سياسة

سياسيون يستعدون لتأسيس حزب رقمي يستهدف العازفين عن الأحزاب والانتخابات

يسارع عدد من الفاعلين السياسيين الخطى لوضع اللمسات الأخيرة على مشروع حزب سياسي يعتمد كليا على الرقمنة، ويروم استقطاب مئات الآلاف من المغاربة العازفين عن الأحزاب والانتخابات والمهتمين بالشأن السياسي.

المشروع السياسي الجديد الذي يتزعمه المرشح سابقا للأمانة العامة لحزب الاصالة والمعاصرة سمير بلفقيه، يسعى إلى تدشين جيل جديد من الأحزاب السياسية.

وكشفت مصادر مطلعة على كواليس وترتيبات المشروع السياسي الجديد لجريدة “العمق”، أن هذا الحزب بمثابة تدشين لمرحلة جديدة ولجيل جديد من القوى الوسيطة في العمل السياسي.

وتابعت مصادر “العمق”، أن هذا “التدشين”، يأخذ بعين الاعتبار التحول المجتمعي الذي تعرفه بلادنا والذي تفرضه إيجابيات وكل مناحي الثورة الرقمية على كل المستويات، حيث أصبح المواطنون قادرون على المساهمة في البناء المشترك للفعل.

وأضافت المصادر ذاتها أن ذلك “الحجر الذي كان يفرضه بعض المنتخبين الحزبيين على الباقي أصبح متجاوزا”، لأنب إمكان المواطنين التصويت على قرار ما بالهاتف قرار ما دون الحاجة إلى اجتماع.

واعتبرت المصادر أن هذه الثورة الرقمية ستنهي الاستعمال المفرط للمال في المشهد السياسي، وستساهم في “الأجرأة الحقيقية للنزاهة والشفافية وتخليق الحياة السياسية، وستساهم في البناء المشترك للفعل من طرف الجميع”، واصفة الحكامة الداخلية للأحزاب اليوم بـ”المترهلة”.

كل هذه الأفكار، حسب مصادر “العمق”، سيتم أجرأتها عن طريق تنظيم حزبي يشتغل بنفس وظيفي أكثر من البعد التنسيقي؛ أي أن أعضاء هيئاته ستكون لهم تخصصات واهتمامات معرفية مختلفة ومتكاملة.

واسترسلت المصادر بأن كل ذلك يتم بالموازاة مع وجود منصات رقمية تفاعلية “تتيح للجميع المشاركة في العمل الحزبي بغض النظر التواجد الجغرافي”.

المشروع الجديد، حسب أحد الساهرين على إعداده، يستهدف ملايين المغاربة العازفين عن الانتخابات والذين لم ينخرطوا في العمل الحزبي، و”ليس الهدف هو استقطاب الكتلة الناخبة للاحزاب الأخرى”.

وأوضح أنه يروم إقناع أولائك الذين يتابعون الشأن السياسي ويكفرون بالعمل الحزبي، مشيرا إلى أن حوالي 14 مليون مغربي يرفضون المشاركة في العملية السياسية بشكلها الحالي، وهاجروا إلى الوسائط الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي.

الأحزاب بشكلها اليوم لم تعد تغري ولن تغري، تضيف مصادر “العمق”، و”أصبحت مشلولة أمام التجاوب مع طموحات المواطنيين”، في المقابل المواطن اليوم أصبح قادرا بهاتفه فقط على التأثير في صناعة القرار.

المشروع الحزبي الجديد الذي تتزعمه مجموعة من الوجوه التي كانت سابقا بحزب الاصالة والمعاصرة، أوضحت مصادر “العمق” أنه لا علاقة لها بالبام “لا من قريب ولا من بعيد”.

وتابعت المصادر أن هذا الحزب ليس انشقاقا عن “الجرار”، بقدر ما هو “قراءة للسياق الحالي ولتحديات المرحلة ، وأخذ بعين الاعتبار لما تفرضة الثورة الرقمية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *