اقتصاد

دراسة رسمية تقارن منافسة مراكش وأكادير لكبريات المدن المتوسطية السياحية

نشر قسم الدراسات والتنبؤات المالية لوزارة الاقتصاد والمالية، دراسة حديثة مقارنة لـ 10 وجهات سياحية متوسطية، تعتمد على “البيانات الضخمة” المجمعة على شبكة الإنترنت، مبرزا أن هذا النوع من البيانات يساهم في مراقبة النشاط الاقتصادي وفي التنبؤ.

الدراسة التي اطلعت عليها “العمق” تحت عنوان “فرص البيانات الضخمة للتتبع المتقدم للنشاط السياحي في المغرب”، شملت 8000 إقامة في 10 وجهات سياحية متوسطية منها مدينتان مغربيتان، فالإضافة إلى مراكش وأكادير، توجد كل من تونس والقاهرة، وقرطبة وبراغ واشبيلية ورما واسطنبول وأثينا.

وبناء على تقييم ما يقرب من 22 مليون سائح لديهم تجارب حقيقية من حيث الإقامة في هذه الوجهات السياحية العشرة المتوسطية، اتضح أن الفرق بين الشمال والجنوب مازال قائما، إذ حصلت وجهات الاتحاد الأوروبي على أعلى تقييم (أثينا: 9/10، قرطبة وروما 8,9، براغ واشبيلية 8,8،) مقارنة مع المتوسط ​​(8.7/10).

لكن مراكش حصلت على أفضل وجهة مصنفة في مدن الجنوب بـ8.6 في الوقت الذي سجلت اسطنبول 8,3، وتساوت كل من أكادير وتونس والقاهرة ب (7.9/10). وشملت معايير التقييم “خدمة العمال” و”وسائل الراحة”، والتجهيزات، والنظافة وعلاقة الجودة/الثمن، والموقع الجغرافي وخدمة الويفي.

من جهة ثانية خلصت الدراسة التي اعتمدت على تحليل الحجوزات على المبيعات على شبكة الإنترنت (طلبات تمت في فبراير ومارس وأبريل لحجز 6 ليال لشخصين بالغين من 1 إلى 8 غشت 2019) إلى أن متوسط سعر الإقامة في جميع الوجهات لهذه المدة هو 6482 درهما مغربيا.

لكن يتم تسجيل أقل الأسعار في تونس والقاهرة، في حين تسجل مراكش سعر 6499 درهما، وأكادير سعرا أعلى نسبيًا هو 6865 درهما، فيما تميزت براغ بسعر مرتفع، وشهدت روما أكبر انخفاض في الأسعار الترويجية لفترة التحليل، بمتوسط انخفاض قدره 23 ٪ لبعض أماكن الإقامة مقارنة بـ 15 ٪ فقط في براغ.

وأبرزت الدراسة أن الاختلاف في الأسعار يمكن أن يكون بسبب فترة الإقامة التي تتزامن مع شهر غشت، موسم الذروة لبعض مناطق البحر الأبيض المتوسط.

ويبقى العبء الضريبي مرتفعا في روما (591 درهم) ومراكش (494 درهم) بينما هو أقل في إسطنبول (15 درهم)، ويرتبط هذا الفرق بالقدرة التنافسية لأسعار الوجهات بالنظام الضريبي الوطني والمحلي لكل دولة، إذ لا تفرض تركيا ضرائب سياحية للحفاظ على أسعارها في مستوى تنافسي كبير.

وذكرت الدراسة أن عروض مراكش ما تزال تركز على المستوى المتوسط الراقي بنسبة 82 ٪ ، أي أعلى قليلاً من سعته الفعلية (73 ٪، وعلى التوالي : 43 ٪ في 5 نجوم و 33٪ في 4 نجوم). وهو نفس الأمر في اسطنبول.

وبخصوص بعد الإقامة عن مركز المدينة المرتبط بسهولة التنقل، يصل متوسط المسافة إلى 2.3 كم في مراكش التي تقدم عرضا أكثر توازناً في نظر الزوار، وتشكل إحدى نقاط قوتها، في حين أن القاهرة تقدم عروضا بمتوسط 8.7 كم عن المركز، مقابل 624 متر و 595 متر على التوالي بالنسبة لأشبيلية وقرطبة في الأندلس.

وأوضحت الدراسة أن عرض الويب لوجهات البحر الأبيض المتوسط لا يزال متنوعًا، بمعنى أنه يشمل أنواعًا أخرى من أماكن الإقامة (الشقق ، النزل ، دور الضيافة، …). وهذا الأمر يساعد على تحسين أصالة العرض السياحي.

وتشير الدراسة إلى إن العروض غير المصنفة تحظى في الواقع بتقدير أفضل في مراكش وأكادير مقارنة بعروض المؤسسات المصنفة، ومن هنا تأتي أهمية الدور الذي تلعبه مؤسسات الضيافة الصغيرة في جاذبية الوجهتين، منبهة إلى أهمية دعمها من حيث التمويل والتكوين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *