مجتمع

المرضى يعانون.. اعتصام يشل مستشفى ابن طفيل بمراكش شهرا والإدارة تلتزم الصمت

مواطنون عالقون داخل مصعد في مستشفى ابن طفيل في مراكش

يعيش مستشفى ابن طفيل التابع للمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، منذ 30 يوما حالة من الشلل في مجموعة من مصالحه، بسبب إضراب أطر منضوين تحت لواء النقابة الوطنية للصحة العمومية (ف د ش)، في ظل التزام إدارة المستشفى والمركز الجامعي للصمت طيلة هذه المدة.

وعلمت جريدة “العمق” من مصادر موثوقة، أن الإضراب الذي يكمل اليوم الخميس شهرا على بدايته، تسبب في شلل تام في بعض المصالح بالمستشفى بينها أقسام جراحية حساسة، وهو ما تسبب في إلحاق ضرر بالغ بمئات المرضى الذي وجدوا أنفسهم مجبرين على البقاء في لائحة الانتظار إلى حين انتهاء الإضراب وعودة الأطر الصحية المضربة إلى عملهم.

النقابة الوطنية للصحة العمومية المنضوية تحت لواء الفيدرالية الديمقراطية للشغل، ترجع سبب إضرابها إلى رفضها فتح مصلحة خاصة بمرضى “كوفيد19″، داخل مستشفى ابن طفيل بعد اتخاذ إدارة المركز الاستشفائي الجامعي قرارا بإرجاع مستشفى الرازي إلى وظائفه التي كان يقوم بها قبل جائحة “كورونا”، خصوصا وأن الجائحة تسببت في شلل المستشفى المذكور كاملا لمدة 3 أشهر حيث لم يكن يستقبل سوى مرضى “كوفيد19”.

وحاولت جريدة “العمق” مرارا التواصل مع مسؤولي المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش من أجل الحصول على توضيحاتهم حول الوضع الذي يعيشه مستشفى ابن طفيل، غير أن جميع المحاولات لم تلق الاستجابة.

في سياق تتبعها للملف، التقت جريدة “العمق” بمريض نقل إلى مستشفى ابن طفيل من مدينة قلعة السراغنة جراء إصابته بحادثة سير، اضطر للانتظار مدة 20 يوم في مراكش دون تلقيه علاج الكسور التي أًصيب على مستوى الوجه، مما جعله يعود إلى منزله والاكتفاء بانتظار انتهاء الإضراب، فيما أوضح مصدر طبي يتابع الحالة أن العلاج أًصبح يستوجب إعادة كسر عظم الوجه من أجل جعله يشفى بطريقة صحيحة.

النقابة المنظمة للاعتصام والإضراب عن العمل، ترجع استمرارها في التصعيد إلى “استمرار إدارة المركز الاستشفائي الجامعي ووزارة الصحة، في الارتكان إلى الصمت واللامبالاة في تعاطيها مع مطلب بسيط ووحيد يهدف بالدرجة الأولى إلى الحفاظ على صحة وسلامة المواطنين والشغيلة الصحية على السواء”.

وتعتبر حسب ما أوردته في بلاغ لها الأسبوع الماضي أن “المطلب يتجلى في رفض الشغيلة الجمع بين مرضى “كوفيد” و”غير كوفيد” في مؤسسة صحية واحدة تفتقد مقومات الفصل بينهما”.

وفي الوقت الذي ترفض النقابة المذكورة تخصيص المصحة النهارية بمستشفى ابن طفيل بمراكش، لمرضى “كوفيد19″، علمت جريدة “العمق” من مصدر موثوق أن أطر المصحة النهارية كانوا يزاولون مهامهم في مصالح أخرى داخل المستشفى وأن المصحة تبقى فارغة معظم الوقت.

بالمقابل، علمت جريدة “العمق” أن مصالح ولاية جهة مراكش آسفي تتابع الوضع بالمستشفى، وأنها ستدخل على الخط في الأيام القليلة المقبلة، من أجل الحد من “عرقلة المرفق العام”، في الوقت الذي مازالت فيه إدارة المركز الاستشفائي الجامعي لم تتخذ أي إجراء ولم تقدم أي توضيح بخصوص المشكل الذي عمر شهرا كاملا.

جدير بالذكر أن المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، يتخبط في مجموعة من المشاكل المتعلقة بتدبير ملف جائحة “كورونا”، وعلى رأسها غياب التدابير الاحترازية التي توصي بها وزارة الصحة عموم المواطنين، وعدم الفصل بين مسارات مرضى “كوفيد19″ وباقي المرضى، كما تلاحقه اتهامات بعدم تفعيل دور اللجان العلمية الخاصة بتدبير التعاطي مع الجائحة.

ويعيش المستشفى الجامعي المسؤول على استقبال مرضى ما يزيد عن 5 جهات من تراب المملكة، وهو ما يقارب نصف جهات المغرب، مجموعة الاحتقانات مع ممثلي الأطر الصحية، ويعرف وتيرة توصف بـ”المرتفعة” في عدد الاحتجاجات بمختلف مصالحه ومستشفياته، في ظل تنامي الدعوات للوزارة الصحة بالتدخل العاجل للحد من “الفوضى” بالمركز الاستشفائي الجامعي المذكور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *