سياسة، مجتمع

البرلماني الراضي: الحكومة تعاملت مع ملف العالقين في الخارج بـ “تمييز واحتقار”

إقليم سيدي سليمان

انتقد البرلماني عن الاتحاد الدستوري، ياسين الراضي، تدبير الحكومة لملف المغاربة العالقين بالخارج، قائلا إن حكومة سعد الدين العثماني، تعاملت معهم بـ”تمييز” و”احتقار”، منتقدا قرار إلزامهم بإجراء اختبار كورونا قبل 48 من السفر.

وأوضح البرلماني عن إقليم سيدي سليمان، أن قرار الحكومة بخصوص إمكانية عودة العالقين إلى أرض الوطن، جاء بعد أزيد من أربعة أشهر من الانتظار، “كلها معاناة وألم لآلاف المغاربة الذين ظلوا عالقين بدول عديدة”، معتبرا أن الحكومة لم تكن في مستوى اللحظة المنتظرة التي “كان من الواجب التعامل بها مع المغاربة العالقين خاصة، ومغاربة العالم عامة”.

وأشار الراضي، في تدوينة على حسابه بموقع “فيسبوك” إلى أن رئيس الحكومة سعد الدين العثماني أكد أنه سيتم إجلاء كل المغاربة العالقين بدون استثناء، مستدركا بأن المحصلة كشفت أنها “اقتصرت فقط على إجلاء الثلث، وتركت ثلثي العالقين (28 ألف) يواجهون مصيرهم لوحدهم، بينهم مرضى ومسنون”.

واسترسل بأن الذين تم ترتيب إجراءات عودتهم، تم التعامل معهم “بأفضلية مبالغ فيها، بحيث تكفلت الدولة بكل مصاريف تنقلهم وإقامتهم أثناء الحجر بما في ذلك الأكل”، مضيفا “في المقابل تركت الآن أكثر من 28 ألف مواطن مغربي عالق بدون أي أدنى مساعدة”، معتبرا ذلك “تمييزا واضحا بين المواطنين لا مبرر له”.

وبخصوص إلزام الراغبين في العودة بضرورة إجراء فحص كورونا قبل الصعود إلى الطائرة بـ48 ساعة، اعتبر الراضي أن “هذا شرط تعجيزي غير مفهوم”،  لأن “تكلفة تحاليل كورونا قد تصل إلى 2500 درهم للحالة الواحدة، وهي تكلفة كبيرة بالنظر للمعاناة المادية التي تكبدها المغاربة العالقون منذ أزيد من أربعة أشهر”.

وتابع أنه “شرط غير مفهوم لأنه حتى لو افترضنا أن شخصا أجرى التحاليل المخبرية قبل صعوده إلى الطائرة بيومين، فهل معنى ذلك أنه في منأى عن الإصابة بتلك العدوى أثناء 48 ساعة.. بطبيعة الحال لا! لأننا نعلم أن العدوى يمكن أن تنتقل حتى في آخر ساعة”.

وتساءل الراضي، لماذا لم تأخذ الحكومة بهذا القرار “على الأقل في الشهر الأول من إغلاقها للحدود، حينها كانت على الأقل ستخفف من معاناة المغاربة ماديا ونفسيا، أما وأن نتركهم لأكثر من أربعة أشهر في مواجهة المجهول، ثم نلزمهم “بغرامات مالية” غير مفهومة فهذا معناه أن هناك فشلا ذريعا في التعامل مع ملف المغاربة العالقين خاصة ومغاربة العالم عامة”.

وانتقد البرلماني عن حزب الحصان عدم إشارة بلاغ الحكومة الأخير إلى أن هناك مغاربة عالقون، قائلا إنه “تعامل مع معطى غلق الحدود كما لو أنه لا وجود لأي مشكل، وفي هذا للأسف الشديد، كثير من الاحتقار لمشاعر المغاربة العالقين”.

ودعا إلى إعادة النظر في هذا القرار، من خلال العمل على توفير وحدات للكشف داخل المطارات وفي الموانئ، “على أن تتكلف الحكومة بإجراء التحاليل المخبرية، ويتكلف المغاربة العائدون بتحمل أداء فواتير الطائرة، مع ضرورة التعامل مع الحالات الصعبة بحس تضامني، ومعلوم أن صندوق كورونا تم إحداثه لهذا الغرض”.

ودعا إلى إعادة النظر في التعامل مع مغاربة العالم، موضحا أن “لهم فضل كبير على بلادهم، ومن الواجب رد الجميل لهم، أما أن يظل التعامل معهم كما لو أنهم سلع يقاس بها منطق الربح والخسارة، فهذا بالتأكيد ستكون نتائجه وخيمة للغاية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • تحية
    منذ 4 سنوات

    موقف في المستوى ما لم يكن مزايدة سياسية حقيقة المواطن المغربي لا قيمة له فهو مجرد رقم إحصائي ومصدر للعملة او الضرائب التي تغدي بطون الفاسدين في الحمومة والمناصب السامية