أدب وفنون، مجتمع

المغاربة والكتب.. هل أصلح الحجر الصحي ما أفسدته السنوات؟ (فيديو)

“أقبل التحدي بدعوة من فلان.. سيكون علي أن أنشر أغلفة عشرة كتب أحببتها -واحد في اليوم- بدون تفسير و لا نقد، فقط الأغلفة و سأدعو أصدقائي للمشاركة في التحدي وذلك بغية تشجيع القراءة”، بهذه الكلمات أعلن العشرات من رواد مواقع التواصل الاجتماعي انخراطهم في تحد خلال الحجر الصحي، بهدف المصالحة مع الكتب والمطالعة.

بين التشجيع والرياء

تقول أميمة زرهون أن الحجر الصحي استطاع وبشكل غير متوقع، إعادتها لشغف القراءة، “استطعت مطالعة الكثير الكتب من بينها روايات كنت أجمع عناوينها و أؤجل قراءتها لوقت لاحق”.

وتوضح طالبة الاقتصاد، في تصريح لجريدة العمق المغربي أن العديد من أصدقائها انخرطوا في تحديات عبر مجموعات على فيسبوك وواتساب لتشجيع بعضهم البعض.

أما ياسين رزقي، إطار بنكي، فيؤكد أن فترة الحجر الصحي كانت بالنسبة له مناسبة لمشاهدة العديد من الأفلام السينمائية “الكتب تحتاج مني مزاجا صافيا وفترة الحجر كانت مرهقة نفسيا لذلك اخترت الابتعاد عن القراءة”.

وعن تحديات مواقع التواصل الاجتماعي، يشير ياسين في تصريح لجريدة لعمق المغربي”صحيح أن العديد من المشاركين في هذه التحديات يطالعون العناوين التي يعلنون عنها، لكن الكثير منهم ينشر هذه الصور التي تظهر فيها الكتب مرفوقة بكأس القهوة لكسب شعبية بين متابعيه ليس إلا”.

باحث: التحديات محفزة.. لكنها غير كافية لنشر عدوى القراءة

يرى أيمن اليوسفي، باحث في علم الاجتماع في تصريح لجريدة العمق المغربي أن التحديات المنتشرة في منصات مواقع التواصل الاجتماعي “محفزة للمطالعة وتستطيع أن تجعل العديد من المغاربة، صغارا وكبارا، مصالحة الكتب ،خاصة في فترة الحجر الصحي أو العزل والتي أصبح فيها العديد منا يبحث عن ونيس”.

ويردف اليوسفي: “.. لكن كل هذا يبقى غير كاف لنقل عدوى القراءة ونشرها في المجتمع المغربي بالشكل المطلوب، فالأمر يحتاج إرادة مجتمعية وسياسية لما لا.. فلماذا لم تقترح وزارة التعليم على الأساتذة إنشاء نوادي للقراءة رفقة تلاميذهم ضمن مبادرة الدراسة عن بعد، فكتاب واحد قد يعلم التلميذ مئات الدروس”.

من عين المكان

وأنت تتجول بأروقة مكتبة الألفية بالعاصمة الرباط، لا بد أن تلاحظ أن الاكتظاظ الذي تعرفه بعض الأسواق يغيب عن هذا المكان، وأن المتجولون هنا إما “يتفرجون” على الكتب أو يبحثون عن كتب أكاديمية أو يقتنون بعض الألعاب التي وفرتها المكتبة للأطفال.

ويؤكد المسؤول عن القسم العربي بمكتبة الألفية والتي فتحت أبوابها قبل أسبوع، عبد المنعم العراق في تصريح لجريدة العمق المغربي ” الإقبال ضعيف نسبيا .. الزيارة على استحياء”.

ويضيف : “وسائل التواصل الاجتماعي تساعد أحيانا على إشهار الكتاب، لكن العديد من القراء يتجهون لل pdf”.

ويختم المتحدث حديثه : “أدعو كل القراء، المتخصصون منهم والهواة والأكاديميون والنخبة لزيارة المكتبات وتشجيعها وزرع حب القراءة في الجيل الجديد”.

تصوير ومونتاج: رشيدة أبو مليك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *