مجتمع

خديجة تحكي لـ”العمق” قصة تحديها للصمم وحصولها على الباكالوريا (فيديو)

حصلت خديجة غزالي وهي من ذوي الإعاقة في النطق والسمع على شهادة الباكالوريا بميزة مستحسن وبدون مساعدة تكميلية. تحكي لجريدة “العمق” كيف واجهت إعاقتها وتحدّت ظروفها لتحصل على هذه الشهادة، مبرزة أن تطمح لتحصل على الماستر وتمارس المهنة التي تحبها.

خديجة التي تنحدر من قرية من حد احرارة ضواحي مدينة آسفي، إلى جانب تفوقها الدراسي، شاركت في مسابقة تحدي القراءة وحصلت على نتائج مبهرة.

بداية

أكدت خديجة (18 سنة ) أنه درست في التعليم الأولي 3سنوات، وكانت معلمتها تحاول بكل جهد تعليمها الحروف والأرقام، بعدها دخلت المدرسة في 7من عمرها، وكان الأمر صعبا في البداية لأنها الوحيدة التي تعاني من هذه الإعاقة، ولم يكن يعرفها أحد ولم يكن لها صديقات، وحتى الكتابة لم تكن تفهمها.

لكن يوما بعد يوم أصبحت تتأقلم مع الأوضاع، لأن كل الأساتذة صاروا يعلمون بحالتها، وأصبحوا يقدمون شرح الدروس بالكتابة وصديقتها تترجم لها الأمور الغامضة، و”بهذه الطريقة وبفضل الله تجاوزت مرحلة السادس ابتدائي والإعدادي ووصلت إلى مرحلة الثانوي، وهنا تعرفت على أساتذة جدد ساندوها حتى خارج القسم منهم الأستاذ أمين بلعطار الذي قادها إلى مراتب متقدمة في مسابقة تحدي القراءة العربي”.

استدراك

أضافت خديجة أنها أكملت مسيرتها الدراسية وحصلت على نتائج جيدة في مرحلة الجدع مشترك وحتى الأولى باكالوريا وذلك بفضل عزيمتها القوية وتخطي كل المشاكل والصعوبات، وإعاقتها لم تقف عائقا في طريقها، وصلت إلى مرحلة الثانية بكالوريا.

في البداية لم يكن هناك أي مشاكل لكن بدخول فيروس كورونا إلى البلاد وفرض الحجر الصحي أصبح الأمر صعبا عليها وشعرت بالإحباط، ومع هذا حاولت إكمال الدروس عن بعد لكن بلا جدوى، حيث لم تستطع اجتياز الباكالوريا في الدورة العادية.

حمدت خديجة الله على أنها تأهلت لتجتاز مرحلة الاستدراكية، حيث لم تعتبر رسوبها فشلا، بل استدراك لما فات، وحصلت على شهادة البكالوريا بميزة مستحسن، وعند تحقيقها لهذه النتيجة شعرت بفرحة لا توصف وإحساس الفخر بداخلها، تقول “إني أفتخر بنفسي”.

صعوبات

واجهت خديجة العديد من المشاكل و الصعوبات أولها إعاقتها، لأن كل زملائها في المدرسة كانوا يتحدثون ويسمعون إلا هي، لذلك وجدت صعوبة في التأقلم وصعوبة في الفهم وبالخصوص اللغات، فكانت تواجه صعوبة كبيرة في فهم اللغات الأجنبية مما أثر على إنجازها كثيرا.

حصلت على الباكالوريا هذه السنة، لكن طموحها هو إكمال مشوارها الدراسي عن طريق الالتحاق بالجامعة شعبة الاقتصاد والحصول على الإجازة و الماستر، لتعمل مديرة بنك أو في ميدان المعاملات المالية.

أما فيما يخص صديقها الغالي، الكتاب، كما تصفه، فهي تعمل جاهدة للوصول إلى مرحلة متقدمة في المسابقة وتتعرف على المزيد والمزيد.

دعم

تابعت خديجة حديثها قائلة إن الكثير من الناس دعموها في مسيرتها الدراسية، أولهم أسرتها التي ساعدتها في تخطي كل الصعوبات، إذ سهرت أمها الليالي من أجل راحتها ولم تشعرها يوما بأنها مختلفة عن البقية، “كانت دائما تقف بجانبها عندما يتنمر علي الأطفال، وتقدم لها النصائح والإرشاد”.

أما أبوها فهو أب وصديق و به كل المواصفات لأنه لم يصرخ في وجهها يوما ولم يقف في طريق أحلامها بل كان سندها ويساعدنها على تحقيق كل ما تريد، يشعرها أبوها أنها أميرة في المنزل، حسبما تحكي لـ”العمق”.

وأضافت أن المدرسة وجميع أطرها وعلى رأسهم الأستاذ أمين بلعطار قدموا لها كل الدعم، هذا الأخير بالنسبة لها ليس أستاذا فحسب يساعدها للحصول على مراتب متقدمة في مسارها الدراسي، بل أكثر من ذلك شجعها على المشاركة في مسابقة تحدي القراءة العربي، وبفضله انفتحت على الكتاب ومعارف جديدة، بل إنه ساعدها خارج المسابقة أيضا، كما أن كل الأساتذة من مرحلة الابتدائي إلى الثانوي دعموها كثيرا، وصديقتها كانت تترجم لها الدروس التي يكتبها الأستاذ، لذا فهي تقدم للجميع كل الشكر.

أمل

تريد خديجة أن تقدم نصيحة، وكل ما تريد قوله للتلاميذ الذين يعانون من الصمم والبكم مثلها، أنه لا داعي للخوف ف”أنتم مثل التلاميذ الذين يتحدثون لا فرق بينكم، فقط يجب أن تتسلحوا بالقوة والعزيمة والصبر المطلق لتحصلوا على مراتب متقدمة”،

أما كلمتها للتلاميذ الذين ينطقون فتقول “واصلوا بكل قوة واستغلوا النعم التي وهبها لكم الله فلا يعرف بحقها سوى فاقدها”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *