أدب وفنون

شعراء شباب: “بيت الشعر” يحتكره اليسار ونعاني من الاقصاء

وجه شعراء مغاربة شباب، نقدا لاذعا لـ”بيت الشعر” بتطوان، الذي انطلقت فعالياته، أمس السبت، ضمن البرنامج الثقافي للدورة الثالثة والعشرين من المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، بسبب ما قالوا عنه “احتكار الساحة الشعرية من قبل اليسار”، وإقصاء عدد من الشعراء الشباب من المشاركة.

وقال الشاعر المغربي الشاب، ياسين حميد حزكر، في تدوينة له على حسابه، بموقع “فايسبوك”، إن “وزارة الثقافة تُحَركُها وتحتكرها اشتراكية عميقة ما زالت مسيطرة على ردهاتها منذ الوزير محمد الأشعري، الذي تفرض أدرع حزبه الثقافية توجها ثقافيا أحاديا يضيُق على أخيلة المثقفين المغاربة”.

وأضاف حميد حزكر، أن “هذا المغرب الذي ترأسَ بيت شعره حسن نجمي فتحول إلى شاعر بين ليلة وضحاها ونجيب الخداري فتحول إلى شاعر كذلك، لم يكن ليسمح لأي مبادرة، مهما كانت بريئة، أن تضايقه في ساحته الثقافية.. وأي محاولة للتنويع قد تكشف سوأته”.

وأشار المتحدث ذاته، الى أن “الشعر في المغرب، ويا للبلادة !! شعر محزَّبٌ له انتماؤه السياسي، وعنده جريدة حزبية، ويملك منصاتٍ تُلقى من خلالها الخطب السياسية في المؤتمرات العامة للأحزاب كما تلقى القصائد الخافتة الباهتة.. وأتحدى أي معارض بأن يأخذ قصيدة عمودية ويحاول نشرها في جريدة الاتحاد الاشتراكي مثلا. الجرائد المغربية عموما والحزبية خاصة لا تتفق مع الشعر العربي القديم إلا في “عمودية” المقال!!”.

وتابع الشاعر المغربي، قائلا:”ألم يتعلم مدير دار الشعر بتطوان التابعة للشارقة الدرسَ بعد؟؟ ألم يرَ كيف يُدار بيت الشعر في الشارقة وبيوت الشعر في مصر وتونس و و و..؟؟ ألم يفهم بعد أنه يجب عليه أن يكفَّ عن لعب دور العميل المزدوج؟؟”.

وأضاف أنه “منذ افتتاح دار الشعر بتطوان وأنا أتساءل ما الذي أضافته للساحة الثقافية المغربية؟؟ لا شيء. أسماء (بيت الشعر) القديم تتكرر بالنشاز نفسه في (دار الشعر)؟؟ الجديد هو أنهم حصلوا على ميزانية من الشارقة أراد بها “الشيخ الأبيض” خيرا للشباب وكل الحساسيات فكان أن التفوا على إرادة الشارقة واستمروا في غيهم القديم.. من يريد أن يتأكد فليطلع على أنشطة دار الشعر التي تعرضت للاختراق؛ أنشطة لا يحييها إلا المؤَدْلَجُونَ؛ أنصاف أرباع أسداس الشعراء !!برنامج دار الشعر منذ افتتاحها وحتى الآن (في المعرض الدولي للكتاب) يقول: إن مشروع الشارقة تعرض للاختراق”.

وعلى النقيض من ذلك، أوضح الشاعر ياسين حميد حزكر، أن “مشروع الشارقة الثقافي لم يكن يحمل نزغة سياسية أو نزعة أيديولوجية؛ الشارقة من خلال دائرة الثقافة والإعلام، ومن خلال جوائزها الإبداعية والنقدية والفنية المتعددة والمحتلفة والمنظمة على مدار السنة أغنت المشهد الثقافي العربي، وصالحت بين الحساسيات الكلاسيكية والتجديدية والما بعد حداثة حتى”.

وتفاعل عدد من الشعراء المغاربة الشباب والأجانب، مع منشور الشاعر ياسين حميد حزكر، معتبرين أن القائمين على “بيت الشعر” يمارسون الاقصاء والتهميش في حق عدد من الشعراء الشباب، مؤكدين على ضرورة “الاهتمام بالحراك الثقافي الجديد وبالأصوات الشعرية التي تبرهن على حيوية المشهد الشعري ولا تكرس جموده ووقوف زمنه هو محور هذه المبادرات وعليهم أن يضعوها نصب أعينهم بالضرورة”.

وعلق أحد الشعراء قائلا: ” الثقافة في المغرب مختطفة لصالح فئة محسوبة.. ولابد أن يتم الربيع الديموقراطي في ساحة الثقافة لكسر الأصنام الزائفة”، وأضاف آخر: “بيوت الشعر في المغرب تنخرها قبلية المركزية… الطامة أن تنبري عناصر بعينها بمناسبة أو من دونها للحديث باسم الضمير الثقافي للأمة.. هي من يمثل الفكر الطلائعي الفاتح لمغاليق الإبداع، و المغيب ليس أقل شأنا بل هو لا شيء”، وعلق شاعر أخر قائلا:” أعتقد جازما أنا هكذا مجال في حقل الثقافة يفترض فيه أن ينآى عن خبائث الإيديولوجيات.إنه مجال الطهرانيات بامتياز.لقد آن الأوان لإنبات بذور التغيير”.