أخبار الساعة، مجتمع

ندوة تفاعلية تناقش “التعليم الجامعي عن بعد” بمراكش

نظم ماستر اللغة والنص الشرعي بكلية اللغة العربية، التابعة لجامعة القاضي عياض بمراكش، أمس الاثنين، ندوة تفاعلية عن بعد، بعنوان: “التعليم الجامعي عن بعد: الآفاق والرهانات”.

وقد افتتحت الندوة بكلمتين افتتاحيتين، توجه في الأولى عميد كلية اللغة العربية بالنيابة أحمد قادم، بالشكر للقائمين على تنظيم هذا النشاط الثقافي، وقدم معطيات ونسبا تجلي مدى انخراط كلية اللغة العربية في عملية التعليم عن بعد، مما بوَّأها مراكز متقدمة في جامعة القاضي عياض.

وأكد المتحدث خلال كلمته على أن الكلية قد تمكنت بفضل مجهودات أطرها من تغطية كل الوحدات المقررة خلال الفصل الدراسي، مستعينة في ذلك بكل الدعامات المتاحة لتمكين الطلبة من الدروس، لافتا إلى أهمية التعليم الحضوري الذي لا يمكن للتعليم عن بعد أن يقع بديلا عنه إلا في حالة الضرورة، وفق تعبيره.

وفي الكلمة الافتتاحية الثانية نوه منسق ماستر اللغة والنص الشرعي محمد الفرجي، بالندوة التقييمية المنبثقة من داخل التجربة، والتي همَّت رصد الإكراهات المحتفة بهذه العملية التعليمية، بغية تشخيصها وتجاوزها فيما يستقبل من التجارب لكسب الرهان.

وأشاد “الفرجي” بمجهودات كل الأساتذة الذين تفاعلوا مع هذا المستجد، وبخاصة في سلك الماستر، لما لهذا السلك من خصوصية تقتضي من الطالب أن يكون منتجا للمعرفة لا متلقيا فحسب، وفق تعبيره.

من جانبه، أكد الكاتب العام لكلية اللغة العربية عمر العميري على نجاح تجربة التعليم عن بعد بكلية اللغة العربية، وواعدا بإجراء دراسة تقنية للإحصائيات التي أفرزتها منصة الكلية، لتتبع مكامن الخلل في ضعف نسب المشاهدة الخاصة ببعض الوحدات، والعمل على تلافيها في حال تكرار التجربة.

وأشار العميري في ختام كلمته إلى أن الكلية تتبنى مشروعا يسعى لتحقيق مجموعة من الأهداف المعينة على التعليم عن بعد.

وخلال مداخلته، ركز ممثل طلبة ماستر اللغة والنص الشرعي الطالب الباحث زكرياء خفيسي على محاور ثلاثة، عرض في أولها إيجابيات التعليم عن بعد، وبسط في ثانيها مجموعة من العراقيل والصعوبات التي واجهت طلبة الماستر خلال هذه التجربة، وقدم في المحور الثالث جملة من الاقتراحات التي قد تخفف من حدة الإكراهات السابقة الذكر، وقد كان منطلقه في هذا استطلاع رأي استهدف طلبة ماستر اللغة والنص الشرعي.

وفي السياق ذاته، كشف رئيس شعبة اللغة العربية وفقهها أنس وكاك في مداخلته خصائص التعليم عن بعد (مجاله، وحدوده، وأهميته، ومزاياه). كما عرض لبعض الإكراهات التي تحول دون تفعيل هذا النمط من التعليم.

وختم المتحدث نفسه مداخلته بذكر شروط كسب رهان التعليم الجامعي عن بعد، لتحقيق الأهداف المنشودة منه.

أما أستاذة اللغة الفرنسية بكلية اللغة العربية فاطمة الزهراء بنخلوق، فقد نوهت في بداية مداخلتها بإدماج كافة الفاعلين في العملية التعليمية؛ من أساتذة وطلبة وإداريين، ثم بسطت الفرق بين التعليم الحضوري والتعليم عن بعد من حيث التنظيم، والزمان، والمكان، والوسائل التواصلية.

وأشارت الأستاذة إلى أن هذه التجربة ليست هي الأولى في جامعة القاضي عياض؛ فقد سبقتها تجارب أخر، أولاها سنة 2008، وقدمت إحصائيات تخص جامعة القاضي عياض عامة، وأخرى خاصة بكلية اللغة العربية، لتخلص في النهاية إلى أن الهدف من هذه التجربة قد تحقق على الإجمال، داعية في الوقت نفسع إلى تزويد الكلية بالوسائل المعينة على التعليم عن بعد.

من جانبها أكدت أستاذة اللغة الإسبانية بكلية اللغة العربية حليمة عدي خلال مداخلتها على ضرورة مراعاة هذه الظرفية، وتعويض الفراغ الذي سببه عدم الحضور من أجل إنجاح هذا النمط من التعليم، ومحاولة تحصيل نتائج أقرب من التعليم الحضوري، من خلال التواصل عبر المنصات، ومتابعة كل طالب على حدة، وإن كان هذا يتطلب مجهودا أكبر، ووقتا أطول بالنسبة للأستاذ، على حد قولها.

ونوهت “عدي” بهذا النوع من التعليم؛ لكونه يمكن الطالب من الاستقلال في التعلم، فهو الذي يقرر ماذا يدرس، ومتى يستفيد من تلك المنصة، وفق ما جاء في مداخلتها.

وكانت المداخلة الأخيرة لأستاذ البلاغة وتحليل الخطاب بكلية اللغة العربية عبد العزيز الحويدق، الذي أكد على أن هذا النمط من التعليم مؤصل له في البيداغوجيا التعليمية منذ القديم؛ فقد أسس له في الميثاق الوطني للتربية والتكوين منذ 2009، كما أسس له في الرؤية الاستراتيجية منذ 2015.

غير أن المؤسسات التعليمية، يضيف المتحدث، لم تتبن هذا النموذج إلا اضطرارا في ظل جائحة كورونا، ولم يكن ذلك اختيارا بيداغوجيا يحقق المقاصد المؤسسة في الوثائق المرجعية السابقة.

وألح “الحويدق” خلال كلمته على ضرورة الاعتناء بتلك النصوص الإصلاحية التي تدعو إلى توفير التجهيزات، والتكوين المستمر للمدرس والطالب، وتوفير التغطية المرتبطة بالأنترنت؛ حتى يسهل تفعيل هذا النمط من التعليم المكمل؛ لأن الطالب لا بد له من الانخراط في مجتمع المعرفة، والتعامل مع مختلف الوسائط، والاستفادة من المكتبات الرقمية وغيرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *