مجتمع

حرفيو الصناعة التقليدية بالمدينة العتيقة لمراكش يعانون في صمت وكورونا تفاقم وضعهم (فيديو)

تصوير ومونتاج – محسن رزاق

يعيش حرفيو الصناعة التقليدية بالمدينة العتيقة لمراكش منذ سنوات معاناة حقيقية، نتيجة تدهور حالتهم المعيشية بسبب ضعف الإقبال على منتجاتهم وارتفاع كلفة الإنتاج بغلاء المواد الأولية وندرة اليد العاملة المؤهلة في صفوف مساعديهم. ومنذ مارس الماضي، تفاقمت أوضاعهم وزادتهم سوءا جراء هبوب رياح جائحة كوفيد19 التي ضربت جل مفاصل صناعتهم.

وفي جولة لجريدة “العمق” بالأسواق العتيقة للمدينة حيث يمارس هؤلاء نشاطهم المهني، تظهر جليا معالم الأزمة الحالية، حيث كل المحلات مقفلة إلا قليلا، وعلق على باب الكثير منها فواتير متراكمة للماء والكهرباء، حيث يبدو من ذلك أنها لم تفتح أبوابها لعدة شهور.

وأوضح محمد زكراوي رئيس جمعية النهضة للصناع التقليديين لجريدة “العمق”، إن قطاع الصناعة التقليدية مرتبط بالرواج السياحي الذي توقف قبل خمسة شهور، وهو ما انعكس سلبا على الصناع التقليديين.


وابرز أن ما يميز هؤلاء الحرفيين هو بساطة عيشهم، وكسب لرزق يوما بيوم يدبرون به أمورهم، لكن الجائحة أوقفت نشاطهم وأدخلتهم في دوامة لا يعرفون نهايتها.

من جانب استغرب عبد الصمد أبو البقاء رئيس جمعية التضامن لأسواق السمارين بمراكش استثناء حرفيي الصناعة التقليدية من الدعم الذي حظيت بها مهنيو القطاع السياحي، مشيرا إلى أن “الصناعة التقليدية” حلقة أساسية في ترويج المنتج السياحي، وبالتالي وجب الاعتناء بحرفييها.

وأكد هذا الصانع التقليدي لجريدة “العمق”، أن “السكين وصل العظم” بعد أشهر من “الصبر” على المعاناة، مبرزا أن الدعم الذي كان يتلقاه الحرفيون من طرف أهاليهم ومعارفهم في سبيل التضامن لم يعد ميسرا ، وعددهم تركوا الحرفة ليمتهنوا بيع الخضر بالتقسيط أو الكرموس الهندي.

أما يوسف أصبان الصانع التقليدي بسوق الصباغين، فأبرز لجريدة العمق أن الحرفيين كانوا متضررين كثيرا ولم يكونوا يتوقعون بتاتا أن تأتي الجائحة وتزيد من معاناتهم.

واقترح يوسف أن يتحرك المسؤولون لإنقاذ القطاع وينصتوا إلى الحرفيين لإيجاد حلولا معقولة تساهم في تجاوز الأزمة الحالية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *