مجتمع، مغاربة العالم

رفضوا ترك سياراتهم.. عالقون بإسبانيا يتظاهرون أمام قنصلية “الخزيرات” ويطالبون بإجلائهم (صور)

تظاهر عدد من المغاربة العالقين الذين يملكون سيارات مرقمة بالمغرب، أمام القنصلية العامة للمملكة بمدينة الجزيرة الخضراء بإسبانيا، اليوم الخميس، احتجاجا على ما اعتبروه “تخلي السلطات المغربية عنهم”، مشيرين إلى أن مسؤولي القنصلية اتصلوا بهم أمس في آخر لحظة قبل إقلاع الطائرة الثالثة مقترحين عليهم الالتحاق بمطار مالقة لإعادتهم دون سياراتهم.

ووفق المعطيات التي توصلت بها جريدة “العمق” من العالقين بجنوب إسبانيا، فإن إدارة الفندق الذي كان يقيم به عدد منهم بالجزيرة الخضراء، طالبتهم بأداء مصاريف الإقامة ابتداءً من يوم غد الجمعة بعدما توقفت القنصلية عن التكفل بمصاريف الإيواء والتغذية وطالبتهم بالالتحاق بمطار مالقة وترك سيارتهم كحل للعودة إلى أرض الوطن.

يأتي ذلك بعدما وصل 300 مغربي من بين العالقين بإسبانيا، إلى مطار “سانية الرمل” بتطوان ضمن 3 رحلات جوية للخطوط الملكية المغربية، أمس الأربعاء، حيث جرى نقلهم إلى مراكز ومنشآت سياحية على طول الشريط الساحلي “تمودة باي” بين المضيق والفنيدق.

العالقون من أصحاب السيارات شرعوا في إعداد لائحة بأسمائهم من أجل التواصل مع قنصل المغرب بالجزيرة الخضراء، قصد إيجاد حل لإعادتهم بسياراتهم، معتبرين أن ترك عرباتهم بإسبانيا “حل غير منطقي نظرا لارتفاع أسعار المآرب، إضافة إلى مشكل انتهاء صلاحية التأشيرات خلال الأشهر المقبلة”.

أحد العالقين من أصحاب السيارات بالجزيرة الخضراء، أوضح في اتصال لجريدة “العمق”، أن هناك 25 سيارة يملكها العالقون المقيمون بالفندق الذين كانت تتكفل القنصلية بمصاريف إيوائهم وتغذيتهم، إلى جانب أزيد من 50 سيارة أخرى لعالقين بمدن مجاورة للجزيرة الخضراء.

وأشار المتحدث إلى أن عددا من العالقين تظاهروا اليوم أمام مبنى القنصلية للمطالبة بإيجاد حل لملفهم، لافتا إلى أنهم بصدد اختيار لجنة تضم ممثلين عنهم من أجل محاورة القنصل العام للمملكة، خاصة بعدما وعدت القنصلية بتنظيم رحلات بحرية لإجلائهم خلال 48 ساعة، وفق تعبيره.

وقال المصدر ذاته، إن مطالب العالقين المتبقين تتلخص أساسا في الاستمرار في التكفل بمصاريف إيوائهم وتغذيتهم من طرف القنصلية وعدم تركهم عرضة للتشرد، خاصة وأن كثيرا منهم لم يعد معهم المال الكافي للعيش، إلى جانب تحديد موعد واضح لإعادتهم مع سيارتهم.

وانتقد المتتحدث ما سماها “الطريقة العشوائية” في التواصل مع العالقين، مشيرا إلى أنه يتم دوما الاتصال بهم في آخر لحظة لإخبارهم بالقرارات، “وهو يجعلنا نعيش تحت ضغط رهيب بسبب ضعف التواصل”،

وأردف ذات المصدر بالقول: “نحن مستعدون لأي إجراء تقرره السلطات بعد إعادتنا إلى وطننا، وقضاء أي مدة تحت الحجر الصحي، ونتفهم أن قنصل المغرب يعيش تحت الضغط أيضا وينتظر بدوره أن تأتيه التعليمات في آخر اللحظات من الرباط”.

وكان مصدر مسؤول قد كشف لجريدة “العمق”، أن عملية نقل العالقين بإسبانيا ستتواصل بتنظيم ثلاث رحلات جوية من العاصمة مدريد يوم الجمعة المقبل، وثلاث رحلات من مدينة برشلونة يوم الاثنين المقبل.

وأشار مصدر الجريدة إلى أن المغرب قرر تسريع وتيرة إعادة مواطنيه العالقين، مع مراعاة الحالات الأكثر هشاشة مثل المرضى والعالقين بدون موارد والأمهات.

المعلومات التي توصلت بها جريدة “العمق” كشفت أن من بين العالقين الذين تم إجلاءهم عبر رحلات جوية إلى مطار تطوان، أمس الأربعاء، عاملات مغربيات في حقول الفراولة من اللواتي يعشن ظروفا إنسانية صعبة، ومن ضمنهن حوامل وأخريات أنجبن أطفالهن في إسبانيا خلال الأشهر الماضية.

وضمن رحلات الأمس أيضا، عاد مغاربة عالقون من أصحاب السيارات المرقمة بالمغرب، حيث تركوا عرباتهم بأحد مراكن الجزيرة الخضراء، خشية تأخر تنظيم الرحلات البحرية الخاصة بهذه الفئة، فيما رفض آخرون العودة بدون سياراتهم.

جاء ذلك بعدما أعلن وزير الخارجية ناصر بوريطة، أنه سيتم بدأ عملية ترحيل المغاربة العالقين بإسبانيا خلال الـ48 ساعة المقبلة، لتشمل العملية بعد ذلك تركيا ثم فرنسا فدول الخليج والدول الإفريقية، في احترام صارم لتدابير السلامة الصحية.

وأوضح بوريطة، خلال جلسة الأسئلة الشفهية بمجلس المستشارين، أول أمس الثلاثاء، أن اجتماعا للتحضير لعملية إعادة العالقين بإسبانيا خلص إلى أنه سيتم البدء بالعالقين بالجزيرة الخضراء ثم كتالونيا وبعدها منطقة الباسك وباقي المناطق.

جدير بالذكر أن الشريط الساحلي “تامود باي” بين المضيق والفنيدق، هو نفس المكان الذي خضع فيه المغاربة العائدون من سبتة المحتلة للحجر الصحي في الأيام الماضية، فيما تم إخضاع العائدين من الجزائر للحجر الصحي بمدينة السعيدية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *