مجتمع

تقوم بحجامة طبيعية.. دودة حكيمة ببحيرة “شارف” بشفشاون تقاوم الانقراض (فيديو وصور)

عندما يشتد الداء على الانسان يصبح همه البحث عن الدواء في كل مكان.

على بعد مسافة 33 كلم تقريبا من باب برد باقليم شفشاون، تقع بحيرة عجيبة تابعة لجماعة بني رزين يطلق عليها إسم “شارف”.

بحيرة تجمع بين رونق الطبيعة والخدمات العلاجية المجانية، تقدمها دودة العلق التي اتخذت من البحيرة موطنا لها.

 

يَصطفُّ المرضَى القادمونَ من مناطق مختلفةٍ، بجوانبِ البحيرةِ الخضراءِ. غارسين أرجلهم، وأيديَهم في مياهٍ راكدةٍ، في انتظارِ دورهم في العلاجِ.

فرحة بالتصاق العلقة

«هل ألتصقت بك إحدى العلقات»، سؤال يتكرر كل ثانية بين الزوار، وما إن تلتصق الدودة في بعض أطرافهم حتى تعم الفرحة على وجوههم أملا في شفاء قريب.

“السعيد بن زهرة” القادم من مدينة شفشاون، أحد المرضى الذي لم يتقبل قرار الطبيب في قطع إحدى رجليه التي كانت تعاني من تعفنات، يحكي للعمق قصته مع المرض “عانيت كثيرا في التنقل بين مستشفيات الشمال، أبحث عن العلاج لكن من دون جدوى، إلى أن وجدت الشفاء في بحيرة شارف” يقول المتحدث.

ابن زهرة الذي تردد على هذه البحيرة لمدة تزيد عن 20 يوما يتابع حديثه بتفاؤل “57 علقة التي التصقت برجلي اليمنى، كانت كافية في تسكين آلامي”، مردفا بالقول “كان العلاج يكلفني حوالي 600 درهم كل أسبوع في المستشفيات دون الحصول على أي نتيجة”.

نساء على اختلاف أعمارهن قادمات من مناطق مختلفة وجدن في البحيرة متنفسا وشفاء لآلامهن المزمنة، غير مباليات بأشعة الشمس الحارقة فوق رؤوسهن.

الشريفة المفضلة من جماعة أونان بدائرة الجبهة، تزور البحيرة للمرة الثانية رفقة جارتها المريضة هي الأخرى، تقول للعمق مبتسمة وهي تضع ارجلها في البحيرة  “اشكو آلام المفاصل، وقد علقت في ارجلي خمس علقات”.

البحث عن الدم الفاسد

تقوم العلقة بالبحث عن موطن الداء في جسم الإنسان وشفط الدم الفاسد منه، بعد تخدير المكان بأنزيمات تفرزها عند الالتصاق، تاركة جراحا خفيفة وراحة لدى المرضى.

وأثبت المختصون في العلاج البديل على أن العلقة تقوم بحجامة طبيعية صحية، بحيث تفرز عند الإلتصاق لعابا يحتوي على مضادات التجلط، وموسعات الأوعية الدموية ومواد تعمل على تخدير المكان أو التثبت على سطح الجلد.

وتعيش دودة العلق في المياه العذبة الراكدة كالبرك والمستنقعات، كما أن استخدام العلق كعلاج بديل كان معمول به منذ القدم، وقد سجل التاريخ بأن المصريون هم أقدم الشعوب التي كانت تستخدم العلق كعلاج طبي لأمراض عديدة.

ثروة تقاوم الانقراض

شارف هي ملاذ الكثيرين من المرضى الباحثين عن من يسكت آلامهم، ولكن التلوث البيئي الذي يهدد البحيرة قد يحرمهم الإستفادة من منافعها ويعجل بانقراض العلقة الحكيمة.

عبد المجيد فاعل جمعوي وحقوقي بالمنطقة يحمل هم هذه الثروة الطبيعية، ويطالب السلطة المنتخبة بالاهتمام بهذه البحيرة وتوفير حاويات ومرافق صحية، ويوجه نصيحة للزوار في جمع مخلفات التغدية، كما طالب بتشكل لجنة خاصة، مهمتها تقديم إرشادات صحية للزوار مستعملي دودة العلق، مشيدا في السياق ذاته بقرار عامل إقليم شفشاون الذي أعطى أوامره مؤخرا للسطة المحلية بفتح مسلك مؤدي إلى البحيرة بعد أن كان يصعب على السيارات الوصول إليها.

دودة حكيمة

يضع الله حكمته في أضعف خلقه. وحكمة هذه الدودة أنها تعمل على تجديد طاقة الإنسان وتقوم بحجامة طبيعية حيوانية.

وقد أجمع الباحثون في المجال الطبي على أن التدواي بالعلق يساهم في علاج العديد من الأمراض المستعصية كالروماتيزم وآلام المفاصل والصداع النصفي والأمراض الجلدية وغيرها، ولهذا الغرض تقام في العديد من الدول المتقدمة مراكزا طبية تقدم فيها ديدان العلق علاجا بديلا، فهل سيهتم المختصون في المغرب بهذه الدودة الحكيمة، وهل سيلتفت المسؤولين بإقليم شفشاون لهذه الثروة الطبيعية التي تقدم علاجا مجانيا لزوارها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • حسن من تاونات
    منذ 3 سنوات

    رزقان الله باحسن ارض لكن الانسان ليتعامل معهابالخير بل ي يدمرها .