سياسة

قيادي بالبوليساريو: الجبهة مهددة بمصير “إيتا” الباسكية .. والحكم الذاتي نقطة بداية جيدة

قال الحاج أحمد باركالا، السكرتير الأول لحركة “صحراويون من أجل السلام”، وهو تيار يسعى إلى تحقيق التعددية داخل جبهة البوليساريو، إن الجبهة الانفصالية مهددة بالزوال لأنها لم تستطع الخروج من حالة التقوقع، مضيفا أن سمتها المميزة هي “التعصب السياسي”.

وأضاف باركالا، في حوار مع صحيفة “لابروفينثيا” الاسبانية، إن العيب الرئيسي لجبهة البوليساريو هو عدم قدرتها على التكيف مع العصر الجديد، داعيا قيادة الجبهة لاتخاذ قرارات شجاعة للخروج من “حالة التقوقع اللامتناهية”، مسترسلا “ما لم تقدم على ذلك فستضيع فرصا لن تتكرر، ثم ستواجه نهاية مماثلة لتلك التي انتهت بها إيتا أو المجموعات المسلحة الكولومبية”.

ووصف مقترح الحكم الذاتي بأنه “نقطة بداية جيدة”، مستدركا بأنه ليس محطة نهائية للرحلة، و”سيكون بدون شك هذا الموضوع من أبرز النقاط المطروحة في المؤتمر الأول (لصحراويون من أجل السلام)”.

وأوضح المتحدث أن حركتهم نتاج للأخطاء والغطرسة والروح غير الديمقراطية للقيادة السياسية للكيان الانفصالي، مضيفا أنهم يسعون لإحداث قطيعة مع نموذج الحزب الواحد والمساهمة في الحل السلمي للصراع في الصحراء.

واعتبر القيادي في الجبهة أن المجتمع الدولي والأمم المتحدة خلصا إلى أن مواقف المغرب والبوليساريو لا يمكن التوفيق بينهما، و”ترى حركتنا أنه بين كلا النهجين هناك خيارات وسيطة أو حلول مشرفة يجبرنا المنطق والمسؤولية على البحث عنها”.

ودعا إلى أن تكون البوليساريو عنصر سلام وتوازن بين المغرب والجزائر وليس عنصر خلاف وتوتر بين، معبرا عن تفاؤله من التغيرات التي جرت بالجزائر.

“أعتقد أن الوقت قد حان لظهور أصوات ورؤى مغايرة، أقل مثالية، وأكثر اعتدالاً وواقعية، يضيف باركالا، “إنها ليست المرة الأولى التي يفتح فيها المجال لطريق ثالث في نزاع من هذا النوع، وهو الطريق الذي يقع في المنتصف بين الممكن والمستحيل”.

وانتقد باركالا قيادة البوليساريو قائلا “التعصب السياسي هو السمة المميزة لهوية جبهة البوليساريو. في هذه السنوات الخمسين التي سادت فيها البوليساريو كحزب واحد، لم تتمكن من علاج حساسيتها تجاه الآراء النقدية أو المعارضة. لقد أصبحت أكثر اهتماما بدورها كشرطة تفكير سياسية تراقب الأفراد وتقمع كل مظاهر المعارضة أو التمرد”.

وتابع أنها “لم تستطع ابتكار ميكانيزمات داخلية، ولو ديمقراطية المظهر، لتخفيف الصدمات الداخلية أو علاج الجراح، مثل تلك التي تسبب فيها القمع في السبعينيات والثمانينيات، والذي ذهب ضحيته المئات من الأبرياء”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *