سياسة

البوحسيني: إعفاء كوادر الجماعة يشيع الخوف ويذكر بنظام بنعلي

عبرت المناضلة اليسارية لطيفة البوحسيني عن استنكارها لحملة الإعفاءات التي طالت عددا كبيرا من أطر جماعة العدل والإحسان، مشيرة أنه “إذا ثبتت صحة هذه الأخبار حول الاقالة الجماعية لموظفي الدولة من بين المغاربة الذين اختاروا الانتماء لجماعة العدل والإحسان، فلنقرأ السلام على الحد الأدنى من المكتسبات التي تم انتزاعها طيلة سنوات طويلة وكانت كُلفتها مرتفعة جدا”.

وأوضحت البوحسيني في تدوينة على فيسبوك، أن “الأمر تعلق بشخص واحد مسه قرار الإقالة من منصب المسؤولية، لا افترضنا أن المسألة ربما تتعلق بالإخلال بالمسؤولية من طرف هذا الشخص، أما وأن الإقالة تمس أكثر من شخص قاسمهم المشترك هو انتماؤهم لجماعة العدل والإحسان، فلعمري هو أمر لا يصدق”، مبرزة أنه “لا شيء يبرر بل من غير المعقول تقبل مثل هذا السلوك المنطوي على عقلية الانتقام وحرمان هؤلاء المغاربة من تساوي الفرص”.

واعتبرت المناضلة اليسارية والمهتمة بحقوق المرأة أساسا، أن إعفاء كوادر الجماعة من مهامهم الإدارية هو “أسلوب يسعى إلى إشاعة الخوف الذي كنا نعتقد أنه طُوي ضمن المجهود الذي بُذل من أجل طي صفحة ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان”، مضيفة: “يبدو أنها كانت فقط استراحة في انتظار أن تعود حليمة إلى عادتها القديمة”.

وأشارت أن “الإقالات الجماعية التي تمس عددا من أطر جماعة العدل والإحسان، تذكّر بما حصل في عهد الرئيس التونسي غير المأسوف عليه زين العابدين بنعلي”، مشيرة أن “جزء كبير من النخب، بما فيها الليبرالية وتلك التي كانت تنتفض ضد سياسات الحبيب بورقيبة، سكتت بخبث ضد الانتهاكات الجسيمة في عهد بنعلي التي مست طولا وعرضا أعضاء حركة النهضة، بل وجدت في ذلك طريقة للتخلص من “الغول” الإسلامي وبدا واضحا أنها مرتاحة للقبضة الأمنية الموجهة ضد تيار أصبح له تواجد قوي في المجتمع”.

وأبرزت أن تلك النخب لم تعِ أن “الدور سيأتي عليها فيما بعد، ولم تستوعب أن نظاما أمنيا مثل نظام بنعلي لن يترك أي مجال دون الانقضاض عليه، وهكذا استطاع بنعلي إقامة نظام مافيات يتحكم في شرايين الاقتصاد التونسي وأصبحت التنمية الموعودة في خبر كان. تلك التنمية التي بررت لبنعلي كل تلك الانتهاكات والخروقات الجسيمة لحقوق الإنسان وبررت إرجاء الديمقراطية، فوجد الشعب التونسي نفسه مخنوق الانفاس دون أن تتحقق تلك التنمية الموعودة، والبقية نعرفها بعد أن أضرم البوعزيزي النار على جسده”.

واختتمت حديثها بالقول: “حذاري من عمى البصر، حذاري من عمى البصيرة، لا للصمت على الانتهاكات والخروقات، لا للصمت على المنكر”.