وجهة نظر

سلامتك ياوطني

عندما ينزل السيد عبد اللطيف الحموشي شخصياً مع كبار مساعديه إلى بؤرة الموت، فاعلم أن الخَطْبَ جَلل.

قاد السيد الحموشي عملية إحباطِ أكبر محاولة إرهابية كانت على وشك إراقة الدم الحرام ونشر الرعب في الآمنين…
لقد كان أمن المملكة على كفّ عفريت… كان المغاربة قاب قوسين أو أدنى من الفاجعة.

في الوقت الذي كان فيه الشعب والحكومة والجميع منهمكين في تدبير معضلة الجائحة، وإشكالية الدخول المدرسي المستعصية، كان آخرون، وهم حفنة من بني جلدتنا، يُبَيّتون مخططاً للتخريب والقتل.

هل تدرون لماذا هؤلاء القتلة أرادوا قتلنا؟

سأقول لكم.

إنهم يعلمون جيدا أن عملياتِهم الإرهابيةَ الدموية ستقضي على حياتهم هم أنفسهم، ويعلمون جيداً أن عملياتهم الإرهابية ستحزن أسرهم وأقاربهم، ويعلمون أن ما هم مقبلون عليه لن يقيم دولة داعيشية في أرضنا، ولن تُسقط نظاماً ولا هم يحزنون… يعلمون هذا علم اليقين.

لكن أهدافهم التي سعوا إلى تتفيذها قامت على “عقيدة” (الجهاد في سبيل الله -زعموا- ونيل الشهادة وإرضاءً لله تعالى والبرهنة لقادتهم خارج الوطن أنهم أوفياء لنهجهم وبيعتهم وأنهم أوقعوا النكاية في النظام المغربي وأعطوا الدليل على إمكانية الانتصار على الأجهزة الأمنية التي “تدعي” الكفاءة والخبرة…)

هذا هو الوهم الأسود الذي عشش في عقولهم.

أما الجهاد في سبيل الله فهو دعوى عارية تماماً عن الحق. متى كان الجهاد الإسلامي قتلاً للأبرياء وترويعاً للآمنين لغير المسلمين فضلاً عن أهل القبلة؟ الجهاد له ضوابطه وشروطه وفقهه… وهؤلاء القوم ليس بينهم وبين العلم الشرعي خير ولا إحسان.

أما نيل الشهادة فهي أكذوبة شيطانية غمرت قلوبهم وأشبعتهم وهْماً وتمنٍّ… الشهادة في سبيل الله لها مجالها وهؤلاء ليست لهم صلة بذاك المجال. نيل الشهادة جزاءً على قتل المسلمين الأبرياء!! هل رأيتم جهلاً بهذا المستوى؟

إرضاءً لله تعالى؟؟ ومتى كان الله ليرضى عن الظلمة والمجرمين؟ متى كان الله تعالى ليصلحَ عمل المفسدين؟

سبحان الله ! (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون)

ونأتي إلى النكاية في النظام. يعني أن مشروعهم الدموي إذا نجح سيحدث في قلب النظام الألم والهلع، والرعب والوجع. ولست أدري ماذا أيضاً…

مساكين هؤلاء الجهلة… لا يتعظون بمن سبقهم… كالذباب الذي يرى ذباباً آخر يسقط بالمبيد ويصرون على السقوط بنفس المبيد…

لا أشك لحظة أنّ المخابرات المغربية كانت على علم بمخططهم الإجرامي منذ اللحظة الأولى… ولا أشك أنهم كانوا تحت سمع الأمنيين وبصرهم في حلهم وترحالهم واجتماعهم وتفرقهم وفي تواصلهم واتصالاتهم… على الدوام… فلما وصلت ساعة الصفر وأزفت الآزفة… مرّ رجال الحموشي إلى وضع حدّ لهذا المشروع الجهنمي…

وإذن، من أوقع النكاية في من؟ ومن خسر الدنيا والآخرة.؟؟

كان المغرب على وشك أن يحصي الضحايا، لا سمَح الله، وعلى وشك أن يستفيق شعبه على كمّ هائل من الدم ومن العاهات والتيتيم… -لا قدر الله- ولكن الله سلم.

باسمي الخاص وباسم أعضاء جمعيتنا لا يسعني إلا أن أتقدم بالتهنئة الخالصة لملك البلاد على هذه القدرة الهائلة والناجعة التي قام بها السيد الحموشي ورجاله، الذين هم عيون المملكة التي لا تنام.

* رئيس الجمعية المغربية للسلام والبلاغ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *