مغاربة العالم

أمسية تجمع المساجد والكنائس بأمستردام.. وخطيب مغربي: المؤمن مصدر سلام للآخرين (صور)

احتضن المعهد الإسلامي “دار الهدى” الهولندية، أمسية تواصلية بين المسلمين والمسيحيين بهدف خلق حوار هادف ودائم يؤسس لثقافة التسامح والتعايش السلمي بين الديانتين وباقي الطوائف الأخرى، ولمستقبل أكثر انسجاما واستقرارا وسلاما وازدهاراً وأمنا للأجيال الحالية والقادمة.

اللقاء الذي نُظم أول أمس الثلاثاء، تزامنا مع الموعد المرتقب لفتح دور العبادة بهولندا، عرف حضور عبد الإله العمراني، خطيب ومدير المعهد الإسلامي “دار الهدى” بأمستردام، و”Bert de Ruiter” رئيس الوفد المسيحي المشارك وكبير أساقفة الكنيسة المسيحية بمدينة أمستردام، والذي يشتغل في قسم العلاقات بين الديانة المسيحية والديانة الإسلامية، إلى جانب ممثلين آخرين عن الإسلام والمسيحية.

الخطيب المغربي عبد الإله العمراني، أوضح في كلمة لها الأمسية، أن الهدف الأسمى من هذا اللقاء هو التعارف الذي يفضي إلى التعايش السلمي بين بني الإنسان، كونه من بين السمات الغالبة على تعامل المسلمين منذ البعثة النبوية مع أصحاب الأديان الأخرى في مختلف مجالات التعامل الاجتماعي.

واعتبر العمراني أن التعايش مبدأ من مبادئ الإسلام، فهو قانون إلهي يهدف إلى صون حياة البشرية، وفق ضوابط تقوم على حق احترام الآخرين، واحترام حريتهم ومشاعرهم وإبداء التقدير لهم، دون النظر إلى هويتهم أو ديانتهم أو معتقداتهم.

وأشار إلى أن التعايش السلمي مع الذات ومع الآخرين يشكل قيمة راسخة في النفس الإنسانية عندما تدرك القواسم والقيم المشتركة بين الأديان السماوية، وفق تعبيره.

وطالب المتحدث بالتركيز على التعاون وإشاعة التسامح ومحاربة التعصب وخطاب الكراهية والعنف والتطرف، وكذلك الاستثمار الجيد في قيمة التكافل الاجتماعي الموجودة في صميم عقيدة الإسلام والديانة المسيحية كذلك.

وبخصوص أزمة “كورونا”، قال العمراني إن هذا الوباء الذي حل بالبشرية تسبب في وفاة الآلاف وإصابة الملايين وإغلاق المنشآت والأماكن الحيوية، بما فيها دور العبادة، هو “اختبار من الله للبشرية جمعاء وأنه دعوة مباشرة للتقرب إلى الله بالدعاء وصالح الأعمال”.

وأضاف أن هذا الوباء دعوة من الله إلى “أن يتواضع بعضنا لبعض ونحب للآخرين ما نحب لأنفسنا، ونكره لهم ما نكره لأنفسنا، وأن نتوخى التمسك بالحكمة والرحمة والإنسانية ونقف بجانب الضعفاء والمرضى والمحرومين ولو بالكلمة الطيبة والابتسامة الصادقة”.

وشدد على أن المؤمن ، سواءً كان مسلمًا أو مسيحيا أو غير ذلك، يكون مصدر خير وسلام للآخرين، وهو حينها يتمتع بسلام الله الذي ينعكس على محيطه وأسرته ووجوده ككل، وهذا يترك في القلب فرحا وسرورا وسعادة وسلامًا.

من جانبه، قال “Bert de Ruiter” كبير أساقفة الكنيسة المسيحية بمدينة أمسترم، إن هذه المبادرة تدعم تعزيز خطاب التسامح الثقافي والديني والاجتماعي، وتعد تفعيلا لدور المساجد والكنائس ودور العبادة بصفة عامة.

وأشاد المتحدث بالدور الرائد الذي يقوم به المعهد الإسلامي “دار الهدى” ومديره في هذا الصدد، مبدياً استعداده الكامل والوفد المشارك معه لتعزيز التعاون وتكثيف اللقاءات والاتصالات بغية الوصول لرؤية وأرضية مشتركة للعمل معاً.

واعتبر أن الديانتين الإسلامية والمسيحية تلتقيان في الإيمان بالله الواحد، وأن الدين الحق إنما جاء لخدمة الإنسان في حقه في الحياة الأفضل، ولإشاعة السلام والمحبة والوئام وإعمار الأرض، وأن هناك جملة من القيم الروحية والمبادئ الأخلاقية التي يجب أن يتحلى بها الإنسان والتي هي محل اتفاق بين كل الأديان السماوية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *