وجهة نظر

خطاب الملك.. خطاب الحقيقة إتجاه الوباء

إتخدت الحكومة مجموعة من الإجراءات إتجاه إكتساح وباء كورونا بالمغرب وعبرت عنه بالتحدي الغير المسبوق إقليميا ودوليا الذي سيرفعه إتجاه فيروس كورونا من جهة وكذا توسيع منسوب المسؤولية المنوطة بالحكومة في حماية المواطن من جهة أخرى .

فالمغرب سجل تظامن مستوحى من قيم التاريخ والحضارة التي تربط أواصر العلاقة بين الحاكم والمحكوم لتسجيل تميز مغربي ذي خصوصية تقاوم كل مكروه جائحة تصيب الكيان المغربي.هذا ما تبين عندما أطلق جلالة الملك إنشاء صندوق لمجابهة فيروس كورونا ضخت فيه أموال غطت الحاجة الإقتصادية للدين فقدو معيشهم اليومي وكذا حاجة المقاولة والمؤسسات العمومية المعهود لها مهمة التطبيب.الأمر الذي الذي أبان عنه الشعب المغربي بكل مكوناته الأشخاص الطبيعيين أو الإعتباريين عن معدنه الطيب في المبادرة وترسيخ قيم التظامن والتآزر.

إلا أنه أمام تزايد عناد هذا الفيروس التاجي عبر العالم، والمغرب الذي لا يعيش بمعزل عن تداعياته ،وكذا أمام إستمرار أعداد المصابيين إلى عشرة ألأضعاف المسجلين أتناء فترة الحجر الصحي التي إتخدتها السلطات العمومية ،جاء الخطاب الملكي ليوم 20غشت 2020 ليشخص وضعنا إتجاه وباء كورونا المستجد ومكاشفة الحقيقة التي تسمو على نزعة العتاب والمؤاخدة .
إدن ماهي مرتكزات الخطاب الملكي؟

أولا : إستحضار رمزية تورة الملك والشعب في مجابهة الفيروس.

وعيا من كل أمة بأهمية الرمز في بناء الشعور الوطني وإنسجامه مع كل القوى الفاعلة لإدكاء المجابهة كيف ما كانت سواء إيديولوجية مذهبية ،إقتصادية،تقافية تستحضر تكامل بين الحاكم والمحكوم ليجسد بنية متكاملة قادرة على تحقيق الميتاق المتواعد علية .
هذا ما إفتتح به جلالة الملك خطابه الموجه للشعب المغربي بمناسبة الذكرى السابعة والستون لتورة الملك والشعب التي شكلت ميثاق بين العرش والشعب لدحض ودحر كل مخططات الإستعمار أنداك سنة 1953 ،مبرزا تماسك كل من السلطان محمد الخامس ورفيقه في البناء الملك الحسن التاني طيب الله ثراهما مع كل مكونات الحركة الوطنية التي نسجت وسطرت برنامج للمجابهة قوامه الدفاع عن الوطن ومصالحه ،الذي يتغدى من قيم التضامن والتضحية التي منحت المغرب إستقلاله وحريته .
هاته القيم التي تعاهد عليها أجدادنا هي نفس القيم الواجب إستحضارها في هاته المرحلة التي يمر منها المغرب ومواكبة عناد فيروس كورونا حيت أكد جلالة الملك على أن ”
تاريخ المغرب حافل بهذه المواقف و الأحداث الخالدة، التي تشهد على التلاحم القوي بين العرش والشعب، في مواجهة الصعاب.وهي نفس القيم و المبادئ، و نفس الالتزام و التعبئة الجماعية، التي أبان عنها المغاربة اليوم، خاصة في المرحلة الأولى من مواجهة وباء كوفيد 19″.

ثانيا : الخروج من الحجر الصحي ليس هو الخروج من الوباء .

إتخد المغرب مجموعة من الإجراءات الإحترازية والوقائية جنبته تسجيل أعداد المصابين بوباء كورونا حتى سرنا متالا يحتدى بنا على المستوى الإقليمي والدولي سواء على مستوى حالات الإصابة أو الوفيات وأبان المغاربة على حس وطني عال في الصبر والتظامن.
إلا أن هاته المكتسبات ما تبخرت بمجرد رفع الحجر الصحي من قبل الحكومة تبين في مقام أول مدى الإستهتار بعض المواطنيين إتجاه الإجراءات والتشكيك حتى في كينونة هذا الوباء الأمر الذي يعقد مجهود المواطنيين الملتزمين بالإجراءات الإحترازية من جهة ومجهود السلطات العمومية التي قدمت ما لديها يضيف الخطاب ” أن نسبة كبيرة من الناس لا يحترمون التدابير الصحية الوقائية، التي اتخذتها السلطات العمومية: كاستعمال الكمامات، و احترام التباعد الاجتماعي، و استعمال وسائل النظافة و التعقيم،كما أن الدولة قامت بدعم ثمن الكمامات، و شجعت تصنيعها بالمغرب، لتكون في متناول الجميع”.
مؤكدا جلالته على أن الدولة سجلت وبكل مسؤولية واجب الحماية والحرص من هذا الوباء المنوط بها دستوريا وقانونا وبشكل ملموس ،إلا أنه تبقى المسؤولية الجسيمة ملقاة على مدى التطبيق الفعلي لوسائل الحماية من تباعد إجتماعي والقيام بكافة الحماية الضرورية ،معتبرا أن المخل بها لا يقل درجة عن اللاوطنية لأن “الوطنية تقتضي أولا، الحرص على صحة وسلامة الآخرين؛ ولأن التضامن لا يعني الدعم المادي فقط، وإنما هو قبل كل شيء، الالتزام بعدم نشر العدوى بين الناس”.

ثالتا: خطاب الملك خطاب الحقيقة.

في خطابه اليوم للشعب المغربي20 غشت 2020بمناسبة تخليد الأمة المغربية تورة الملك والشعب ،أكد جلالة الملك على أننا لم نتغلب على الوباء بعد،بل لازالت بلادنا في صراع مع هذا الفيروس التاجي العنيد ،حيت وضع الرأي العام الوطني على حقيقة وضعيتنا إتجاه الوباء حيت أنه إذا استمرت هذه الأعداد في الارتفاع، فإن اللجنة العلمية المختصة بوباء كوفيد 19، قد توصي بإعادة الحجر الصحي، بل وزيادة تشديده.

فيما أكد جلالته ” إذا دعت الضرورة لاتخاذ هذا القرار الصعب، لاقدر الله، فإن انعكاساته ستكون قاسية على حياة المواطنين، وعلى الأوضاع الاقتصادية والاجتما عية.” فبدون الالتزام الصارم و المسؤول بالتدابير الصحية، سيرتفع عدد المصابين و الوفيات، و ستصبح المستشفيات غير قادرة على تحمل هذا الوباء، مهما كانت جهود السلطات العمومية، وقطاع الصحة.و بدون سلوك وطني مثالي و مسؤول، من طرف الجميع، لا يمكن الخروج من هذا الوضع، و لا رفع تحدي محاربة هذا الوباءيضيف جلالة الملك.حريصا على أن هذا الخطاب ليس عتابا أو مؤاخدة ” إن خطابي لك اليو م، لا يعني المؤاخذة أو العتاب؛ و إنما هي طريقة مباشرة، للتعبير لك عن تخوفي، من استمرار ارتفاع عدد الإصابات والوفيات، لا قدر الله”.

معتبرا جلالته أن هذا السلوك يسير ضد جهود الدولة، والإرادة العامة في تجاوز محنة وباء كوفيد19.ويصبح المخل بوسائل الحماية في خانة معرقل تجاوز المحنة التي تقدف به في خانة الهالكيين أو اللاوطنين.

إن خطاب جلالة الملك يسمو من أن يكون عتابا أو مؤاخدة ،بقدر ما دق ناقوس خطر إتجاه وضعيتنا مع الوباء ومن منطلق المسؤولية المنوطة بجلالته إتجاه المواطنين في الحماية والرعاية التي شكلت فيما مضى تلاحم بين العرش والشعب لرفض كل مخططات الإستعمار وضحده.

فبوادر النجاة أو بالأحرى التخفيف من منسوب الإصابة تبقى على مسؤولية المواطن بصفة عامة والمخل بالإلتزام بصفة خاصة.هاته المسؤولية التي ما فتىء المغاربة يؤكدون عبر محطات عديدة أنهم قادرين على التجاوز ولنا في الأوبئة السابقة عبرة شكلت محطة وتوق وتقة بين الملك والشعب كما أكد عاهل البلاد”و إني واثق بأن المغاربة، يستطيعون رفع هذا التحدي، و السير على نهج أجدادهم، في الالتزام بروح الوطنية الحقة، وبواجبات المواطنة الإيجابية، لما فيه خير شعبنا وبلادنا.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *