وجهة نظر

مأساة المحمدية مع مصباح سعد الدين

 حكايات سكان دائرة المحمدية بجماعاتها الترابية الخمسة مع مصباح سعد الدين العثماني. أضحت إلى حد قريب تشبه الحكايات الخرافية لمصباح علاء الدين السحري وما حققه المارد من ثراء ورفاهية وسعادة لصاحبه.  لم يكن يوما يحلم بها.

بفضل المصباح السحري الذي عثر عليه داخل مغارة للكنوز، تمكن الشاب علاء الدين من نيل ثقة و رضا السلطان. والاقتران بابنته. وأضحى الرجل الثاني في مملكته الأسطورية. وبفضل مصباح حزب العدالة والتنمية والمارد الذي أقنع فئة عريضة من ناخبي سكان عمالة المحمدية، تمكن سعد الدين العثماني من الظفر بمنصبين مهمين داخل الحكومة المغربية. بعد أن منحه الناخبون الفضاليون أصواتهم في ولايتين انتخابيتين تشريعيتين. ومكنوه من مقعدين متتالين داخل مجلس النواب. حيث مهد له المقعد البرلماني الأول الفوز بمنصب وزير للخارجية والتعاون. لكنه فشل في تدبير شؤون المنصب فتم إعفاءه. وارتقى به المقعد البرلماني الثاني إلى منصب رئيس الحكومة. الرجل الثاني  في المملكة المغربية.

الفرق بين علاء الدين وسعد الدين. أن الأول ارتقى بمملكة السلطان، وخير الجني مارد مصباحه السحري، بين الحرية والبقاء في خدمته. فاختار المكوث إلى جانبه وخدمته. مشيدا بصدقه وحسن أخلاقه. فعاش علاء الدين وزوجته وأمه في ثراء وسعادة. ومكنه مارد المصباح من خدمة مصالح المملكة وإسعاد شعبها. لكن ماذا حقق مصباح سعد الدين ومارده  لشعب عمالة المحمدية الذي قلده منصب رئيس الحكومة. ومكن حزبه من قيادة المجلس الجماعي لمدينة الزهور. وماذا حقق للمملكة التي بات الرجل الثاني فيها؟..

لن أتحدث هنا عن أداءه الحكومي. ولكنني سأكتفي بتشريح واقع مؤلم. تسبب فيه الرواد  المحليين لحزب المصباح. ومارده الإنسي الناكر للجميل..

العثماني لم يبادر طيلة الولايتين التشريعيتين إلى عقد لقاءات تواصلية مفتوحة مع السكان بقلب المحمدية والجماعات الترابية التابعة لعمالتها، وهو الذي جال راجلا أحياء وأسواق وأزقة وشوارع تراب العمالة إبان الحملات الانتخابية. وجالس عامة الناس، وأكل معهم الإسفنج بمقاهي الأسواق، وحلق رأسه عند حلاق شعبي بحي القصبة، .. وأبان عن ممارسات، أظهرته حينها بصفة الإنسان الشعبي المتواضع والخدوم.

العثماني ليس في حاجة إلى من يعطيه تشخيصا لواقع التنمية بتراب عمالة المحمدية. وما يحتاجه سكانها. لأن المفروض أن يكون على علم بها. باعتبار أنه خاض مرتين الانتخابات التشريعية. والمفروض أن يكون لديه برنامجا للتنمية المحلية مبني على تشريح دقيق. لكن ولسوء حظ الفضاليين. أن يدير العثماني ظهره لهم. وأن تغلق  شركة سامير لتكرير البترول. أكبر شركة مشغلة ومساهمة في تدوير الحركة الاقتصادية والاجتماعية محليا ووطنيا. وتلقي بمئات الفضاليين إلى البطالة والفقر. وكان من المفروض أن يتم الاهتمام بالعمال والمستخدمين الذي ذهبوا ضحية  فساد وكساد مسؤولي الشركة المتسببين في إغلاقها. وكان على العثماني أن يبادر إلى إيجاد حلول لدعم هؤلاء الضحايا وعدم انتظار تسوية مشاكل الشركة. لأن إغلاق الشركة يمكن تصنيفه داخل خانة الكوارث التي حلت بالمدينة والوطن. وعلى رئيس الحكومة أن يعوض الضحايا لا أن يربط مصيرهم بمصير الشركة.

ليس العثماني وحده من خيب ظن سكان المحمدية وأحبطهم. فقد كتب عليهم أن يعيشوا المآسي مع  رواد المصباح، الذين قلدوهم تدبير شؤونهم المحلية داخل المدينة.

فمباشرة بعد انتخاب مجلس جماعة المحمدية، ومكتبه المسير الذي كان على رأسه حسن عنترة عن حزب العدالة والتنمية. اندلعت الصراعات الداخلية في صفوف أعضاء ومنخرطي الحزب بتراب عمالة المحمدية. لتنتهي بحل المكتب الإقليمي للحزب، وطرد مجموعة ممن يعارضون أفكار ورؤى نافذي الحزب جهويا. بعدها مباشرة يتم الانقلاب داخل فريق الحزب بالمجلس الجماعي وبدعم جهوي ومركزي على رئيس المجلس الذي كان يسير عكس تيار الكولسة والمصالح الشخصية. وبدل من الرئيس عنترة ابن الحزب، تم انتخاب إيمان صبير  كاتبة مقر الحزب المحلي. وتبدأ مهامها بدون عمليات تبادل السلط بينها وبين الرئيس المقال. وتدخل ملفات ومشاريع المدينة ثلاجات الانتظار. ويزداد وضع التسيير والتدبير غموضا. بعدما رفع محمد العطواني رئيس مجلس عمالة المحمدية. دعوى قضائية للطعن في عملية انتخاب صبير. مؤكدا باسم حزبه التجمع الوطني للأحرار، انه تم الاعتداء عليه وحرمانه من حقه في الترشح لمنصب الرئاسة، بعد منعه من دخول قاعة البلدية، التي عرفت انتخاب الرئيسة. وهي الدعوى القضائية التي لازالت رائجة بالمحاكم. ومن المنتظر أن تفرز جديدا لها يوم العاشر من شتنبر 2020.  مما يزيد من غموض مستقبل المدينة. ويعطل نموها…

مسلسل العبث بمصالح سكان المحمدية، امتد حتى خلال الإعداد للاحتفاء بعيد الأضحى. بعد أن دخلت رئيسة المجلس الجماعي في صراع مع هشام العلوي عامل المحمدية حول من ينظم (رحبة الغنم). تلك (الرحبة) التي بصمت على أن قوانين حمو رابي لازالت سارية. وأن الصراعات الواهية والمجانية بين مسؤولي السلطة المحلية والإقليمية ومنتخبي المصباح لازالت تسكن بعض العقليات وتدفعهم إلى ارتكاب الحماقات والسخافات من أجل (أفعال أو ردود أفعال)، انتقامية أو استفزازية أو تضييقية. بدون أدنى احترام لمهامهم ولا لانتظارات المواطنين. سلوكات تسدل ستائرها على كل ما يمكنه أن ينمي المدينة والإقليم وينصف السكان الغارقين في وحل التلوث والبطالة والتدبير العشوائي للشأن المحلي.

نظمت (رحبة الغنم)، بعيدا عن المساطر القانونية. وتم استخلاص أموال طائلة بدون وجه حق وبلا وصولات ولا عقد مبرم.. واقتحمت رئيسة المجلس (الرحبة) في عملية استعراضية، لتسوق انتقادها لعملية التنظيم. وخرجت من الرحبة لتسوق أنها تعرضت للعنف الجسدي. وتحال على مصحة خاصة.  رغم أن كاميرات (اللايف) ظلت ملتصقة بها. ولم تظهر أي عنف جسدي. ولحد كتابة هذه السطور. لم تبادر الرئيسة المفترض أنها معنفة جسديا إلى تقديم شكاية في الموضوع لدى النيابة العامة. ولم تبرز  للعموم أية شهادة طبية، تفيد مدة العجز ونوعية الإصابة. علما أن عامل المحمدية قام باستفسارها بعد يومين من ادعاءها التعرض للعنف الجسدي. بسبب عدم حضورها لحفل الإنصات لخطاب العرش. كما لم تكلف أي من نوابها الثمانية للحضور بدلا منها…

شتان بين مصباح علاء الدين السحري الذي أضاء مملكة السلطان، ومصباح سعد الدين المفترض أنه حقيقي والذي تسبب في ظلمة مدينة تمتلك كل مؤهلات التنمية…

 

 

      

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *