سياسة

المغرب يدعو لتحويل جائحة كورونا إلى فرصة لإيجاد نظام عالمي أكثر عدلا وانسجاما

دعا المغرب إلى تحويل جائحة “كوفيد-19” إلى فرصة لإعادة بناء المنظومة متعددة الأطراف على أسس أكثر نجاعة وفعالية، مشددا على أنه متمسك بإطار العمل متعدد الأطراف، ويلتزم بالعمل مع الدول التي تشاركه هذه القناعة لإيجاد نظام عالمي أكثر عدلا وانسجاما وانفتاحا.

جاء ذلك في كلمة رسمية باسم المملكة في الدورة الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة، ألقاها رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، تم بثها خلال المناقشة رفيعة المستوى بقاعة الجمعية العامة أمام ممثلي الدول الأعضاء بالأمم المتحدة.

واعتبر العثماني أن الاستعجال اليوم يتمثل في توفير اللقاح والعلاجات ضد فيروس “كوفيد-19” بشكل عادل ومنصف، مشددا على أن ذلك “هو التعبير الأكثر واقعية عن نظام صحي عالمي متضامن وإنساني، بل سيكون اختبارا حقيقيا لمغزى وأبعاد التعاون العالمي”.

وشدد رئيس الحكومة على أن هذا الالتزام هو الذي صاغه الملك في قمة الألفية للأمم المتحدة، بتأكيده أنه “من واجبنا أن نقطع التزامنا الرسمي بدخول الألفية الجديدة من خلال رسم حدود جديدة للإنسانية، تتكون من الأداء في العدالة والرحمة في التضامن”.

وحث المغرب المجتمع الدولي على مضاعفة الجهود لتخطي أزمة “كوفيد-19″، والأزمات السابقة التي فاقمتها، وكذا إعادة التفكير في الخطط الرامية لتحقيق أجندة التنمية المستدامة.

وقال العثماني، إن “هذه الجائحة كشفت عن 3 أزمات كبرى ومتداخلة تواجه مجتمعاتنا منذ إطلالة القرن الحالي: التدهور البيئي غير المنضبط، واتساع هوة التفاوتات الاقتصادية والاجتماعية وتزايد رقعة الفقر، والاختلالات المؤسساتية في مواجهة الجائحة، حيث أبان التعاون الدولي عن ضعف في فعاليته وقلة في انسجامه”.

وأضاف المتحدث أن “المظاهر الخطيرة لهذه الأزمات، وضرورة إيجاد حلول استعجالية لها، لم يفرزها وباء كوفيد19، بل كانت تلقي بظلالها على مجتمعاتنا منذ مطلع الألفية الثالثة”.

وتابع: “وهو ما دفع المملكة المغربية، بقيادة الملك محمد السادس، إلى إدماج هذه الرؤية في بلورة نموذج تنموي مندمج جديد”، مذكرا بأن الملك كان قد أطلق خلال القمة العالمية للتنمية المستدامة سنة 2002 نداء من أجل تضامن عالمي متجدد”.

وتساءل العثماني عما إذا كانت “الهزات المختلفة والأزمات العنيفة التي عرفها العالم لا تشكل الحجج القوية لإقناع المشككين في أن تحقيق التنمية المستدامة هو عمل يهم الجميع، وأنها مسؤولية مشتركة”.

وأردف قائلا: “وقبل تسع سنوات عن موعد تحقيق أهداف التنمية المستدامة، يظل التزام المجتمع الدولي أكثر راهنية في سياق الجائحة، لكونه يهم في المقام الأول الفئات الأكثر ضعفا وهشاشة، خاصة في إفريقيا”.

ويرى العثماني أنه قد حان الوقت أكثر من أي وقت مضى للقيام بإصلاح يجعل منظومة الأمم المتحدة أكثر تكيفا مع المتغيرات الدولية المتواترة التي يشهدها العالم، وأكثر قدرة على الاستجابة السريعة للأزمات، كتلك المتعلقة بكوفيد-19.

وأشار إلى أنه “لم يعد الوقت مناسبا لمجرد إعلان النوايا، بل حان الوقت للعمل المبني على المعرفة والموجه نحو النتائج”، وفق تعبيره.

وسجل أن استجابة المغرب للجائحة أتت مسترشدة بالرؤية السديدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، التي ارتكزت على الاستباقية والوقاية وأولوية صحة المواطن، مما مكن من تعبئة جميع المؤسسات وجميع شرائح المجتمع للتعامل مع حالة الطوارئ الصحية.

* “و م ع” بتصرف / الصورة من الأرشيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *