منتدى العمق

فيروس كورونا .. ظهر فجأة فهل هل سيختفي فجأة!

في ليلة وضحاها انقلبت الحياة بعد إخبارنا بمرض من أخطر الأمراض، فيروس مدمر فتاك ذكي وتكمن حقيقة ذكائه في بطء ظهور الأعراض، فنحن أصبحنا مهددينا بالإصابة في أي لحظة وضرورة المكوث في المنزل بدون إعتراض، في البداية الكل يضحك ويأخذ الأمر بإستهتار بل الكثير قال إنها مزحة أو إفتراض.

حتى تفاقم الوضع وأصبحنا نعيش حالة رعب كل يوم وننتظر الأخبار، والحالات في إرتفاع مستمر هل هذا غضب الله أم بلاء أم إختبار،إختبار لقوة إيماننا والرجوع للطريق الصحيح كفى من الاستهتار، فلنأخد الأمر بجدية لأننا في مرحلة حاسمة لكي نقرر مصير أمتنا حتى نستطيع الإستمرار،فليغفر لنا الله ذنوبنا ويرفع عنا هذا البلاء ولنكثر من الاستغفار،فهذا إن ذل على شيء فإنه يدل على أن هذا إنذار، إنذار لمجتمع غابت معه القيم والأخلاق مجتمع أصبح هاجسه هو الإنتظار، إنتظار سمع أخبار تفرح أخبار تقول بأنه قل الوباء من الإنتشار، أظنه إمتحان لنا كي نحس ولو قليلا بإخواننا في فلسطين الذين يعيشون حياتهم العادية كلها في حصار، ونستوعب أن طغياننا في هذه الأرض هو سبب هذا الدمار.

أين هي اختراعاتكم للدبابات والقنابل وأين أموالكم الطائلة الآن الكل ينهار ،فيروس أرسله الله لنا ولكل العالم حتى يبين أننا أصبحنا نعيش عكس الثيار، فبطغياننا في هذه الأرض والابتعاد عن الدين لقد زرعنا وها نحن نجني الثمار، ثمار أعمالنا وإبتعاد عن ديننا وتقليد الأجانب في كل شيء حتى غضب علينا الوحيد القهار، فلطفك ياالله فنحن لا حول ولا قوة لنا فإبعد عنا هذا الوباء ،فيا رب لطفك وعفوك فبشرنا بفرحة وارفع عنا هذا البلاء، وفتح المساجد فقد اشتقنا لذلك اللقاء، يا رب احفظنا واحفظ الأمة الإسلامية ودول العالم فنحن نرضى بهذا القضاء، فيا من تقل كن فيكن اصرف عنا هذا البلاء.

حقيقة في زمن الكورونا …

لاشك في أن الجميع أدرك الآن قيمة معنى الحرية التي كان ينعم بها.. لاشك في أن الأغلبية الساحقة يعتريها الشعور بالذنب والندم تجاه الكثير من الأشياء التي مرت مرور الكرام في حياتهم.. كل الأشياء والأحلام والأفعال وتلك المشاعر التي جعلناها سجينة لدواخلنا في إنتظار غد قد يأتي أو لن يأتي.. أصبح الجميع يعلم الأن معنى قيمة الساعة والدقيقة والثانية ..معنى الصباح والمساء معنى الأصدقاء والأحبة معنى الركض والصراخ والضحك بهستيريا.. معنى العجز والضعف والخوف والفقد.. الآن نعلم جمالية الزقاق وروعة ألوان الرصيف ونسيم الهواء الذي لطالما كان يلامس خدودنا بحب وحنان.. فهمنا في الأخير أن العائلة هي الملاذ الأول والأخير غالبا يوم يفقد الأمل ويوم يعترينا شبح الخوف من الخارج .. لكن قليل منا أدرك حقيقة أننا كنا بعيدين كل البعد عن أصل وجودنا والغاية التي لأجلها خلقنا..

إن حدث ونجونا فأتوسل إليكم أن تقدسوا معنى اللحظة والحياة والوجود والسلام والحب…

البهجة التي بحثنا عنها في زمن الكورونا …

وكأن البهجة التي لطالما بحثنا عنها..

كانت تختبئ خلف الستائر …

بين أسرةِ الأطفال …

فوق رفوف المطبخ …

وعلى شرف المنازل…

كأنها كانت عالقة بين كل هذا دون أن ندركها بكامل حقيقتها ..

لتظهر اليوم أمامنا واضحة … بكُل ما تحمله من مشاعر نقية …

هذه الأحداث غابت عنا طويلا حين تلاهت بنا الحياة بين التطبيقات وبين سعادة ركضنا ورائها خارج المنزل …

عادت سهرات الاخوة والاخوات بضحكهم و شجارهم … عادت المطابخ لتضج بالاختراعات … منها المضحكة ومنها الشهية وأخرى مخيبةٌ للآمال …

عادت كاسات الشاي وفناجين القهوة لتصطف بجانب الابريق بعد ان كانت منفردة … وعادت الجمعات على الطعام كما لم تكن من قبل … يتبعها مسلسل السهرة الذي غاب عن جلساتنا طويلاً..

وعادت الأحاديث على الأسرة قبل النوم من جديد …

هي بهجة مهما ابتعدنا عنها لا يخلقها سوى دمٌ واحد تجاذبت به ارواحنا كان كنزاً قد انجبته لنا هذه الازمة كنزٌ ثمين بحلوه و مره بضجره وفرحه …

بملاحظة تفاصيل لم نكن نلتفت لها آباءً وابناء جمعتنا من جديد …

ملل وضحك عراك وصلح بين الاولاد والوالدين … جميعها نحياها سوياً اليوم بعيداً عن غرباء ومتاهات لتعود اليوم اسرار المنزل وتدفئ بين جدرانه وتقف عند بابه دون خروج…

كنا قد ابتعدنا عن بعضنا و نحن تحت سقفٍ واحد لكلٍ منا عالم يتخبط به بحثاً عن السعادة

اليوم … نحيا أزمة أنجبت لنا حقيقة غابت عنا طويلاً بأن البهجة التي تُحيي أرواحنا خلقت بين هذه الجدران وخرجت من هذه الشجارات والضحكات وولدت من تفاصيلنا وأحداثنا سوياً ولن نجد مثيلها خارجاً مهما بحثنا ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *