وجهة نظر

ثقافة الأزمة..

ثقافة الأزمة هي كل المكتسبات المعرفية، القانونية، التنظيمية، الموضوعاتية المرتبطة بباعث الأزمة وكل مايحيط بها.

فدورها يكون موجها للسلوك وميسرا لاستيعاب القرارات وتحقيق اندماج الأفراد في منظومة الأزمة وتيسير تطبيق سيناريوهات الخروج منها.

وثقافة الازمة هي جزء من الثقافة العامة، ويتم تنميتها قبل وأثناء وبعد الأزمة بالتوعية و التواصل والإعلام والإشراك من خلال استرسال مستمر لكل مايتعلق بالأزمة عبر الصحف، والإذاعات والبرامج التلفزية، ولقاءات مباشرة مع المسؤوليين الرئيسين عن القرارات، وحوارات دورية مع الخبراء في موضوع الأزمة، دون تهويل ودون إهمال.

صحيح ان ازمة كورونا هي فريدة من حيث بعض المعطيات كسرعة الإنتشار، وصعوبة الكشف وغياب اللقاح، وأن القرارت الخاصة بها تتطور حسب الحالة الوبائية، لكن طريقة انتاج القرار وتوقيته ووسائل ابلاغه للمواطنين كلها إجراءات هي من مسؤولية إدارة الأزمة ولها اثر على ثقافة الأزمة.

كما أن نشر بعض المواطنين المصابين بكورونا لفيديوهات تستخف بالمرض وتداعياته الصحية، وكذا إصدار قرارات تخص مرحلة التخفيف تُشجع السياحة الداخلية وتَرفع وثيرة النقل والتنقل أوحى للعديد بانفراج الأزمة، حيث قابله تراخي منظومة الأزمة بأكملها ولاسيما منها الوحدات الاقتصادية و العديد من المواطنين الذين تخلوا كليا عن الكمامة والتباعد الاجتماعي، كل هذه الأمور تساعد على إضعاف ثقافة ازمة كورونا مما يجعل بعض القرارات المباغثة وسط عدد مهم من قرارات التخفيف صادمة.

كورونا مستمرة وإن قل عدد المصابين احيانا مما يستلزم الرفع من وتيرة التواصل والتوعية في اطار تنمية ثقافة الأزمة التي من شأنها اشراك المواطنات والمواطنين في حلحلة الازمة بالالتزام واحترام التدابير الوقائية كما كان الشأن في البداية.

وختاما لابد من أن نُقِر أن كسب رهان ازدواجية المقاربات الصحية والاقتصادية والاجتماعية ليس بالأمر السهل وهو مسؤولية المؤسسات والمواطنين.

وأن تنمية ثقافة الأزمة مسؤولية الجميع، والاستمرار في تَمثُّل قيم التضامن والتعاون واجب الوقت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *