أخبار الساعة، مجتمع

جماعة بني عياط تستجيب لضغط المجتمع المدني وتلغي مشروع مطرح للنفايات

أعلنت جماعة بني عياط التابعة لإقليم أزيلال عن إلغاء مشروع مطرح النفايات الذي كانت تعتزم إحداثه داخل نفوذها الترابي، وفتح نقاش مع الساكنة وفعاليات المجتمع المدني المهتمة من أجل إيجاد حل ناجع وفعال للنفايات بشكل توافقي وتشاركي تراعى فيه مصلحة الجميع.

جاء ذلك في بلاغ أصدرته الجماعة عقب اجتماع ترأسه قائد قيادة بني عياط، صباح أمس الاثنين، وحضره رئيس جماعة بني عياط إبراهيم الحسناوي ونائبه الأول الحسين أبناصر والذي خصص لتسليط الضوء على مشكل مطرح النفايات المنزلية الذي كان المجلس الجماعي لبني عياط يعتزم إنجازه بمنطقة أيت إملول بالجماعة ذاتها.

وقالت الجماعة ضمن بلاغها إن المجلس يجد نفسه بين نارين، فمن جهة هناك ضرورة المحافظة على البيئة وسلامة الساكنة، ومن جهة أخرى ضرورة إيجاد مطرح خاص بالجماعة، مشيرة إلى أنها لا تتوفر على مطرح للنفايات، إذ تعمل على توجيه نفاياتها لأقاليم أخرى منذ 2012 إلى يومنا هذا، وفق تعبير البلاغ.

وأشار المصدر ذاته إلى أن هناك مجموعة من المغالطات والإشاعات تم الترويج لها من قبيل أن المطرح جهوي في حين أن المطرح خاص بجماعة بني عياط، فضلا عن ترويج مبالغ مالية كبيرة تصل إلى الملايير ستخصص لهذا المشروع، مؤكدا على أن ميزانيته لا تتجاوز 2.5 مليون درهم.

وكانت مجموعة من جمعيات المجتمع المدني بني عياط بإقليم أزيلال قد وجهت شكاية تحمل توقيعات 14 حمعية للمسؤولين المحليين والإقليميين تطالبهم فيها بضرورة التدخل لإيقاف تنفيذ مشروع مطرح للنفايات تعتزم الجماعة إحداثة داخل نفوذها الترابي.

وقالت الجمعيات ضمن الوثيقة التي توصلت “العمق” بنسخة منها إن الجماعة تحاول تنزيل هذا المشروع خلال هذه الظروف “مستغلة عجز الساكنة عن الخروج للتعبير عن رفضها بسبب الحجر الصحي الذي فرضته السلطات العمومية لمواجهة جائحة كورونا”.

الهيئات ذاتها أشارت إلى أن مشروع مطرح النفايات بالجماعة سيشكل تهديدا مباشرا على صحة الساكنة وعلى مواردها الطبيعية، مؤكدة على أن الجماعة لا تتوفر على المقومات الأساسية لإنشاء مثل هذه المشاريع.

من جانبه، نفى رئيس جماعة بني عياط ابراهيم الحسناوي في تصريح سابق بجريدة العمق أن يكون هناك استغلال لظرف كورونا، مؤكدا على أن مشروع إحداث مطرح للنفايات بالجماعة ليس وليد اللحظة بل هو نتيجة لمجهودات قام بها المجلس الذي تمكن من الحصول على مبلغ مالي قدر بحوالي مليوني درهم لتمويل هذا المشروع الذي سيعود بالنفع على ساكنة المنطقة.

وعبر المتحدث في تصريح لجريدة “العمق” عن أسفه للجوء الجمعيات إلى “مثل هذه الممارسات التي لا تأخذ بعين الاعتبار مصالح الساكنة، خصوصا أن مطرح النفايات المزمع إحداثه سيحترم كل المعايير المعمول بها لحماية البيئة، مضيفا أن الجماعة من واجبها إيجاد حل لمشكل النفايات، إذ انها تتوصل بشكايات من الجماعات التي تسمح لها بشكل مؤقت بتفريغ نفاياتها”.

وأوضح المتحدث أن جهات “تحاول استغلال فكرة “المطرح” للتسويق لمجموعة من المغالطات وسط الساكنة من قبيل أن المطرح سيستقبل نفايات جماعات أخرى مجاورة وانبعاث روائح كريهة ستضر بصحة المواطنين، وهي معطيات كلها غير صحيحة، مشيرا إلى أن المجلس الجماعي قام بزيارة مجموعة من المطارح على المستوى الوطني والتي تستجيب للشروط الصحية، قبل شروعه في مطرح بني عياط الذي سيشيد بعيدا عن المناطق السكنية”.

وطالب الحسناوي هيئات المجتمع المدني باقتراح بديل لهذا المطرح وعدم الاكتفاء بالمعارضة من أجل المعارضة، مضيفا أنه بعد تجاوز محنة “كورونا” سنكون أمام خيارين إما أن يحدث المطرح أو إعادة الأموال إلى الجهة المانحة وحرمان ساكنة الجماعة من مطرح نفايات صديق للبيئة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *