اقتصاد

دراسة: نسبة البطالة بين الشباب تتعدى 27% .. والمقاولات تشتكي غياب الكفاءات

سوق الشغل بالمغرب

خلصت دراسة لقسم الدراسات والتنبؤات المالية بوزارة الاقتصاد والمالية أن عددا كبيرا من الشباب الحاملين للشواهد لا يستطيعون الحصول على وظائف، مبرزة أن نسبة البطالة في صفوفهم تصل إلى 27,4 في المائة، وفي المقابل تعاني العديد من المقاولات في صعوبة في إيجاد كفاءات تناسبها.

وتضيف الدراسة التي اطلعت عليها جريدة “العمق”، وتحمل عنوان “استخدام علوم البيانات لتحسين تشغيل الشباب في المغرب” يوليوز 2020، أن الأمر يعكس الفارق بين التكوين الجامعي وحاجيات سوق الشغل ويطرح مشاكل اجتماعية واقتصادية وسياسية.

الدراسة التي اعتمدت على “علوم البيانات” بتحليل جميع المعطيات الواردة بصفة دورية في عشر مواقع للتشغيل في المغرب، اهتمت بمجالات للتشغيل المرتبطة بتكنولوجيا المعلومات، ومراكز النداء، وقطاع السيارات والأمن السيبراني، على اعتبار أن المجالات الأولى لها أهمية كبرى على مستوى المهن الصاعدة، فيما يعتبر المجال الأخير أكثر تخصصا، وأيضا مهما من أجل تأمين مناخ الأعمال للمستثمرين، حسب تعبير القائمين على الدراسة.

وأظهر تحليل المعطيات أن المشغلين في قطاع تكنولوجيا المعلومات يطلبون أكثر “محللي ومطوري البرامج” و”مدبري الشبكة”، و”مصممي الويب”، في المقابل تطلب مراكز النداء أساسا وكلاء مراكز النداء، ووكلاء الموارد البشرية. أما قطاع السيارات فحاجياته متنوعة بين المهندسين والتقنيين، في حين نجد أن الأمن السيبراني يوظف أساسا “مديري الشبكة” و”مسؤولي الأمن”.

وأكدت الدراسة أن احتياجات سوق العمل من الشواهد والخبرات تختلف حسب القطاع، فمراكز النداء تكتفي بمستوى الباكالوريا والتي توفر فرصة للشباب بهذا المستوى وغير المتوفرين على أية شهادة مهنية، في حين تتطلب تكنولوجيا المعلومات والأمن السيبراني مستوى باك+5 وخبرة متقدمة، أما قطاع السيارات فيطلب في المقام الأول ديبلومات تقنية، ثم في المرتبة الثانية شهادات معاهد المهندسين باك+5.

وأشارت الدراسة إلى أن خبرات المتقدمين لطلبات الشغل لا تلبي كثيرا حاجيات السوق في تكنولوجيات المعلومات، فعلى على سبيل المثال، تعتبر لغات الكمبيوتر الأكثر طلبا هي الجافا، وSQL وجافا سكريبت، وPhP، وبخصوص المهارات المطلوبة، فتعد القدرة على العمل الجماعي والتواصل والتحليل الأكثر طلبا.

ونبهت الدراسة من خلال تحليل معطيات مقدمة على الإنترنت (دون الأخذ بعين الاعتبار القطاع غير المهيكل) إلى التفاوت بين التكوين الجامعي واحتياجات سوق العمل، وهذا يعني أن الجامعات المغربية ليس لديها بالضرورة معلومات لازمة وكافية لتكييف التكوين الجامعي مع سوق العمل، كما أن الشباب يجدون صعوبة في اختيار الدورات التدريبية الملائمة لفرص العمل المناسبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *