها وحمايتها ونشرها .

يصعب علي أي اٍنسان أن يتخيل مصير العالم اٍذا كانت هذه الفرضيات صحيحة في المستقبل , لكن تجريد الانسان من المشاعر والاحاسيس وفصله عن الخصال الحميدة كالرحمة والشفقة والعطف والتكافل والجري وراء الخير ونشر المحبة والود , لا أحد يعرف مآلها , وبدون شك جميع المشاعر الانسانية التي تولد مع الانسان سوف تصبح محل شكوك كبيرة في حالة اذا ما كان هذا النظام العالمي الجديد يحمل نفس الافكار التي تتبناها الجبهة المعارضة للسياسات المتبعة بخصوص وباء – كورونا – .

* كاتب مغربي مقيم بالمانيا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *