مجتمع

صراع مع الزمن وضغط رهيب .. مغاربة يحكون قصصهم مع “صدمة” قرار منع التنقل

هاجر شريد – صحفية متدربة

‏”كان هذا القرار بمثابة صدمة بالنسبة لي، ولحدود ‏‎هذه الساعة لا أعلم كيف للحكومة أن تتخذ هذا القرار بدون سابق إنذار”، بهذه الكلمات عبرت نسرين التي ظلت عالقة أمس الأحد في المحطة الطرقية بالرباط عن سخطها من منع التنقل من وإلى ثمانية مدن ابتداء من منتصف ليلة أمس الأحد.

‏‎تقول المتحدثة في تصريح لجريدة “العمق”، إنها قصدت الرباط من أجل قضاء بعض الأغراض الإدارية غير أنها لم تتوفق في ذلك، حيث طُلب منها أن تأتي صباح الاثنين، فإذا بها تتفاجأ بمنع التنقل من وإلى ثمانية مدن ضمنها مدينتها مراكش، فحملت حقيبتها وتوجهت إلى المحطة الطرقية بسرعة.

‏‎وأضافت قائلة: “لا يمكنني أن أنسى تلك الليلة، ستظل عالقة في ذهني إلى الأبد، كان هناك ازدحام كبير وفوضى عارمة، ناهيك عن الأثمنة المرتفعة والخيالية، كأنهم لا يعلمون أننا نعيش أزمة خانقة”.

وأشارت نسرين إلى أنه ليس هناك أي احترام لقواعد التباعد الاجتماعي، إضافة إلى أن أغلب المسافرين لا يرتدون الكمامات، لأن الكل متوتر ويريد الذهاب قبل حلول منتصف الليل.

‏‎وختمت حديثها بالقول: “نعم إنها ساعة في الجحيم، لأول مرة أشعر بأنني في صراع مع الزمن، أحسست بخوف وتوتر شديد لا يمكنني وصفه، ما فعلته بنا الحكومة لا يمكننا أن ننساه حتى لو أردنا ذلك، فقد عرضت حياة الكثير من المواطنين إلى الخطر”.

ضغط رهيب

‏‎سعيد وهو مواطن من مدينة فاس، ظل عالقا في محطة أولاد زيان ‏‎بالبيضاء، يحكي في حديثه مع “العمق”، أنه عاش ليلة كاملة من الضغط النفسي بسبب قرار وزارتي الداخلية والصحة الذي وصفه بـ”اللامسؤول والارتجالي”.

‏يقول سعيد: “تفاجأنا ‏‎عندما سمعنا الخبر، نزل علينا مثل الصاعقة، لقد كان قرارا صادما بالنسبة للجميع، فعلى الأقل ينبغي منح المواطنين مدة يوم أو يومين وليس ثلاث ساعات فقط”، مضيفا أنه عاش ضغطا نفسيا رهيبا، إذ ترك أبناءه وعائلته في فاس وينبغي أن يلتحق بهم قبل إغلاق المدينة.

‏‎وأشار إلى أن الحكومة قد سبقت وشجعت المغاربة على السياحة الداخلية، ولكنها اليوم تقوم بإغلاق ثمانية مدن فجأة بدون إعطاء فرصة للمواطنين الراغبين في قضاء عيد الأضحى مع عائلتهم الذهاب.

‏‎سعيد اعتبر هو الآخر، شدد على أن “هناك فوضى وعشوائية كبيرة تستوجب من المسؤولين التدخل، فأسعار التذاكر صاروخية لا يستطيع الجميع دفع ثمنها، فكما هو معلوم أننا نعيش أزمة اقتصادية بسبب جائحة كورونا، لذا ينبغي استحضار هذا الأمر جيدا.”

‏‎بلاغ متسرع

‏‎وبخصوص القرار المشترك الذي اتخذته وزارتي الداخلية والصحة بمنع التنقل من وإلى ثمانية مدن، يقول الفاعل الجمعوي عبد العالي الرامي: “نحن لسنا ضد أي قرار منع التنقل بين المدن، لكن كان يجب اتخاذه على الأقل 48 ساعة قبل، وذلك لمنح فرصة للمواطنين الراغبين في السفر لقضاء عيد الأضحى مع ذويهم”.

وأضاف الرامي في حديثه مع “العمق”، أن البلاغ الذي صدر يوم أمس كان متسرعا، ولم يعطي وقتا كافيا للمواطنين من أجل ترتيب أمورهم، حيث شكل خطرا على حياتهم، وتسبب في الكثير من الحوادث، إلى جانب الاكتظاظ الذي شهده طريق السيار.

واعتبر أنه “قبل إصدار أي بلاغ ينبغي أن يكون مدروسا جيدا، بحيث يراعي الآثار التي قد تترتب عنه”، مشيرا إلى أن خطأ مثل هذا قد يهدد في بعض الأحيان كيان المجتمع، وبالتالي يجب أخذ الحيطة والحذر قبل نشر أي بلاغ لكي لا تنتج عنه أضرار وخيمة.

‏‎واعتبر الفاعل الجمعوي المذكور، أنه “رغم كل شيء، الحمد لله، لم تكن هناك أضرار كبيرة لكن ينبغي تجنب هذا الموقف في المناسبات القادمة، ونتمنى أن يمر هذا العيد في ظروف أمنة وفي أجواء تملؤها الفرحة والسرور”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *