مجتمع

الحجر الصحي بالمغرب .. هذه نصائح أخصائي نفسي لتجنب التأثيرات الجانبية

يعيش ملايين المواطنين في المغرب حالة من التوثر، والقلق بسبب الحجر الصحي بين جدران البيت الذي فرضته الحكومة، لاحتواء تفشي فيروس كورونا المستجد.

وإن كان الوضع عاديا في الأسابيع الأولى لهذا الحجر الصحي، ولحالة الطوارئ التي عاشتها البلاد، إلا أن استمراره لأزيد من ثلاثة أشهر، تسبب في مشاكل نفسية للعديد من المواطنين، خصوصا وأنه إجراء غير مسبوق قيد الحريات الفردية قسرا، وبالرغم من إيجابيات فرضه، إلا أن تمديد فترة الحجر للمرة الثالثة، وزاد الأمر استفحالا، حيث أحبطت نفوس الكثيرين واشتدت معاناتهم.

وعن الآثار النفسية لتمديد الحجر الصحي، وسبل تجنب الطاقة السلبية التي فرضها الجلوس بالبيت، قدم الدكتور أحمد المطيلي، الأخصائي النفسي، هذه النصائح لقراء موقع “العمق” الإلكتروني، كما أكد على ضرورة “أن نكون على بينة من أمرنا حتى نحسن التصرف فنجتاز المرحلة القادمة بأكثر ما يمكن من المنافع، وبأقل ما يمكن من الأضرار”.

يقول الدكتور المطيلي :”ثمة خطوات عملية لو أخذنا بها استطعنا أن نستفيد من حجرنا، ونستمتع بما نحن فيه.

ومن هذه الخطوات :

– تحديد بعض الأنشطة الواجبة كل يوم وفق برنامج محدد.

– تنويع الأنشطة، بحيث لا نقتصر على نشاط واحد، ووحيد تثقيفية، كانت أو ترفيهية، فردية، أو جماعية.

– المراوحة بين الأنشطة التعبدية (كالصلاة، والأذكار، وتلاوة القرآن الكريم)، والذهنية (كالمطالعة، والكتابة، والبحث)، والبدنية (كالمشي، والتنزه، والتريض)، والترويحية (كمشاهدة الأفلام، والاستماع إلى الموسيقى، والرسم، والخط، والشطرنج)، والواجبات الأسرية (كالطبخ، ومواكبة النشاط الدراسي للأبناء، ومجالستهم).

– التواصل اليومي مع الأقارب، والأصدقاء، والزملاء القدماء، والجدد : لا شك أن لدينا المئات من المعارف الذين لم نفكر قط في مكالماتهم، وإحياء صلة الرحم، والمودة، والجيرة، والصداقة معهم.

– عدم إهمال الاعتناء بالذات من حيث الاغتسال، وتغيير الملابس، وما شابه من الأنشطة التي اعتدنا ممارستها عند الخروج إلى العمل ومقابلة الأصدقاء.

– الانتظام في أوقات النوم الباكر، والقيلولة، والاستيقاظ صباحا، واجتناب السهر بقدر المستطاع.

نصائح للتخفيف على الأطفال من حدة الحجر بالبيت:

ثمة أنشطة يتحمس لها الأطفال، وينشطون لمزاولتها، والاستعداد لها مثل إنصاتهم لقصص الأنبياء، والقصص المناسبة لأعمارهم.

ويتحمسون غاية الحماس لمنازلة إخوانهم في المسابقات الثقافية، أو الفنية (كالخط والتقطيع والتزيين والتلوين والرسم والتمثيل والغناء وما شابه).

ويزداد تحمسهم لها إذا ما اقترن نشاطهم بقدر من التحفيز المادي، والمعنوي من قبل أهلهم، وذويهم، ولو عبر التواصل عن بعد.

ولن يكون لأنشطتهم التثقيفية، والترفيهية، وزنا يذكر، ما لم تنتظم في مشروع ثقافي، أو ترفيهي، منظم ومخطط.

ماذا لو اقترحنا على أبنائنا، رسم شجرة العائلة، اعتمادا على البحث الاستطلاعي.

فمن شأن ذلك أن يدفعهم إلى الاتصال بأقاربهم، وتتحقق أواصر المودة والقرى، وتتحقق صلة الرحم.

وماذا لو اقترحنا على أبنائنا إنجاز معجم لغوي بأهم المفردات الفاتحة في مجال مخصوص (كالقرآن الكريم أو التاريخ، والجغرافية، أو العلوم الطبيعية، وما شابه) ؟ ثم ماذا لو أوعزنا لهم إنجاز موسوعة مصغرة في مواضيع تصادف هوى في أنفسهم، فيعكفوا على جمع المعلومات الأولية عن الطيور، والأزهار والحواضر المغربية، والاطلاع أعلام الأدب، والفكر، والعلم، والفن والرياضة والتعريف بهم ؟ لا ريب أن إنجاز صفحة واحدة في اليوم بمواصفات فكرية، وفنية، وتصويرية معينة من بمكافأة مالية، رمزية كفيلة بتحفيزهم على السؤال، والبحث، والتنقيب، والإخراج، وإقدارهم على الاجتهاد والإبداع.

ولا بأس بعد ذلك من  اصطحابهم في جولة ببعض أزقة المدينة، وشوارعها ومعالمهما، وضواحيها ترويحا للنفس، وتحريكا لعضلات الجسم مرتين، أو ثلاث في الأسبوع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *