مجتمع

خديجة.. قصة فتاة رفعت التحدي في وجه “الصمم والبكم” وتميزت في الباكالوريا

خديجة غزالي شابة مغربية (18 سنة)، حالة فريدة لتلميذة من ذوي الإعاقة  في النطق والسمع، حصلت على شهادة الباكالوريا هذا العام بميزة مستحسن دون استفادة من النماذج المكيفة، وسط إعجاب من أسرتها وأساتذتها.

تنحدر خديجة من أسرة بسيطة بالعالم القروي، من دوار الرمل جماعة حد احرارة ( 18 كلم عن مدينة آسفي)،  إعاقتها لم تمنعها من تحقيق مبتغاها في الحصول على هذه الشهادة الوطنية التي يحسب لها ألف حساب وتتطلب جهدا وتركيزا مضاعفين لنيلها،  لكنها سعت نحو التميز من أجل أن تضاف إلى إحدى الميزات المشرفة.

بالرغم من أن اسمها لم يكن ضمن لائحة الناجحين في الدورة العادية لباك2020،  لكن عزيمتها كانت أقوى من أن تتراجع عن حلمها لتحصل أعلى الدرجات في الدورة الاستدراكية.

تميز خديجة لا يتوقف عند الدروس التي تأخذها في القسم، بل تشارك في الأندية والمسابقات الثقافية، فهي شغوفة بقراءة الكتب، ودفعها شغفها هذا إلى المشاركة في مسابقة تحدي القراءة العربي، لتصل في السنة قبل الماضية إلى الإقصائيات الوطنية لفئة ذوي الهمم، وتتأهل في نفس يوم نجاحها هذا العام إلى الإقصائيات الجهوية لهذه المسابقة وتطمح اليوم لتمثيل المغرب عالميا فيها، ومتابعة دراستها الجامعية لتحقيق أحلامها التي لا حدود لها.

أبوها رشيد غزالي بحار بسيط، يصفها بـ”الطموحة”، يفتخر بها ويؤكد أنها بالرغم من كونها دخلت المدرسة في سن السابعة،  إلا أنها أظهرت عن ذكاء مميز منذ الصغر، مزجته بطموح جارف. كلما ركب البحر، وجالت في ذهنه قصص البحارة الباحثين عن الجواهر، بذكر أن له هو “جوهرة” في البيت، على حد تعبيره.

في اتصال هانفي مع جريدة “العمق” يقول رشيد، ونبرة صوته تظهر فرحه الشديد، إنه فخور بها، ويضيف على لسانها “إنها سعيدة جدا بهذا الإنجاز،  والذي تريده ليس غاية في حد ذاته،  بل وسيلة نحو تحقيق مزيد من النجاحات”.

خديجة رفقة مدير الثانوية وأستاذ اللغة العربية

أمين بلعطار أحد أساتذة خديجة يقول إنها نجاح خديجة بطعم مختلف،  ويضيف لجريدة العمق “كلما ظهرت نتائج البكالوريا نهاية الموسم الدراسي،  ظهرت معها قصص تفوق ونبوغ لبنات وأبناء هذا الوطن.. لكن قصتنا اليوم مختلفة تماما عن سابقاتها”

ويشير إلى أن خديجة تدرس بثانوية الجاحظ التأهيلية-حد احرارة- بآسفي،  ولدت بإعاقة في النطق والسمع،  لم تمنعها أن تشق مسارها الدراسي طيلة اثنا عشر سنة من التعليم الأساسي بكل مثابرة ونجاح لم تكرر خلالها أي مستوى،  لتتوج هذه السنة بحصولها على شهادة البكالوريا..

ويبرز “ليس هذا فحسب،  فهي تنحدر من أسرة بسيطة تعيش بالعالم القروي وتدرس بالتعليم العمومي إلى جانب بقية التلاميذ،  دون أن تؤثر إعاقتها في طموحها وهدفها،  بل كانت مصرة أن تجتاز امتحانات البكالوريا دون أن تستفيد من النماذج المكيفة الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة..

يروي عن خديجة أنها كانت دوما فتاة طموحة فتجاوزت كل العقبات التي واجهتها،  انطلاقا من عدم قدرتها على سماع الأستاذ أثناء شرح الدرس،  وصولا إلى معاناتها طيلة فترة الحجر الصحي من غياب صديقاتها اللاتي كن يساعدنها في المراجعة،  ما جعلها تخفق في النجاح من الدورة العادية،  لكنها عادت بعزم أقوى لتتمكن من تحصيل الشهادة في الدورة الاستدراكية بميزة لم يستطع كثير من التلاميذ بلوغها.

يختم بلعطار حديثة “هي تبعث لنا رسالة واضحة مفادها من أراد الوصول وصل ولو كان أمامه ألف جبل”.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ 4 سنوات

    ألف مبروك ليك أختي خديجة والله حتى فرحات ليك من قلبي بتوفيق ليك أختي خديجة

  • منذ 4 سنوات

    مشاء الله بالتوفيق ان شاء الله