وجهة نظر

طنجة أكبر من أن تنسى …

“هاديك المدينة اللي في الشمال” اسمها طنجة، و العالم كله يعرفها، لموقعها الجغرافي المتميز المطل على البحر الأبيض المتوسط و على المحيط الأطلسي. و يعرفها لعظمة تاريخها المقاوم و الوطني، و يعرفها لثقافة أهلها و عاداتهم الجميلة، و لمكانة علماءها ومبدعيها وكتابها و مفكريها.

للمدينة اسم كتبه التاريخ و لا ينسى بدون شك. و لكن، حتى إذا حصل و نسي، أو لم يذكر في جملة أو في مداخلة كانت بالتأكيد ستصير بليغة أكثر لو تضمنت ذلك الاسم الجميل، تبقى الحقيقة الوحيدة التي يجب أن تطغى على كل نقاش عبثي آخر، هي أنني أنا، ومعي كل المواطنين المغاربة، من الكويرة جنوب المملكة المغربية إلى وجدة في أقصى الشمال الشرقي، وصولا إلى طنجة نفسها، نحبها كثيرا، و نعشق التجول في كورنيشها و في شوارعها و أزقتها و مدينتها العتيقة و أسواقها، و نفرح بزيارتها كلما أتيحت الفرصة لذلك.

و عوض أن يغرق البعض في المزايدات، و نقع جماعة في مستنقع سجالات مليئة بكلمات و تعابير و أوصاف لا تشرف أحدا، بداعي الدفاع عن “مدينتنا”، على الجميع أن يعلموا أن طنجة أكبر من أن يدافع عنها أحد، و طنجة أعرق من أن يستعمل أحد في حديثه عنها لغة رديئة، و طنجة أنقى من أن يترافع عنها أحد باستعمال قول غير رصين أو اللجوء إلى منطق شعبوي.

طنجة لا طاقة لها اليوم بالغوغائية و الغوغائيين. مدينة البوغاز تحتاج في هذه اللحظات، إلى تعبئة طواقم طبية وإلى فضاءات لاستيعاب المصابين بفيروس كورونا، و علاجهم ومواكبتهم. و طنجة تحتاج بقوة إلى دعواتنا لأهلنا هناك، بأن يعافيهم الله من كل سوء، و أن يرد كل مريض سالما إلى أهله. و نحن نحتاج أن تبقى طنجة بوابة بهية لمملكة شامخة، وقلعة للعز و مقاومة الغزاة.

وانتهى الكلام …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *