منتدى العمق

المملكة الشريفة عازمة على التصدي لوباء كورونا

إن المملكة المغربية برزت مكانتها، سواء لدى مواطنيها، أو في المنتظم الدولي. هذا يظهر من خلال قرارات جريئة ذات فعالية عالية، التي تستهدف تحقيق الاستقرار السياسي، الأمني، الاجتماعي والاقتصادي، لكن هذا الجانب من الإنجازات اللامتناهية، تعود بالأساس إلى القيادة الرشيدة للقائد الهمام مولانا أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، الذي منذ توليه عرش أسلافه الميامين، يسهر على مواصلة الإصلاحات والنهوض بشتى المجالات. هذا كله، خدمة لشعبه ورغبة منه في مواكبة ركب الحضارة الحديثة والإزدهار، والتضاهي بالثقافة المغربية الأصيلة أمام مختلف دول المعمور، سواء في إفريقيا، أو العالم.

لكن، إذ ما سلطنا الأضواء على الشق الإنساني لمولانا الإمام دام له النصر والتأييد، سنجد المبادرات الإنسانية، التي كانت حاضرة بقوى، خاصة بعد انتشار كوفيد -19 في المغرب، مما جعل شرائح المجتمع الواسعة تتضرر من هذه الأزمة، لاسيما الإجراءات والتدابير الوقائية والإحترازية، لتجاوز هذا الظرف بأقل الخسائر الممكنة. فهنا، سيفتح السجل الإنساني للملك حفظه الله، بتعليماته السامية؛ أعطى القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية وأركان الحرب العامة أمره السامي، بإرسال بعثات طبية عسكرية وشبه عسكرية إلى مختلف المستشفيات المدنية بالمملكة، لتقديم يد العون والمساعدة للأطقم الطبية، والتخفيف من حدة إنتشار هذا الوباء.

وفي ظل الاوضاع المضطربة، التي تمر منها مملكتنا قام الملك ببادرة ذات وزن ثقيل، ذلك بتبرعه بمبلغ 200 مليار، مساهمة منه في الصندوق الخاص لتدبير وباء كورونا، دعما للنفقات الصحية الإستثنائية، و كذا القطاعات المتضررة من الازمة. هذه الخطوة لها في الحقيقة أكثر من دلالة و أكثر من بعد؛ فالملك، هو أول من بادر إلى وضع ماله الخاص في خدمة الوطن و المواطنين، لتدارك الأزمة ومواجهتها، بالأساليب والإجراءات اللازمة، فبجانب أنه قائد للبلاد، فهو عاهل يرعى المواطنين، بالتدخل السريع على جميع الأصعدة و الأوجه. كل المبادرات، التي قام بها ملكنا و منها، التي ذكرتها من قبل، ماهي إلا حافز قوي، والسر في زرع الحماس في بعض المؤسسات و الشركات الوطنية الهامة، التي سارعت بدورها للإستجاب للنداء الوطني و التفاني أكثر. لهذا كانت فلسفة الملك محمد السادس، هي وقف النزيف أولا، ثم تقوية الجسد المنهك. هذه فلسفة أدت بدورها إلى تكريس المبادئ الإنسانية في صفوف مختلف القيادات، التي تسهر على خدمة هذا الوطن، و جعلت الشعب فخورا بهذا الإنجاز.

كما أنه في إطار حماية للمواطنين، مما يمكن أن يلحق بهم من ضرر، بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، أصدر الملك محمد السادس نصره الله عفوا عن 5654 معتقلا، و ذلك لتكون الحماية شاملة، دون إنقاص فئة أو أخرى، زيادة على ذلك، فالعفو الملكي إستند على معايير إنسانية و موضوعية مضبوطة، تأخد بعين الإعتبار هشاشة السجناء المعفيين ووضعيتهم الصحية، و إخضاعهم للإختبارات الصحية، و لعملية الحجر الصحي في منازلهم كباقي المواطنين، حماية وتأكدا من سلامتهم.

كل هذا يكون رأفة، وأيضا رحمة و مودة من ملك لشعبه وتشبعا بالقيم الإسلامية السمحة، وما تتضمنه من مبادئ التضامن والتآزر، ولاسيما في الصعاب والشداد.

لا ننسى، أن الملك في كل سنة يطلق بادرة قفة رمضان، التي تستفيد منها أكثر من ستمائة ألف أسرة في مختلف ربوع المملكة، والتي تسهر عليها مؤسسة محمد الخامس للتضامن. هذه الإلتفاتة الملكية، التي لطالما سعت جاهدة لبعث بصيص من الأمل على أبناءه، إذ ماصح القول، بأن هذه لقطة إنسانية محظة، يسجلها التاريخ بمداد من ذهب. ليس من الهين أن تضحي الدولة بأكملها بعجلة الإقتصاد، ولو بشكل جزئي من أجل سلامة مواطنيها، فالكل بشتى مكوناته وشرائحه في هذه الظرفية، أبلى البلاء الحسن، مما سيجعل روابط الثقة تزيد وتعزز، ولاسيما روابط البيعة الشريفة.

أكثر ما يمكننا الاعتزاز به، كشعب تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك، هو ما يرمي إليه عاهلنا من مبادرات واقعية، تقوم على العمل وتسمح بتبادل الخبرات و الممارسات الجيدة، لمواجهة التحديات الصحية، الاقتصادية و الاجتماعية، الناجمة عن الفيروس، حيث أثبت الملك، أنه حتى جائحة كورونا لا تتوقف سياسته الإفريقية، وهذا كلام يجدر الإفتخار به، و باعتبار أن جلالة الملك أول رئيس دولة في القارة، يقترح إطلاق مبادرة إفرقية للتصدي لكورونا و مواكبة البلدان الإفريقية في مختلف مراحل تدبيرها للجائحة. كل ما يهدف إليه ملكنا، هو تعزيز التنمية المستدامة القائمة، على التعاون و توطيد العلاقات، والتركيز على الروابط مع إفريقيا، من خلال تخصيص حوالي ثلاثمئة مليون يورو سنويا لدعم التنمية في إفريقيا، فالملك نصره الله يعتنق ديبلوماسية إفريقية فريدة من نوعها، وهذا ما يجعل المغرب يتحول تدريجيا إلى قوة إقليمية حقيقية في إفريقيا.

لذا، فإن المملكة المغربية في أوقات الشدائد والصعاب، كما هي في أوقات الهدوء والرخاء، حكيمة في قراراتها، صائبة في رؤيتها، حازمة في سياساتها، ثاقبة في نظرتها للمستقبل.

وما أزمة كورونا، إلا جزء صغير من ذالك البحر اللامتناهي من العطاء. في هذه الظروف، يزيد الشعب المغربي فخرا وإعتزازا، بالأب الروحي، القدوة والأسوة الحسنة، في تكريس قيم العطاء والنضال المستمرين للأبد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *