مجتمع

ساحة جامع الفنا تتنفس الحياة من جديد.. فرحة التجار وخوف من تكرار تجارب سابقة (صور وفيديو)

ينفض الغبار على حقائب جلدية وابتسامة عريضة تزين وجهه، يُقرب عينيه الظاهرتين من فوق كمامته حتى يتأكد من نظافة سلعته التي تراكم عليها الغبار طيلة 3 أشهر منذ إغلاق محلاتهم المتواجدة بجامع الفنا بالعاصمة السياحية مراكش، ساحة الفنون والمواهب المتنوعة، وحاضنة أكبر مطعم متنقل في العالم.

قرار وزارتي الداخلية والصحة برفع الحجر الصحي تدريجا، أعاد لتجار البازارات والمحلات التجارية المختلفة بمراكش بهجتهم التي سلبها المكوث في المنازل طيلة مدة الحجر الصحي، تصافح هنا وهناك بساعد اليد وأحيانا ضرب للقدم مع الأخرى، تعبيرا عن اشتياق لجلسات الضحك وتداول أحوال الحياة اليومية، واحتراما لتدابير الحماية من فيروس كورونا.

فرح بالعمل

“وأخيرا تم افتتاح المحلات بساحة جامع الفنا”، عبارة استهل بها عبد الحق بلخادير تصريحه لجريدة العمق المغربي. وقبل أن يقولها بدأ بتنهيدة أغلقت جفونه برهة من الزمن، وفسحت المجال للتعبير عن حجم الشوق الذي يسكن قلبه، شوق للمحل والتجارة والزبائن والأصدقاء.

يقول عبد الحق، وهو تاجر بقيسارية سوق الجديد المجاورة لمقهى أركانة، “اليوم له طعم وإحساس خاص، أنا أزاول هذه المهنة أزيد من 40 سنة، مررنا بعدة أزمات ولكن لم يسبق لنا أن عشنا ما يشبه جائحة كورونا كوفيد 19”.  

ويضيف بمشاعر فياضة “هناك زملاء لنا في الساحة بمثابة إخواننا، لم نرهم طلية هذه المدة، اليوم ولله الحمد جمع الشمل، في انتظار أن تعود المياه لمجاريها والتجارة لأحوالها”.

مرض الجلوس 

من جهته قال التاجر هشام اكتاض، إن فرحة التجار بفتح محلاتهم بعد هذه المدة لا توصف، وأوضح، “إضافة إلى مرض فيروس كورونا، فقد أصابنا نحن التجار مرض الجلوس، لأننا ألفنا العمل والتجارة في محلاتنا”. 

وأضاف أن المساعدين الذين كانوا يشتغلون معهم في المحلات والبزارات، ولمدة ثلاثة أشهر وهم جالسون دون عمل ولا أي مدخول. لذلك نتمنى أن تفتح المطارات من أجل استقبال السياح الأجانب، والسماح للمواطنين المغاربة في باقي الجهات بالسفر من وإلى المدن التي يرغبون في زيارتها”. يقول هشام.

تجارب مرة

أشار عبد الحق إلى أن نشاط التجار بساحة جامع الفنا يعتمد على السياح بنسبة تفوق 95 بالمائة، متمنيا انتهاء عصر الفيروس على المستوى الوطني والدولي حتى يعود للساحة رواجها وحركيتها المعهودة، ويعوض التجار الثلاثة أشهر التي عانوا فيها الأمرين.

وأضاف بكل عزم “مررنا بأزمات في وقت مضى، وتخلصنا منها؛ فحرب الخليج والضربة الغاشمة الإرهابية التي شهدها مقهى أركانة، تعدان تجارب سوداء في تاريخ التجارة بمراكش، إلا أن جائحة كورونا مختلفة تماما، ورغم أنها ستأخذ وقت أكثر، فإن تكاتف الجهود بين الجميع سيحول دون استمرار الأزمة، فنحن المغاربة لا شيء يقف عائقا أمامنا إذا أردنا أن ننجح”.

كما أورد هشام أنه بعد سنة 1991 وانتهاء حرب الخليج الأولى، اعتمد المغرب على السياحة الداخلية، وكان لها دور كبير في تحقيق الرواج التجاري، لذلك نتمنى أن تنجح كذلك هذه المرة، حتى يعود المهنيين لعملهم كما كانت الأمر سابقا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *