وجهة نظر

أي تصور لانطلاق الموسم الدراسي 2020/2021 في ظل التزايد المهول لأعداد المصابين بورونا

أيام قليلة جدا تفصلنا عن انطلاق الموسم الدراسي الجديد 2020/ 2021 في الوقت الذي صار فيه عدّاد الإصابة بفيروس كورونا في بلادنا يسير في خط تصاعدي لم ينزل منذ الفترة ما بعد عيد الأضحى عن الألف حالة إصابة في اليوم، وفي بعض الأحيان يقترب من الألفي إصابة في اليوم الواحد، وعديد من المدن المغربية التي كانت قد أعلنت منذ فترة الحجر الصحي، وحتى بعد الدخول في مرحلة تخفيفه، جهات ومدنا خالية من الفيروس لمدة زادت عن الشهرين، صارت الآن جهات ومدنا انتشر فيها الفيروس بشكل خطير و غير متحكم فيه، هذا بعد أن كنا في معركتنا ضد هذا الوباء خلال الثلاثة أشهر الأولى من ظهوره في بلادنا قريبين جدا من الوصول إلى الحالة الصفر، كما أن الحالات المصابة التي كانت تتابع رحلة علاجها تم الإعلان، و لأيام متتالية، عن أعداد مرتفعة من المتعافين منهم بشكل تجاوز الخمسمائة حالة شفاء في اليوم، ما دفع المغاربة جميعهم إلى الاستبشار خيرا من الاقتراب من القضاء التام على هذا الفيروس وإعلان البلاد دولة خالية منه لولا الخطأ القاتل الذي كلف الدولة والشعب معا غاليا بعد السماح بالاحتفال بعيد الأضحى وفتح الحدود بين الجهات والمدن من أجل التنقل ليسير بعدها عداد الإصابات بالفيروس في تصاعد مهول وخطير جدا؛ فصارت جل المدن المغربية مدنا ينتشر فيها الفيروس بشكل يصعب التحكم فيه، كما صارت المستشفيات والأطقم الطبية والصحية منهكة من كثرة الأعداد المتوافدة عليها بشكل يومي إلى درجة أنه في ظل الاكتظاظ الذي باتت تعرفه المستشفيات الخاصة بعلاج المصابين بكوفيد 19 يسمح لهم بالمكوث في منازلهم وتلقي العلاج من داخل بيوتهم .

في ظل هذا الوضع الكارثي، وفي ظل أرقام الإصابة المتزايدة بشكل يومي، هل للحكومة المغربية ولوزارة التربية الوطنية تصور واضح وخطة/ أو خطط استراتيجية واضحة لالتحاق الأطر الإدارية والتربوية والتلاميذ بمؤسساتهم وأقسامهم، خاصة بعد موسم دراسي معطوب طبعته الارتجالية والاضطراب في اتخاذ القرارات، وأبانت الخطط التي اقترحتها الوزارة من خلال نهج سياسة التعليم عن بعد عن فشلها، والدليل الخروج بقرار اعتماد تقويم التلاميذ بناء على الدروس الحضورية وضرب كل الجهود التي تم بذلها في هذا الإطار عرض الحائط من خلال تقييم التلاميذ بناء على ما تم تحصيله من نتائج المراقبة المستمرة خلال الأسدوس الأول وإجراء الامتحان الوطني الخاص بالباكالوريا بناء على ما تم إنجازه من دروس حضورية دون إعارة أي اعتبار لكل تلك الجهود التي تم بذلها من طرف الأطر التربوية مع تلاميذهم من خلال عملية التعليم عن بعد تلك .

وها هي ذي أيام قليلة تفصلنا عن تاريخ توقيع الأطر الإدارية والتربوية لمحاضر الدخول المدرسي وفق ما أعلنته وزارة التربية الوطنية، ثم بعدها مباشرة إجراء تلاميذ الأولى باكالوريا للامتحانات الجهوية الموحدة في غياب تصور واضح الآن للطريقة التي سيتم بها هذا الاجراء من عدمه مع تزايد أعداد المصابين بكورونا بشكل خطير وكارثي.

فهل ستخرج الحكومة المغربية والوزارة الوصية على قطاع التربية والتعليم خلال هذه الأيام القليلة جدا بقرارات حاسمة وواضحة ومدروسة بشكل علمي وواقعي بعيد عن أي ارتجالية أو اضطراب، وإعطاء تصور للدخول المدرسي القادم وفق خطة واضحة تضمن انطلاقه وسيره ونجاحه في ظل الوضعية الخطيرة الآن من تفشي هذا الوباء التي صرنا نعرفها خلال هذه الأيام ؟ وكيف سنضمن نجاح هذا الموسم ومعظم التلاميذ لم يتلقوا الدروس المقررة الخاصة بالأسدوس الثاني للموسم الدراسي الماضي والتي تعد منطلقا أساسا يتم الارتكاز عليه في مقررات الموسم الدراسي الموالي؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *