سياسة

الراضي: هكذا أخذت حصتي من ألم سنوات الرصاص

لم يغفل القيادي الاتحادي، عبد الواحد الراضي قصة تعرضه للاعتقال والتعذيب بالمعتقل الشهير درب مولاي الشريف سنة 1963 في سياق ما عرف بمؤامرة الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ضد الملك الراحل الحسن الثاني.

وأبرز الراضي في كتابه الصادر مؤخرا والذي عنونه بـ”المغرب الذي عشته: سيرة حياة”، بتفصيل مراحل نضاله الأولى في صفوف الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، وكيف استدعاه المهدي بنبركة الى اجتماع خاص استعدادا لانتخابات 17 ماي 1963 وخاطبه مباشرة: “انت غادي تترشح فسيدي سليمان”، وسن الراضي آنذاك لا يتجاوز 27 سنة.

وأشار الراضي أنه تمكن من كسب المقعد بعد تأخر اعلان النتائج وتطويق المواطنين لمقر القيادة حيث كاد الوضع ينفجر قبل أن ينقلب بعد اعلان فوزه الى عرس صاخب حمل خلاله الفلاحون البسطاء الشاب البرلماني المنتمي لحزب بن بركة على الأكتاف.

شهرة البرلماني الاتحادي سرعان ما ستجر عليه أولى محن الاعتقال والتعذيب بالمعتقل الشهير “درب مولاي الشريف” الموجود في الحي المحمدي أحد أهم الأحياء الشعبية في الدار البيضاء، حيث أوضح الراضي قائلا: “نزعوا ملابسي وقيدوني بالحبال فوق مقعد خشبي طويل وتركوا رأسي مدلى في الفراغ ثم شرعوا في تعذيبي بوحشية وسؤالهم المكرور على رأسي أين السلاح”.

وحسب القيادي الاتحادي، فلم تكن تلك الأسئلة سوى جزءا صغيرا من سلسلة التحقيقات التي باشرتها الأجهزة الأمنية للجنرال محمد أفقير بخصوص ما بات يسمى في التاريخ السياسي للمغرب بـ”مؤامرة الفقيه البصري” لسنة ،1963 حين اتُهم الاتحاديون بتنظيم مؤامرة لاغتيال الحسن الثاني داخل قصره.

ويسترسل عبد الواحد الراضي في سرد معاناته داخل المعتقل حينما يحكي كيف قضى عيد الأضحى في المعتقل داخل زنزانة بينما كان الجلادون يقهقهون قريبا من المعتقلين وهم يستمعون إلى موسيقى الآلة المنبعث من الراديو…ويردف الراضي “في تلك اللحظة وهناك في ذلك المعتقل سمعت خبر ميلاد ولي العهد آنذاك الأمير سيدي محمد (الملك محمد السادس)”.

وبعد حوالي شهر على اعتقاله وتعذيبه سيطلق سراح الراضي ليصل إلى بيته بالرباط، وهو يؤكد في كتابه : “إلى هذه اللحظة مازلت لا أذكر كيف غادرت الدار البيضاء أو كيف وصلت إلى بيتي في الرباط.هل امتطيت قطارا أم حافلة أم ماذا؟ لا أعرف.إلى الآن…لا أعرف بكل صدق”.