أدب وفنون

«لعنة الفراعنة».. لغز عاشقي الحضارة المصرية

«لعنة الفراعنة».. لغز رسخ في أذهان عاشقي الحضارة المصرية والباحثين والمنتظرين لانبعاث الأسرار المرتبطة بالكهنة والفراعنة القدامى من العالم الآخر، فكان الناس قديما يخافون دخول الأهرامات أو الاقتراب من أبو الهول؛ خوفا من الغموض الذي يكتنف حوادث الموت والهلاك والتي يشاع أنها أدت لوفاة عدد كبير ممن تجرأوا على فتح مقابر الفراعنة.

قد تكون «السموم» التى يبقى تأثيرها آلاف السنين هى التفسير الأقرب للعنة، حيث بدأ الملك مينا زراعة النباتات السامة فى مصر عام 3000 قبل الميلاد، وسجل تأثيرها حور محب، آخر ملوك الأسرة 18، الذي طمس وحطم كل آثار من سبقوه إلا القبور؛ خوفا من سمومها وما تركه فيها السحرة، ولذلك بقى قبر الملك توت.

نجحت الملكة كليوباترا في مزج أنواع مختلفة من السموم وجربتها على العبيد فماتوا، وعندما عاش البعض، أجرت تجارب أخرى كثيرة؛ حتى تتأكد أن سمومها تقتل، فبعض أنواع البكتريا فى قبور الفراعنة، يبقى تأثيرها قرونا عندما تتعفن الزيوت والأطعمة والصمغ مع الجسد ويتحلل، وثبت من تشريح المومياوات وجود خلايا بكتريا حية فيها، كما أن بعض هذه الخلايا يصبح أشد ضراوة بعد الموت، كما قال عالم الذرة بولجارينى عام 1949 بأن هناك احتمالا قويا بأن قدامى المصريين استعلموا الغشاعات والسموم لحماية مقابرهم.

وفى عام 1657م دخل عالم جيولوجى من جنوب إفريقيا كهفا على عمق 150 مترا تحت الأرض فى روديسيا، فشاهد آلاف الوطاويط المحنطة، أحس العالم بضيق فى التنفس، فغادر الكهف، وبعد أيام أصيب بالتهاب رئوى ونقل إلى المستشفى، فوجد الطبيب المعالج نوعا غريبا من الفطريات، تبين من التحليل ميكروب أنه يسبب ضيقا وحمى، فربما يكون هو نفس الميكروب الذى أدى إلى مرض أو موت الذين دخلوا قبور الفراعنة.

وأكد هذه النظرية الدكتور عز الدين طه، أستاذ البيولوجيا بطب القاهرة فى 3 نوفمبر عام 1962م، عند فحص رجال الآثار وعماله، وجد البعض مصابا بالتهاب فى الجهاز التنفسى نتيجة فطريات لابد أنها وجدت فى قبور المصريين.

كان بعض العلماء قد أكد أن «لعنة الفراعنة» تحدث نتيجة لتعرض الأشخاص الذين يفتحون المقابر الفرعونية لجرعة مكثفة من «غاز الرادون» أحد الغازات المشعة، وشديد السمية، وإذا تكثف فإنه يتحول إلى سائل شفاف، ثم إلى مادة صلبة معتمة ومتلألئة.

و«الرادون» يعد أحد نواتج تحلل عنصر اليوارنيوم المشع الذي يوجد أيضًا في الأرض بصورة طبيعية، ويعتقد أن الكهنة كانوا ينشرون السموم على بعض الآثار لحظة دفنها، بخلاف أن غلق المقبرة آلاف السنين قد يكون له تأثير مباشر على المواد العضوية وغيرها من الأثاث الجنائزى التى تتواجد فى المقابر.

وفى هذا الإطار، قال عبد الناصر صابر، نقيب المرشدين السياحيين في أسوان، إن ما يدور حول لعنة الفراعنة، مجرد خرافات، مضيفا أن الأمراض التي تصيب مكتشفي المقابر، نتيجة لوجود بكتيريا من آلاف السنين استطاعت تطوير نفسها لتسبب التهابات رئوية لمن يستنشق هواء المقبرة.